عاجل
الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يوم صديق عيد ميلاد المسيح

يوم صديق عيد ميلاد المسيح

بقلم : منير عامر

لأنى مصرى فأنا أومن بوحدانية الله التى قدمها إخناتون إلى الوجدان البشري، ولأنى مصرى عشت فى حى محرم بك السكندرى، عايشت طنط عايدة زوجة مدير مكتب البريد الذى عمل تحت قيادة الحاج عبدالناصر حسين سلطان والد جمال عبدالناصر وهو من كان يسكن فى البيت رقم 3 من شارع كنانة المتقاطع مع شارع عرفان باشا؛ ولأن عم دميان هو صاحب البيت المواجه لبيتنا وكانت زوجته تصنع أجمل كعك وأحلى بسكويت؛ وكانت تغمرنا هى وبناتها بكمية وفيرة من الكعك والبسكويت؛ وطبعا كانت والدتى ترد تلك الهدية فى نهاية رمضان، ولأن طبيب العائلة كان هو مزراحى المتخرج فى جامعات باريس ويزورنا عند أى طارئ بعربته الستروين ذت الشكل الغريب، وهو الذى أشرف على علاجى من الغدد النكفية عندما تضخم خدى نتيجة هذا المرض؛ ومازلت أذكر مناكفته لى حتى فى يوم رحيله من مصر إلى باريس رافضا الهجرة لإسرائيل قائلا لوالدى «تصور دولة يتم استخراج قواعدها وأصول الإيمان بها من خرافات موجودة تحت تراب التاريخ، لابد أنهم مرضى يحتاجون إلى مصحة عقلية كبيرة، ويبدو أن رحلة نهب ثروات العالم تطلب وجود دولة فى هذه المنطقة تضم مجانين باسم واحد من الأديان». ولأنه ترك مهمة رعاية صحة أسرتنا للدكتور راغب مترى وكانت ابنته سوزى هى سبب فصلى من مدرسة نبوية موسى حيث فصلتنا السيدة نبوية موسى نحن الاثنين معا، لأنها قررت أن نلعب لعبة «الطبيبة والمريض» فكنت مريضها العارى الذى تشفيه بالقبلات وهى عارية أيضا، وضبطتنا نبوية موسى لتفصلنا نحن الاثنين معا، وليدخلنى أبى بعد ذلك إلى مدرسة تحفيظ الكتاب الكريم ويديرها شيخ أعمى، وما إن اكتشف صعوبة أن أحفظ دون أفهم حتى نزل ضربا على كفى المدودة بعصا غليظة، فسحبتها من يده وهو الأعمى لأنزل بها ضربا على كتفيه ولأقفز بعد ذلك من شباك هذه المدرسة فهى دور أرضى وشباكها يطل على الشارع مباشرة.




ولأن والدى أصابه الارتباك لما فعلت لذلك صحبنى إلى الحج معه لأعيش أياما من صفاء طفولى وأشرف برؤية ومصافحة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، أثناء غسيل الكعبة المشرفة.


لكل ما تقدم صرت مؤمنا أنى كمصرى واحد من مؤسسى صلة السماء بالأرض، عبر جدى إخناتون، وإيمان جيرانى بالمسيح وبصلة عائلتى بعائلة مزراحى، وبحلاوة بسكويت وكعك طنط عايدة، وبهذه الحياة الرحبة على اتساع الإسكندرية ثم القاهرة ثم مصر قلب العالم فعلا وهى التى تتحمل من أجل وجودها فى قلب العالم الكثير والكثير.


وهل أنسى مكالمة تليفونية دارت بين أحد المسئولين بمكتب جمال عبدالناصر مع البابا كيرلس وكان السبب هو حجز واحد من موزعى السيارات على عدد من سائقى التاكسى لأنهم تأخروا فى سداد الأقساط وكان يفرض عليهم غرامات باهظة، ورفض مكتب الرئيس اتخاذ إجراء ضده لأنه احتمى بالقول «أنا أدفع العشور إلى الكنيسة»، وكانت مهمتى التأكد من ذلك قبل اتخاذ إجراء مناسب مع موزع السيارات، وحين ذهبت إلى لقائه بالبطريركية، غرقت فى الدهشة لأن غرفته بسيطة إلى حد مذهل، سرير من أسرة الجنود أو طلبة المدارس الداخلية، ومنضدة من خشب أبيض ونظيفة، وما إن صافحته دون أن أقول سبب الزيارة حتى قال «نحن لا نأخذ عشورًا من مراب، أنت تعلم أن المسيح قلب موائد الصيارفة فى أورشليم». وعدت بالخبر إلى زغلول كامل الذى قرر إحضار موزع السيارات؛ وعودة كل ما أخذه كغرامات تأخير إلى سائقى التاكسى مع تصفية المسألة كلها بنقل التعامل المالى من حسابات الرجل إلى بنك مصر وأن يتولى أحمد فؤاد رئيس مجلس إدارة بنك مصر فى الوقت إدارة ملف السيارات وأقساطها دون إرهاق للسائقين بغرامات تأخير مبالغ فيها.


كلما جاء يوم السابع من يناير يمتلئ قلبى بالفرح مع أصدقائى، فأنا مصرى قبطى مسلم، ولذلك أقول للبشرية كلها «جاء المسيح بالمحبة فهل نعى الرسالة؟ أم نصدق كلمات الجندى الأمريكى الذى كتب على الصواريخ التى كان يلقيها على بغداد عام 2003 «إن كانت مريم أم المسيح فى طريقك وأنت تطبرق بغداد قل لها أن مايكل لا يصدق كل ما جاء به ابنك من تفاصيل». قال الجندى ذلك رغم أن رئيسه كان يقول إن حروب الشرق الأوسط هى حروب صليبية، ونسى الجندى والرئيس الأمريكى أن الحروب فى الشرق الأوسط هى لاستنزاف ثروات العرب، الذين لم يستمعوا لمصر بعد حرب أكتوبر ليؤسسوا صناعة السلاح بدلا من أن يشتروه من الرئيس الأمريكى وأصدقائه».


كل سنة وكل مؤمن بعقائد السماء طيب؛ فنحن نطيب فعلا بمحبة المسيح عليه السلام ومحمد عليه الصلاة والسلام، وكل منهما آمن بما أنزل على موسى عليه السلام، فالعقائد السماوية لم تأت لصناعة القتل، ولكن لبناء الحياة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز