خطوة من أجل مصر

بقلم : إقبال السباعى

 

أتمنى أن يحضر د. مرسى رئيس الجمهورية مراسم تنصيب البابا الجديد تواضروس الثانى وألا يلتفت لدعاوى المتشددين والمتطرفين من الإسلاميين الذين يطالبونه بعدم حضور تلك المراسم حتى يثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه رئيس لكل المصريين وأنه قد بدأ خطوة مهمة فى طريق التصالح الوطنى ونبذ التشاحن وتخفيف وطأة الفتنة داخل المجتمع.

وأنا أتعجب من ذلك الغلو فى الدين فشريعتنا الإسلامية تتضمن منهجا متكاملا يدعو إلى الوسطية والاعتدال ويحثنا على التسامح فى قوله تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، وتنصيب البابا ما هو إلا مناسبة اجتماعية ووطنية قبل أن تكون مناسبة دينية.

والغريب أن تلك الجماعات تدعو الرئيس لذلك بحجة أنه إذا حضر مراسم الترانيم والشعائر المسيحية سيكون قد وقع فى الخطأ والخطيئة، وحقيقة الأمر أنهم يريدون الاستئثار بالرئيس وانحيازه لآرائهم وأفكارهم والموافقة على ما يطلبونه منه إرضاء لهم وكنوع من رد الجميل لوقوفهم بجواره أثناء الانتخابات.

والسؤال الذى يطرح نفسه: ما الأسباب التى تدفع بعض الجماعات إلى اعتناق الفكر المتطرف فى وقتنا المعاصر؟

أعتقد أن التشكيك فى نوايا ومعتقدات الناس وادعاء المعرفة ببواطن الآخرين وعدم القدرة على الاجتهاد والتعرض للإفتاء بغير علم من أهم الأسباب التى تصل بأصحابها لاعتناق الفكر المتشدد، لكن مهما حدث سيظل الدين الإسلامى هو دين الوسطية والاعتدال وستظل المواطنة هى التى تحكم العلاقة بين المسلمين وغيرهم وسيظل الأزهر الشريف هو حامل الراية فى التصدى لدعوات التشدد والتطرف فى أنحاء الوطن العربى كله.

وعلى كل المؤسسات الدينية أن تعلم أنها أصبحت الآن مسئولة مسئولية مباشرة عن نشر الوعى وتبصير المواطنين بسماحة الإسلام ومرونته وكيفية التعامل مع الآخر حتى يسود الأمن والطمأنينة فى أرجاء الوطن بأكمله.