لماذا نرفض انتخاب المحافظ ؟

بقلم : محمد تهامي

مصر منذ فجر التاريخ تتميز بالمركزية الشديدة حيث كانت كل السلطات تتركز في يد الفرعون الحاكم في العاصمة , حيث أن مصر تعاني من بيرقراطية مفرطة و قد تجد أن هناك قوانين تطبق عليك تم وضعها في الدولة العباسية أو الدولة العثمانية و مازالت مطبقة في القانون المصري من باب العرف  .

يجب ان نعرف أن دستور 71 كان ينص أن المحافظ هو نائب رئيس الجمهورية في محافظته و يأتي بقرار جمهوري و جاء دستور 2012 أن ينظم القانون  طريقة اختيار المحافظين  , و هذه المادة فتحت الباب أمام المشرع للاختيار بين انتخاب المحافظين أو استمرارهم بالتعيين

 و لكن كما يدور  في لجنة الخمسين من مادة تنص على  انتخاب المحافظ و هي مادة  لها مخاوف عديدة , حيث أن مصر تعاني من مشاكل الانتخابات مثل انتشار الجهل و عدم قدرة الجهاز القضاء على الأشراف الكامل و تزوير الإرادة و الشائعات و غيرها  , الانتخابات ليست دائماً تأتي بالأصلح  ,فمصر دولة بسيطة موحدة منذ ألاف السنين

الخوف من  شخصية المحافظ بالانتخاب, فيكون لكل حزب عدد من المحافظات و فنقسم مصر  يتولي كل حزب عدد من المحافظات , فنري المنوفية يحكمها الحزب الوطني و سوهاج تحكمها الجماعة الإسلامية و حزب الوفد يحكم الإسكندرية , غير انه من المتوقع أن تسيطر عدد من العائلات الكبيرة على منصب المحافظ و يكون بالوراثة نظرا لنفوذها في المناطق التي يعيشون فيها  , و كما يؤدي انتخاب المحافظ إلى نزاعات حزبية و تقسيمات مما تضعف النظام السياسي الجديد , فنحن نري أنه يجب أن يتم القيام بالعديد من الإصلاحات في نظام المحليات و تشديد الرقابة و غيرها و لكن ليس من المعقول أن ينادي دستور بقيام حركات انفصالية فمصر ليس اتحاد فيدرالي مثل الولايات المتحدة

حتى لو تم انتخاب المحافظ فعلينا ان نضع تجديد تشريعي في الدستور يحدد حدود العلاقة بين الدولة و النظام السياسي و ما هي سيطرت السلطة المركزية على الأقاليم  و قد نصل إلي علاقة تشبه تجربة قديمة مرت بها مصر حيث كانت مصر أثناء الفترة الليبرالية  بعد ثورة 1919 كان يحكم وزارة الداخلية وكيل الوزارة وهو على درجة لواء بينما يتم اختيار شخصية مدينة إشرافية مثل محمد محمود و احمد فؤاد سراج الدين و غيرهم , فقد يعنى اختيار محافظ أن تولي السلطة المركزية شخص موثوق فيه و أن يختار الشعب شخص يثقون فيه