أمل وافي.. حكاية صحفية سرق أطباء الفهلوة حلمها في الحياة

بقلم : عبدالجواد أبوكب

 

أكتب الآن بقلب موجوع عن واحدة من ملايين سيدات مصر اللاتي تفخر بهن وبمسيرتهن في الحياة ، وهي من قلائل يسكن القلب والعقل معا وتشعرك أنها أختك التي لم تلدها أمك ، يعرفها الوسط الثقافي والصحفي، فهي ابتة المنصورة الجدعة التي حضرت إلينا في بوابة روزاليوسف قبل عامين عبر زميلتي تغريد الدسوقي الاعلامية بالتلفزيون المصري، وووقتها أخبرتها أننا نعمل بطريقة الجيوش حيث كثير من العمل قليل من الراحة.

 

وفورا وجدت زميلتي العزيزة أمل وافي أمامي وبدأت العمل بجهد كبير لم يفتر أبدا ولم يؤثر فيه أني اكتشفت في المقابلة أنها زوجة  صديقي ورفيق المشوار ونجم المصري اليوم "محمد الهواري" الذي تحمل معها المشقة والاهتمام بحلا ابنتهما النجمة منذ لحظة الولادة وأيقونة السعادة لنا جميعا..، وكانت أمل تشكو من الروماتويد ، ولأن أمي تعاني من نفس المشكلة كنا نتبادل النصائح  الطبية، ومع الوقت كانت حالة "أم حلا" ثلاثينية العمر تتدهور بشدة مقارنة بالكبيرة في الصعيد وهي جدة لأحفاد علي وشك الزواج.

 

واليوم صدمتني أمل بقصتها التي قالت فيها" بدأت الحكاية  منذ 4 سنوات عندما شكيت من  أوجاع رهيبه  في الظهر غير اني المفروض بعاني من مرض الروماتويد .رحت لدكتور قالي ده مش روماتويد ده ابن عم الروماتويد ده اللي هو ازاي يعني؟.. مشيت رحت لدكتور تاني قالي التهاب اعصاب رحت لأستاذهم كلهم الدكتور خالد الحديدي واللي بيملك أسطول من الدكاتره واللي المفروض هو أستاذ الروماتويد في مصر قال لي ان حالتي دي تصنف روماتويد صدفي لأن في طفح جلدي عندي واللي اعتبره هو ودكتور جلديه كبير صدفيه ...4 سنين بتعالج بحقنه اللي اخدها اكيد عارف هي بتعمل ايه حقنه قويه جدا موتتلي معدتي وأرهقتني جابتلي انيميا لأنها بتكسر كرات الدم وتفضل اوجاع الضهر زي ماهي بل بتزيد وبدا شكل مشيتي يتغير واللي ميعرفنيش يقول اني عندي اعاقه وأنا اللي كنت من كام سنه بمشي بكعب عشره سم طالع نازل ولا بيفرق.

 

 وف يوم إعادة كشف عرضت علي الدكتور الاشعه اللي طلبها وساأته قالي الاشعه زي الفل مفيهاش حاجه وقال لي أنا مش عارف المشيه الهندسيه دي ماشياها ليه؟..  مشيت وفضلت علي العلاج والوجع يزيد والمشية تسوء أطلع الرصيف وانا بنت ال٣٣ اطلب من واحده فوق الستين تاخد بايدي السلم طلوعه كاني طالعه جبل،  دا غير كلمة الآه اللي تقريبا مبقتش تفارقني وفي يوم جالي مكالمه من الشاعر الجميل محمود رضوان واللي بدون مقدمات قالي في دكتوره ممتازه في قصر العيني اسمها الدكتوره زينب نويتو انا حجزتلك عندها ، طبعا من احراجي رحت للدكتوره واللي هفضل أدعيلها وأدعي لرضوان انه عرفني بيها لآخر نفس في عمري .الدكتوره أول ماشافتني قالتلي انت معندكيش روماتويد انت ازاي اتشخصتي كده؟

 

 وبعد 12 سنه خدمه وعلاج روماتويد تيجي بكل بساطه تقولي معندكيش.. 4 شهور بتعملي اشعه وتحاليل وتحولني من قسم لقسم علشان بس توصل انا عندي ايه.. 12 سنه باخد كورتيزون وأنا المفروض ماخدش اربع سنين بآخد حقنه ملهاش لازمه جابتلي كل الامراض أكتر ماعلجتني والوجع يزيد والالم فوق طاقتي .حولتني مخ وأعصاب واللي اكتشفوا بالفحص حقيقه مرضي.

 

 طلع عندي ضمور في العضلات نوع مابيجيش الا للكبار وده بسبب ان بابا وماما قرايب وللأسف اتطور علشان مفيش دكتور لطيف من اتعرضت عليهم فكر للحظه ان زي ماعندنا عظم عندنا عضلات شايلانا بس ليه يفكروا للاسف ان الموضوع ملوش علاج وان مع الخسسان والدوا ربنا يسهل واقف للي انا فيه والنهارده كان سونار العضلات واللي طلبوه علشان يشوفوا شكل عضلاتي جوه جسمي ازاي وكانت الدرجات من اربعه واللي هي الأسوا ايدي تراوحت درجاتها بين واحد واتنين ورجلي للاسف طلعت 3ونص ورجل تانيه 3 وطلبوا مني المحافظه علي الحبه اللي باقينلي .الحمد لله وقضاء الله مفيش احسن منه لكن ليه الدكاتره بيعملوا كده لو ربنا موقفش الدكتوره دي في طريقي كان ايه هيحصل ليه الدكاتره بتستهون بوجع المريض ومابتشغلش دماغها . الحمد لله ربنا باعتلي ناس حبايبي كتير وداعمين ليا وخلوني اتخطي مرحلة الصدمه وبحاول اقف تاني مفيش حاجه بعيده علي ربنا والشفا بايده وانا مؤمنه بده جدا دعواتكم ودعواتكم لكل المرضي اللي الألم حطم أحلي مافيهم وأرهق روحهم الحلوه . بحمدك واشكر فضلك يارب علي نعمة المرض ونعمة حبايبي اللي محاوطني"

 

وهنا تنتهي قصة أمل وافي نجمتنا الطيبة في بوابة روزاليوسف واللي بنعتبرها قديسة نادرة التكرار زي ما بنعتبر حلا محمد الهواري أهم نجمة عندنا، وحكاية أمل في تقديري هي قصة تتكرر يوميا لأن مهنة الطب في مصر فقدت قدسيتها وتحول غالبية الأطباء إلي بنوك متنقلة وفق قاعدة"إملأ خزائنك وليذهب المرضي إلي الجحيم"، واذا كانت هي قد استطاعت قص روايتها فليرحم الله آلاف البسطاء الذين يقابلون وجه كريم بسبب خطأ طبيب لا يجد أبدا من يحاسبه في الدنيا.