عاجل
السبت 1 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بعض من الهدوء!

بعض من الهدوء!

بقلم : د. نرمين الحوطي

أصبح المرء في هذه الآونة يشتاق إلى الهدوء الذي يلهث وراءه ليلتقي به، لكنه للأسف لا يجده في ذلك الوقت.



هذه هي قضيتنا اليوم «الهدوء» فنحن نعيش في فترة زمنية يحاصرنا كم من الهموم والمشاكل، سواء كان على الصعيد الخارجي أو الداخلي، ورغم أننا نعيش في عصر التكنولوجيا وزمن الرفاهية إلا اننا إذا قارنا بين عصرنا وعصور من سبقونا الذين لم يمتلكوا ما نمتلكه من رفاهية وتكنولوجيا متقدمة فسنجد أن الأزمنة السابقة كانت تمتلك نسبة كبيرة من الهدوء النفسي، أما نحن ففي زحام التقدم والتمدن أصبحت سمة عصرنا التوتر النفسي.

بالأمس كان الإنسان له من الوقت الكثير للتفكير والتمتع والتذوق بالشيء، كانت الكلمة والفعل في السابق نابعة من دراسة وتفكير وهذا لامتلاك المرء الوقت الكثير من الهدوء بالرغم من معاناته بعدم امتلاك الكثير لديه، وبرغم من هذا نجد الفعل قبل أن يفعل في الماضي ويقدم المرء عليه يكون بعد دراسة وافية له، أما اليوم فمع التوتر وفقدان الهدوء النفسي نجد الأغلبية يقومون بالفعل دون تفكير ودراسة له مما ينتج بعد ذلك أن البعض يندم على ما أقدم عليه.

من أين نأتي بالهدوء؟ ونحن على مدار اليوم نسمع ونقرأ الكثير من الأحداث المزعجة وتكون على التوالي على مسمع ونظر المرء مما ينتج عنه توتر النفسي لدى الإنسان مع تلك الضغوط المعيشية والاضرابات الدولية وانهيار السلوكيات وكثرة القرارات وإلغائها تجعل الفرد متوترا نفسيا مما ينتج عنه أنه في المستقبل لا يمتلك أن يأخذ القرار الصائب. من هنا أصبحت الأغلبية وهم كثيرون يبحثون عن الهدوء أين يكمن؟ فنجد البعض يرتاد الدورات التجارية التي توحي لهم بأنها تمتلك الهدوء فيذهب المرء لها ظنا منه بأنه عندما يقوم بتلك الدورات سيجد الهدوء، وتارة أخرى نجد البعض يقول إن بعض أنواع الرياضة تبعد التوتر عن الفرد فيذهب لها ولكن دون جدوى وكثير من الطرق التي تعرض وتعلن عنها تحت شعار «بعض من الهدوء» ولكن تكون النتيجة أن المرء بعدما يقوم بجميع تلك الطرق التي تنزع التوتر النفسي وعندما يخرج للمجتمع مرة أخرى ويسمع ويشاهد الأحداث يفقد ما يستمتع به من نسبة ضئيلة من الهدوء ويبقى الحال كما هو عليه الأغلبية باحثون عن بعض من الهدوء!

٭ مسك الختام: نحن لا نعشق الوحدة.. ولكن أصبحنا نرتاح فيها ونسعى إليها.

 

*كاتبة واعلامية كويتية 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز