عاجل
السبت 1 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إحلموا !

إحلموا !

بقلم : محمد دويدار

 



وبينما كانت اسطح البنايات بمصر الجديده خالية من اطباق "الدش" اللهم الا القليل منها .. فى ذلك الوقت كان بامكانك ان تسير لمسافات متباعده كي تصادف ذلك الطبق العجيب الذي يدور حول نفسه ليجعل العالم كله بين يديك فى لحظه .. ولحسن الحظ كان من بين هذه الاطباق هذا الطبق الضخم الساكن فوق سطح بنايتنا والذي تم تركيبه للتو بعد إلحاح مني علي والدي العزيز الذي وافق اخيرا وبعد محاولات عديده استمرت بضعة اشهر ان يشتري ذلك الاختراع المذهل لنكون مثار حديث المنطقه الراقيه التي لم تكن تعرف الدش بعد الا قليلا !

ياله من خيال لا يمكن تصديقه فكيف لي ان اجدني بين ليلة وضحاها اضغط علي زر الريموت لاري قنوات اوروبا وامريكا والصين وروسيا وتركيا وما ادراك ما تركيا .. نعم اننى الان بمقدورى ان اشاهد قنوات الايه ار تى واتابع هانى رمزى ذلك المحترف المصرى الوحيد بالدورى الالمانى ! حقا انها نقلة حضاريه غير طبيعيه وتحول تكنولوجي لا استطيع تخيله ابدا فبالامس القريب كنت بالكاد اشاهد القناتين اليتيمتين ومعهما الثالثه وبحد اقصي منتصف الليل قبل انا يتحول التلفاز الى جثه هامده ويصبح صندوق بلاروح أو نبض .. اما اليوم فها انا ذا املك العالم بين يدي على مدار الاربع وعشرون ساعه بواسطه ذلك الجهاز العجيب..

حينها تخيلت اننا وصلنا لقمة التقدم الحضارى وان لاشىء آخر اعظم من ذلك يمكن الوصول اليه فكيف لى ان اطمع فى اكبر من دش يجعلنى اتابع الاحداث بالعالم لحظة حدوثها ! كيف لى ان افكر ان يكون هناك اعظم من الدش ومن قبله جهاز الكمبيوتر "البنتيوم وان" الذى كان يسمح لك بتشغيل نظام حديث عظيم احدث تقدم مزهل واكتساح غير مسبوق بالعالم اسمه "ويندوز" ! واعترف انى بالفعل كنت اسعد حظا من غيرى حيث اتيحت لى الفرصه ان امتلك ايضا ذلك الكمبيوتر فى مرحله مبكره من حياتى فى وقت لم يكن فيه متاح لكثير من الافراد او الشركات ان تمتلكه !

نعم كنت اعشق كل ماله علاقه بالتكنولوجيا ولم يقتصر دورى على ان اكون مستخدما فقط بل كنت دوما ما احاول الدخول الى اعماق جهاز الكمبيوتر وقمت بفكه وتركيبه وبالطبع لم يعمل بعدها وظننت انى دمرته وانتابتنى حاله نفسيه سيئه خوفا من ابى حيث ان ثمنه الافات الجنيهات الا انى وجدت من يقوم باصلاحه وتعليمى الطريقه الصحيحه لذلك مما دفعنى لاعادة التجربه لاحقا دون تردد وبالفعل نجحت تلك المره فى فك جهاز الكمبيوتر واعاده تجميعه من جديد وكذلك فعلت مع طبق الدش الضخم الذى كنت اتسلل اليه فجرا واقوم بتفحص كل اجزائه ومحاولة فكها وتركيبها وحدث ماحدث مع جهاز الكمبيوتر الا اننى فى النهايه تعلمت ايضا .. تلك المرحله من التجارب والفشل والنجاح ساعدتنى كثيرا فيما بعد حيث انشأت شركه تجميع وبيع كمبيوتر وتدريب على الصيانه وتعليم سوفتوير وبالرغم ان الشركه حققت بعضا من النجاح فى البدايه الا ان مع الوقت تعرضت للكثير من المشاكل فتم اغلاقها وظلت مرحله التعلم الاولى تجنى لى بعض الثمار حتى وقتنا هذا ..

الشاهد من ذلك ان التقدم التكونولوجى لا يقف عن حد بل يسير بخطا واسعه لا يمكننا اللحاق بها الا اذا كنا مستعدين للسباق وعندنا قدر من روح المغامره وتحمل المخاطر وتكرار المحاوله فالنجاح لن يأتى الا بالتعلم الذى يلى المحاوله الفاشله ..

الاختراعات العجيبه التى كنا نظنها نهاية المطاف كالدش والكمبيوتر البدائى والوكمان والبيجر كلها اصبحت ذكريات او مسلمات بل اصبح يوما بعد يوم هناك الجديد لدرجه يستحيل معها تخيل ماذا هم فاعلون غدا !

اذا كانت آخر جمله كتبتها "ماذا هم فاعلون غدا" قد تكون مرت على أذنك مرور الكرام دون ان تتسائل او تجذب انتباهك فاعلم انه لا امل فينا قبل ان نغير ما بانفسنا اما اذا كانت تلك الجمله قد اثارت حفيظتك وتسائلت لماذا يقول هم ولماذا لم يقل نحن فاعلم ان الامل فيك وانك قد تكون غدا مخترعا عظيما لشىء جديد ينقلنا معه لتقدم جديد لم نره من قبل ..

احلم وتخيل ماذا نحن فاعلين غدا وماذا ينقصنا ولم ندركه بعد ... احلم وتخيل وابتكر فقط فالفكره نصف الانجاز ويبقى التنفيذ مسئولية دوله عسى ان يكون الله هداها قريبا الى اهمية العلم والتعليم والبحث العلمى والتقدم التكنولوجى .. اللهم آمين

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز