عاجل
السبت 25 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يا سيسي.. لا تشرب هذا الدواء

يا سيسي.. لا تشرب هذا الدواء

بقلم : عاصم حنفى
الطالب الذي ابتعد عن السياسة في عهد مبارك.. تلقى بعد ذلك دروسها المركزة من الآنسة سما المصرى.. ومن أستاذ الجيل توفيق العكش الله يسامحه.. ولا تعرف يا أخى من أفتى ذات يوم بأن اشتغال طلاب المدارس والجامعات بالسياسة حرام.. مع أن الطالب المثقف والواعى هو من يضبط إيقاع المجتمع.. ويواجه عصابات التطرف الدينى والسياسى.. ويوقف عصابات التحرش الجنسى عند حدها.
 
وزمان خشى نظام مبارك من مظاهرات الشباب.. مظاهرات بريئة لوجه الله تحتج على العدوان الإسرائيلى والهيمنة الأمريكية.. حسبها المسؤول المباركى بحسه الأمنى.. قال إن خروج الطلاب ضد إسرائيل لابد أن يتبعه الهتاف ضد مبارك.. ولهذا فإن المنع من المنبع أسلم وأفضل!
 
وفى حين امتثل شبابنا.. فإن شباب الإخوان لم يتوقفوا أبداً.. الإخوان يربون أولادهم على مبادئ العسكرية والجندية الخشنة والشغب وافتعال المشاكل.. وهل عرفت الآن لماذا سيطر شباب الإخوان على الجامعات، في حين وقف أولادنا يتفرجون؟!
 
إن السياسة في الصغر كالنقش على الحجر.. والطالب المسيس لا خوف منه.. والشباب هم عماد الوطن ودرعه الواقية وطريقه لاكتشاف المستقبل.. ولو أردت التدخل فلا مانع.. وقد فعلها الزعيم جمال عبدالناصر زمان.. من خلال منظمة الشباب التي أخرجت كوادر واعية.. والآن في كل بلاد الدنيا هناك منظمات للشباب.. ليست منظمات سياسية بالضرورة.. وإنما هي منظمات توجه الشباب وتمتص طاقاتهم.. وحتى لا يحدث سعار جنسى «ترامادولى» في الشارع، كما حدث مؤخراً في ميدان التحرير.
 
وفى بلاد الخواجات هناك منظمات شبابية عديدة ترفع الشعار الذي عرفناه قديماً وتوقفنا عنه.. شعار اعرف بلادك.. ينظمون رحلات للشباب لزيارة بلادهم والبلاد الأخرى.. للتعرف والتفاعل وإطلاق العنان للخيال للوصول للمواطن الصالح الذي تحتاجه بلاده.
 
عندنا في بلاد جوه لا يفكرون في الشباب من منطلقات اجتماعية.. وإنما من زوايا أمنية.. عندنا يتفننون في محاصرة الشباب والتضييق عليه.. وهل أتاك نبأ مراقبة حسابات الفيس بوك ووضعها تحت القبضة الأمنية.. هو إجراء عقابى معتبر.. أو قل إنه قرار واختيار سياسى يحتاج لموافقة السيسى شخصيا لما سوف يترتب عليه من آثار مدمرة.. وليس من سلطة مدير البوليس أبداً حصار الفيس بوك للبحث عن متفجرات.. وهو إجراء خطير يشبه قرار منع اشتغال الطلاب بالسياسة في أوائل حكم مبارك.. وسوف يحاولون تمريره بحجج ومبررات تبدو أخلاقية.. ونناشد السيسى ألا يتجرع هذا الدواء.
 
إن دور الجامعة الحقيقى ليس مجرد تخريج المحاسب والمهندس والطبيب.. لكن دورها هو خلق الكوادر والقادة الذين يقودون المجتمع في مشوار بكره.. والذى هو في حاجة للمهندس والطبيب المدرك للسياسة والظروف المحيطة بالمجتمع.
 
وعلى بلاطة.. فإننا إذا لم نسمح للطالب بممارسة السياسة والانشغال بهموم المجتمع.. فنعقد له الندوات واللقاءات والمحاضرات مع قادة الرأى العام.. فإننا ببساطة نفتح الباب للسلبية والتطرف والظواهر التي تقلقنا.. على اعتبار أن الطالب عجينة طرية يسهل تشكيلها وصياغتها في سن مبكرة.
 
وبلاد الخواجات لا تمنع السياسة في المدارس والجامعات.. لأنها تدرك أن حيوية ونضارة المجتمع من حيوية طالب الجامعة.. ولهذا تتميز تلك المجتمعات بأن قادتها من صغار السن الذين تمرسوا مبكراً على شغل السياسة والتعامل مع مشاكل الجماهير.. وأوباما حكم أمريكا وسنه 47 سنة، وكلينتون في السادسة والأربعين، وديفيد كاميرون يرأس حكومة بريطانيا وعمره 43.. ورئيس الحكومة الطليانية «ماتيور ينزى» عمره 39 سنة وحكومته كلها من الشباب يتولون الآن مهمة إنقاذ الاقتصاد الإيطالى من أزمته الحادة.. وهى الأزمة التي تسبب فيها جيل العواجيز.
 
وفى رأيى الشخصى فإن رئيس الوزراء الإيطالى الجديد محظوظ وبامتياز.. لأنه يحمل الجنسية الطليانية.. ولو كان يعيش بيننا لكان الآن يحاول أن يطرق أبواب البيه سكرتير الباشا المحافظ.. يطلب الإذن للترشح لعضوية المجلس المحلى.. وسوف يسقط بامتياز لأنه دون السن القانونية.. فلم يتجاوز التاسعة والثلاثين!!

*عن المصري اليوم



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز