عاجل
السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
حبيشة أم نور الشريف يا غجر؟

حبيشة أم نور الشريف يا غجر؟

بقلم : هناء عبد الفتاح

كل كلمات الحزن والآسى لا تكفى فى وصف مشهد مطاردة شباب وأطفال المقابر للممثل محمد رمضان أثناء دفن جثمان النجم العظيم  فيلسوف السينما المصرية " نور الشريف " ليعبروا عن حبهم له _أو لحبيشه _ إن صح التعبير ، بنجبك يا حبيشة ، عاوزين نتصور معاك يا حبيشة ، إستنى عاوزين نكلمك يا حبيشة !! ، كيف تجرأو أن يتركوا مشهد الحزن على نور الشريف ويستبدلوه بمظاهرة فى حب حبيشة بكل هذه الدرجة من البجاحة والفجاجة ؟؟ كيف تجرأو أن لا يقفوا على قبر نور الشريف ليدعوا الله أن يبدله دارا خيرا من داره وأهل خير من أهله وأن يسكنه فسيح جناته ليلهثوا خلف حبيشة يستجدوه من أجل  أن يلتقطوا معه  صور تذكارية ويمضى لهم الأوتجرافات مبتسمين ناسيين حجم خسارة السينما المصرية والتلفزيون ومصر كلها بوفاة نور الشريف ؟ ، وكيف وصلت درجة الإنحدار إلى هذا الحد الذى يجعل شخص بحجم نور الشريف بلا قيمة أمام شخص بحجم محمد رمضان ؟ ، كل الإحترام والتقدير لمحمد رمضان وليس قصدى أبدا إهانته أو التقليل منه ، هو فى نظرى ممثل شاب موهوب وموهبته لا ينكرها إلا كاذب ومدعى ومدلس لكنه فى نفس الوقت لا يذكر فى حضرة عملاق بحجم نور الشريف ، لا يمكن بأى حال النظر إليه عندما يكون المشهد هو مشهد دفن جثمان عملاق بحجم نور الشريف ، أعلم أن ما حدث ليس مسئولية محمد رمضان الذى حضر مشهد الدفن لتقديم واجب العزاء وهى مسئولية دولة إنهار فيها الوعى والتعليم والذوق العام وتقدير القيمة وتحديد الأولويات ، لكنى حزينة جدا من المشهد برمته ، ولو أن هؤلاء تدافعوا خلف  يحى الفخرانى أو عادل إمام أو محمود ياسين أو محمود عبد العزيز أو حتى الزوجة المكلومة " بوسى"  لكان حزنى أقل وطأة رغم أن تجاهل حرمة الموت فى حد ذاته أصلا أمر غير مقبول بالمرة ، إن الدولة التى لا يتحرك ممثل رسمى عنها فى جنازة نجم مثل نور الشريف ، والدولة التى يموت فيها نجم عالمى مثل عمر الشريف وفى سجل المعزيين يكتب لم يحضر أحد فى حين أن المصالح فرضت على المنافقين وكدابين الزفة أن تكون جنازة سامى العدل هى الأولى والأقوى والأكثر حضوارا ، والدولة التى تموت فيها مدينة الجمال فاتن حمامة ويسقط نعشها على الأرض بسبب الهمجية وسوء التنظيم ، والدولة التى تموت فيها فتاة صغيرة مبطونة ظلت تتألم تعانى من السرطان سنوات وسنوات مثل ميرنا المهندس ويظهر أصوات تؤكد إن ربنا " قصف عمرها " لأنها صرحت أنها لن ترتدى الحجاب مرة أخرى هى دولة تسير فى طريق الخسارة بسرعة الصاروخ ولا ينتظر من أهلها تحقيق أى إنجاز حضارى يذكر، يكفيها فقط أن يعيش مواطنيها فى كبد لا ينتهى يعانوا من أجل لقمة العيش ، ويموتوا من الحر وإنقطاع الكهرباء ، ويكرم أحد محافظيها فنانة درجة عاشرة وهى ترتدى " بيبى دول " ، ويصرح أخر بأنه ليس موظف عند الشعب ولا يتقاضى مرتبه منه ، الدولة التى تسوق حبيشة للدرجة التى تجعله يصبح أهم من نور الشريف هى دولة لن تجدى معها محاولات الإصلاح لان الأمر تعدى بكثير مجرد فكرة الإصلاح وتحتاج إلى نسف أفكار وأولويات وإهتمامات مجتمعها من أساسه لتزرع مكانها أفكار التعليم والثقافة والمودة والرحمة وفهم المسئولية ، الجميل فى الأمر كله أن نور الشريف ميت ولم يشاهد كيف نسف وجود " حبيشه " تاريخه كله فى لحظات وأن الحسرة كلها مقصورة علينا نحن الأحياء وهنا تحضرنى مقولة العظيم محمود درويش الذى أجزم أن كثيرا من شباب هذا الوطن لا يعرفونه " الموت لا يوجع الموتى ، الموت يوجع الأحياء " .. رحمه الله عليك يا عزيزى ، إرقد فى سلام وظنى أنك فى العالم الأخر بكل تأكيد .. أفضل



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز