عاجل
الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
'' الويك ​إ​ند العربي "

'' الويك ​إ​ند العربي "

بقلم : وفاء بوكيل

يقف السيد ''عربي '' بسيارته الفارهة الطويلة اللامعة ماسكا سيجاره الكوبي الاطول من  جسر ''متكّم '' بالبشر ..و هو الفهمان في كل الامور ..محلّل رياضي و سياسي محنّك يفسر اوضاع داعش و الحلف و الناتو و يدفع بكرشه المنفوخة و يتكلّم و يتلكأ وينام تحت المكيّف و يصيّف في الساحل الشمالي او مالطا ..السيد عربي يفهم في الدين  و النسوان و الحلال و الحرام و الاعلام و الشعر و يفقه في النازا و روّاد الفضاء و كل شيء..لكنه غير قادر على تصنيع حبّة ''بانادول''  او قراءة صفحة من كتاب مطلع كل شهر .. و البخل ياكله كالسوس الذي ينخر شجرة ابنوس في جوف غابة ..



معضلة العرب هي العطل و الفسح التي لا تنتهي..مفهوم العمل المغلوط المقلوب اللامفهوم اصلا..الانضباط و دوام الارادة هي طامتنا الكبرى ..في ظلّ الازمة العربية العالمية في الاخلاق و الفنون و المجتمعات و الاديان و التطرّف الفكري و فساد المنظومة البيئية و تدهور الاقتصاد العالمي من الصين الى اليونان في ظل تدفّق النازحين السوريين عبر العراق الى العالم و معاناة العراق نفسه من ازمة النفط و انتشار داعش كالجسم المسرطن في بدن سليم في المقابل تملا العوائل العربية النزل الفخمة من سويسرا الى نيس و لندن و اسبانيا و كل البقاع الغالية الفخمة المدهشة ...لست ممن يحسد اصحاب الخيرات و الاموال الطائلة لكنني لا انام ليلا بعد ان اشاهد كل نشرة اخبار تضربني الصور و دموع الاطفال  في مخيم اليرموك او تحت كبري من كباري القاهرة تضربني دموعهم كمطرقة تدقّ لحمي دقّا و تجعلني في خجل متصاعد  ..العراق و سوريا سيصلان الى اعتاب الكارثة و الوضع في ليبيا  و اليمن سيشدّ انسانيتنا الى اسفل و العمل الذي هو جزء من الدين كاد ان يكون هو الحلّ ..العمل انجع خطاب يجعل من الانسان سويّا و ناجحا ..و يناى به عن التطرف و الارهاب..حادثة الشاب المغربي الذي حاول قتل المسافرين في قطار بين امستردام و باريس و غيرها من الحوادث البشعة يجعل من عروبتي حملا ثقيلا على كاهلي ..العمل بصدق و ردّ الجميل سمات انسانية بل هي شروط الانسانية الاولى ..

يغمغم همّي و نحن شعوب الليل و الموال ..صحيح ان لدينا علمائنا و اطبائنا و جرّاحينا و فنانينا و نوابغ نبعت من شعوبنا و اننا اصل الحرف و الصرف ..لكننا اليوم نسابق انفسنا بعد ان طارت في السماء شعوب   كنا نتهكّم عليها بالامس ...

ان الديمومة و الارادة المشدودة كنخلة في واحة بائدة هي ما ينقص النفس العربية ..ننهزم بضحك و نقف في انصاف العتم بين نصف ظل و نصف ضوء و المعضلة الكبرى هي انصاف النتائج و انصاف الحلول..فكر بغيرك  قال محمود درويش ذات يوم ...و انت تعدّ فطورك  لا تنس قوت الحمام ...فكر بغيرك لا تنس من يطلبون السلام ..

اقول لروح درويش فكرنا بغيرنا و هم يسرقون قوتنا ..

و جرّدنا من عروبتنا و هجّرنا من اراضينا و انفسنا ..

و يقسّمون اراضينا مرة بعد المرة ..

و هجرنا الحمام ..

 و صارت ارض العرب كلّها خيام في خيام ..

دون قيس او حتى ليلى غادرتنا القوافي و افتكّوا منا حتى الكلام ..

لن نحصي الكواكب ليس لدينا وقت فنحن غارقون في الديون ..

  عابدون هواتفنا الذكية بالفيس بوك و تويتر و نحن اغبياء اغبياء ..

هم  لا يريدون السلام ..

و نسونا و نسينا انفسنا ..فمن سيفكّر فينا ..قل لي بربّك  فالويكند العربي مطوّل هذه المرة و سندفع فاتورته غاليا ..غاليا ..لم يعد لدينا خيول او فرسان..خلّفتنا الافراح و تصدّرتنا طلائع النعام . 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز