عاجل
الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الخلطة السرية للنجاح

الخلطة السرية للنجاح

بقلم : محمد دويدار

سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه في أحلام العاجز..



وهكذا لطالما كنت أحلم بالكثير فلا أرى أمامى إلا واقعا أليما ينبئنى بأن أحلامك يا سيدى مستحيلة, أثبت قليلا عاجزا عن التفكير لا أدرى هل أسجد لهذا الواقع الكئيب أم أكفر به وبالمستحيل، وفى نهاية المطاف قررت أن أكون من أولائك الذين أشركوا باليأس وآمنوا بأن الله خلق الإنسان ووهبه قدرات لا نهائية وأوكل له مهمة اكتشاف ذاته.

 بدأت وقتها فى مهمة شاقة للبحث فى أعماق نفسى عما يمكن أن يكون ميزة نسبية التفوق بها على أقرانى أو على أقل تقدير تكون محل إعجاب من الآخرين، وحينها كانت الأقدار قد أبعدتنى كثيرًا عن هواية الصغر وباتت بحور الدنيا تجذبنى نحو الأعمق يومًا بعد يوم, تلطمنى الأمواج فلا أكاد ارفع رأسى من صدمة موجة عاتية حتى أجد أخرى أشد منها عنفا لا تمهلنى وقتا لالتقاط أنفاسى, حقا كانت مرحلة غاية فى الصعوبه كنت فيها على شفا حفرة من الغرق لولا أن تغمدنى الله برحمته، ووجدت ضالتى فى تلك الموهبة القديمة، التى أعدت اكتشافها مرة أخرى بعد أن أنسانيها الزمان.

عدت للكتابة، رغم أنى لم أكن أدرى لمن سأكتب ومن سيقرأ لى، ولكنها إرادة الله فليس على الإنسان سوى السعى وعلى الله البلاغ , كتبت على فيس بوك فى بدايته ولم يسمعنى، أو يرانى أحد اللهم إلا القليل فلم يكن عددهم يزيد على أصابع اليد الواحدة، ولكنها كما قلت إرادة الله أن يقوم أحدهم بمشاركة منشور لى على صفحتة لينتشر وينتشر بطريقة غريبة وغير مبررة على الأقل بالنسبة لى وفجأة يجد هذا المنشور صدى واسعا ويصبح حديث المدينة وتتداوله بعض القنوات التلفزيونية،  ليخبرنى أحدهم بعدها عن رغبته فى أن أكتب مقالا ساخرا بصحيفته ومن يومها بدأت أنشر فى الصحف المغمورة أحيانا والمشهورة أحيانا وبدأت أجد صدى لما أكتب من كلمات ساخرة بلغة سهلة تصل إلى العامة ومع تطور العصر وتغير التركيبة الصحفية فى العالم أصبحت السوشيال ميديا هى المسيطر الأوحد والصحافة الإلكترونية هى الأولى بلا منازع، ولذا قررت أن اتجه إليها بشدة ويومًا بعد يوم بدأت اجتذب الآلاف من المتابعين إلى أن وصلت بفضل الله فى وقت قياسى لمئات الآلاف من المحبين والمتابعين، وأصبح لى جمهور يتابع ما أكتب يشيد وينتقد ويضحك ويبكى واستمع له وأقدره.

 وأصبح لى مكان فى العديد من الصحف والمواقع والبوابات الشهيرة وأصبح اسمى يدرج على ألبومات غنائية وبرامج تلفزيونية، وبات حلم الوصول للشاشة الذهبية قاب قوسين أو أدنى وصار المستحيل يتلاشى ويتضاءل، رغم أن الطريق ما زال طويلا، ومازلت أسقط  قبل خط الوصول ولكنى مازلت أيضا أنهض، رغم التعب وأحاول رغم المقاومة العنيفة من الحظ وعدم التوفيق ومن أولئك الذين يكرهون الخير للناس، إلا أننى وبعد رحلة طويلة أدركت سر هذه الخلطة الغريبة التى ما أن عرفها الإنسان إلا كتب له النجاح، ألا وهى بالترتيب الإرادة ثم الأخذ بالأسباب وبعدها عليك فقط أن تمتلك الكنز الذى لا يفنى، وهو الرضا بما كتبه الله لك، وأن تدرك جيدًا أَن ما أَصابك لَم يكُن لِيُخْطِئَكَ، وَأَن ما أَخطَأَك لَم يكُن لِيُصِيبك.. هذه هى الخلطة السرية للنجاح ستجدها "سبايسي" حارقة صعبة مؤلمة فى البداية، ولكن فى نهاية المطاف ستجد لها لذة لا تقاوم.

 احلم سيدي وابدأ فورًا فى تحويل حلمك لحقيقة، ولا تلتفت لمن يحبطك ولا تبكى على اللبن المسكوب أبدًا مهما فاتك من العمر، فمادمت تملك قلبًا نابضًا وعقلًا واعيًا وعزمًا حاضرًا وضميرًا حيًا يراقب أفعالك فأنت مع أولئك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز