عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الجندي "حجاج"

الجندي "حجاج"

بقلم : أحمد عبدالعظيم

"يا بلدي يا أغلى ماليا في الوجود.. كرامتك كرامتي وحدودك حدودي.. يا بلدي يا أرض الحضارة اللي عاشت.. بتقهر أعادي وتسطر تاريخ.. وهكتب في وصفك ودا مش جديد.. ولو يوم طلبتي هجيلك شهيد.. هجيلك يا بلدي وانا قلبي راضي.. كرامتك يا بلدي فرض وعبادة.. ولو يوم حد مسك هدوس عليه بالبيادة.. دمايا متسواش دمعة في عنيكي.. انا أصلي منك وأنا أصلي ليكي... لحد ما اجيلك يا بلدي شهيد... متبكوش عليا في يوم جنازتي.. وشوفوا اللي هيشيل بدالي القضية ويشيل العلم يرفرف... ولا نرضي ليكي يا بلدي المهانة.. دمانا يا بلدي متغلاش عليكي".



بتلك الكلمات استأذن الجندي مجند ذو البشرة السمراء الطيبة "أحمد حجاج" في إحدى فعاليات القوات المسلحة، وفي حضور القائد العام للقوات المسلحة.. أن يرثي بها صديقة وزميله الذي كان قد نال الشهادة أثناء الحرب على الإرهاب في تلك الفترة (نوفمبر 2016).

ما نطق به المجند والذي خرج من قلبه ليهز المشاعر لم يكن مجرد رثاء، لكن يمثل عقيدة كاملة للقوات المسلحة المصرية في حربها على الإرهاب القائمة على عدم ترك الثأر والقصاص لكل من شارك أو تسبب في الإضرار بالدولة سواء بالقتال أو إشاعة الفوضى.. وقد أكدت القيادة السياسية والعسكرية أكثر من مرة أن الإرهاب غير مسموح له بالتواجد في مصر وأن العمل فقط هو بالإنهاء عليه، فمثلا وجه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي- وهو أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة- في 30 نوفمبر 2017 الجيش والشرطة بضرورة الإنهاء على الإرهاب خلال 3 أشهر، وبعدها وجه أكثر من مرة باستخدام القوة الغاشمة لمواجهة التكفيريين، وهو ما يعني أنه لا سبيل سوى "بتر الإرهاب" دون أي مجال للتفاوض على شيء آخر.

كلمات الجندي مجند أحمد حجاج تؤكد أن المقاتل المصري له طبيعة خاصة فهو لا يقبل سوى بالثأر وعدم التفريط في الأرض مهما حدث.. والدليل هو كل الحروب التي خاضتها مصر قبل ذلك، وقد شهدت العمليات التي قام بها الجيش ضد الإرهاب في الفترة ما بعد 25 يناير 2011 قصصا بطولية كثيرة لضباط وجنود وقادة ضحوا بأرواحهم من أجل الحفاظ على أمن الوطن والثأر لزملائهم.. فمقاتل بتلك العقيدة لن يسمح أبدا بأي تفاوض مع الإرهابيين.

الجيش المصري في حربه على الإرهاب يؤكد إصراره بعدم السماح للجماعات الإرهابية بالسيطرة على قطعة أرض واحدة سواء في سيناء أو غيرها وحرمانها من مخططات كبرى كانت تسعى لتحويل سيناء إلى إمارة تابعة للعناصر التكفيرية، وأن الدولة المصرية.. ليست دولة عداء أو تآمر أو تقبل الإضرار بأي دولة أخرى.. ولذلك ففكرة تصدير الإرهاب إلى مناطق أخرى هو أمر لا يتماشى مع السياسية المصرية خاصة في ظل القيادة السياسية الحالية، حيث أكد الرئيس السيسي أكثر من مرة أنه لا يقبل مبدأ التآمر على أي دولة.. فمن السهل مثلا أن توفر مصر جهودها وتسمح للإرهابيين بالخروج من أرضها إلى منطقة أو دولة أخرى.

عندما قامت القوات الجوية المصرية بضرب معاقل للإرهابيين في الأراضي الليبية (بعد تنسيق بين الدولتين) لم يكن الهدف فقط هو الثأر من تلك الجماعات لما ارتكبته من جرائم في مصر ولكن أيضا لمعاون الدولة الليبية (التي تقع على الحدود مع مصر) في حربها على الإرهاب وهو ما يعني قدسية المهمة التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية في حربها ضد الإرهاب.

عدم وجود ظهير شعبي أو مدني للتكفيريين سواء من خلال إقناع أهالي سيناء بمخططاتهم أو عقيدتهم الفاسدة وفشلهم في تقليب الرأي العام ضد ما يقوم به الجيش، وحرص الجيش نفسه على حماية الأبرياء والمدنيين.. جعل من تلك الجماعات.. عناصر منبوذة لا مصير لها سوى التصفية أو تسليم نفسها أو إلقاء القبض عليها.

الخلاصة.. مصر لن يهزمها الإرهاب طالما فيها من هم مثل المجند "أحمد حجاج" وهم كثيرون.. قادة وضباط ومجندون مستعدون للتضحية بأرواحهم للحفاظ على الوطن وكلهم إيمان برسالتهم وعقيدتهم.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز