عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
لون الحياة في اليابان

لون الحياة في اليابان

بقلم : د. نهلة صلاح حموده

امبارح كنت في زياره سريعه لمدينه يابانيه بعتبرها الاهم عندي من يوم ما وصلت اليابان  في منحه لدراسه الدكتوراه بجامعه كيوتو للدراسات الدوائيه .. امبارح  كنت في هيروشيما..



و علي حسب ما كنت مرتِّبه خط سيري  .. روحت اماكن اثريه الاول ، معبد إتوكوشيما العريق ببوابته المبنيه في البحر في جزيره مِياچيما بطبيعتها الخلابه من غابات و غِزلان ، و قلعه هيروشيما الاثريه  بكنوزها الرائعه من سيوف محاربي الساموراي  ..  و طبعا مريت بوسط البلد .. هيروشيما الحديثه .. شوفت فيها الوجه الحضاري المُبهر لليابان  كالعاده..

‎لما وصلت مكان سقوط القنبله النوويه، المكان الاهم بالنسبالي،  شعوري كان متلخبط اوي  .. و حسيت كل الناس حواليا كده .. حاله من  الصمت و الحزن منعكسه علي وشوش كل الزوار بإختلاف جنسياتهم..  ... لدرجه اني ماقدرتش ابتسم و انا بتصور قدامه..
‎هيروشيما اتضربت بالقنبله الذريه الساعه ٨:١٥ الصبح يوم ٦/٨/١٩٤٥ و اختفت من علي الخريطه حرفيا و مات في اقل من دقايق حوالي ١٢٠ الف بني ادم و ووصلوا ٢٠٠ الف في شهر ديسمبر من السنه نفسها ..

وقفت قدام مبني" القبه النوويه"   .. شوفت حيطانه المصبوغه "باللون الاسود "لحد دلوقتي، و اللي زي ما واصفينه ان ده كان" لون الحياه" لفتره طويله بعدها .. شوفت النَصب التذكاري اللي عاملينه لضحايا الكارثه من الاطفال  اللي ماتوا من السرطان و الاشعاع .. شوفت شعله السلام و المنتزه  الكبير .. شوفت متحف السلام اللي بيعرض رُفات الحياه بعد الانفجار  .. وقفت قدام صوره صوره و اثر اثر بحاول استوعب الكلام و القصص اللي مكتوبه ...و علي مدار ٣ ساعات جوه المتحف سيطرت عليا حاله حزن رهيبه .

‎حجم الدمار  و شكل المدينه وقتها قبل و بعد ، يخليك متصدقش ابدا ان ده هيروشيما اللي حواليك

الزياره ده غيرت نظرتي لليابان و اليابانيين تماما .. مش بس بقيت اشوفهم رمز للتقدم الرهيب و الاخلاق و حب العمل ، لا ،
‎اليابان  بقت بالنسبالي رمز متفرِّد للامل ،،
‎ الاصرار و التحدي اللي خلاهم  يبقوا " كوكب اليابان "  زي ما بنقول عليهم ، كفيل انه يقول لاي شعب مهما اتعرَّض من دمار و خراب ، انه يقوم و يقف تاني علي رجليه ..

‎اكيد كتير من حضراتكوا قريتوا او شوفتوا صور او برامج وثائقيه  عن هيروشيما .. بس اللي حبيت انقله هو البُعد الرابع للصوره .. انطباعي و انا واقفه هناك في حاله مزدوجه متناقضه من الصدمه و الحزن علي الجريمه ده  و انبهاري الحالي باليابان  .. 
الحاله ده لخصِّتها بمنتهي البساطه اخر صوره في المتحف متعلقه عند باب الخروج و أجبرتني اني ابتسم  .. الصوره ده عباره عن حُطام " اسود" متفحم طالع من وسطيه براعم و اوراق نباتات "خضراء" مكتوب تحتها :

" في خريف نفس العام .. حيث كان من المتوقع ان تتوقف الحياه لمده ٧٥ سنه قادمه  .. استطاعت هذه البراعم اختراق الحُطام و الدمار...  و نَمت .. لتقول للناس ان الحياه ستستمر و تعطيهم  الامل "
كيوتو - اليابان


مدرس مساعد قسم الفارماكولوجيا الاكلينيكيه كليه طب الاسكندريه

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز