عاجل
الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

من هم التَكرور ؟

يُعد شعبُ "التكرور" People of Takrur من أبرز الشعوب في غرب أفريقيا، أو ما يُطلق عليها بلاد السودان الغربي، وشعب التكرور هم من أقدم السكان في تلك المنطقة الذين اعتنقوا الدين الإسلامي مع القرون الهجرية الأولى. وتطلق المصادر السودانية على آراضي هذا الشعب تسمية: أرض تكرور. 



قال القلقشندي بأن آراضي إقليم التكرور يقع شرق إقليم كوكو، ويليه من جهة الغرب بلاد البرنو، وباسم هذا الاقليم عرفت هذه البلاد بسبب كبر مساحة هذا الاقليم. ويُطلق على هذا الشعب أيضًا تسمية: شعب "التوكلور"، أو "التوكولور"، وهذا الاسم الأخير يبدو- في الغالب- مرتبطا بالتسمية الأوروبية لاسيما الفرنسية منها لكلمة: "التكرور". 

ويعتقد البعض أن تسمية "تكرور"، أو "التكرور"، أو بلاد التكارنة، والتكاررة، في الأصل أطلقتها جماعاتٌ من بربر "صِنهاجة"، وهي قبيلةٌ بربريةٌ معروفة كانت قد استقرت في شمال أفريقيا، وبلاد المغرب منذ ما قبل الإسلام لاسيما في بعض مناطق الصحراء، ثم هاجرت جماعاتٌ من صنهاجة صوب الجنوب إلى بلاد "التكرور" بعد استقرار الإسلام في شمال أفريقيا. 

أما النسبة لهذه الشعب، وكذلك للأرض التي ينتسب لها: "التكروري"، وكذلك يقال لهم: شعب التكاررة، والتكارنة..الخ. ثم صار الاسم يستخدم في مصر هكذا: الدكرور، وكذلك الدكروري، أي تحولت التاء إلى حرف الدال كما في تسمية: "بولاق الدكرور"، وهو اسم حي معروف من أحياء مدينة القاهرة حاليًا.

وتذكر بعض المصادر السودانية رواية طريفة حول أصل تسمية "التكرور"، أو تكرور أن جماعة من أهل اليمن، ويقال كانوا من أجداد حكام دولة صنغي، وكانوا مهاجرين، ولايزالوا في ترحالهم، ثم قابلوا في طريقهم عفريتًا أو أحد الجن عند ساحل البحر المحيط، ربما بالقرب من المحيط الأطلنطي. 

ثم تذكر روواية الفتاش أن هؤلاء المهاجرين سألوا ذلك العفريت عن اسمه، فقال: "رور"، ويقال كان اسمه كاملاً: (رور بن سار)، ثم سألوا عن اسم المكان، فقال لهم: تك، فقالوا يحق لهذا المكان أن يسمى باسم: تك– رور، أو بلاد التكرور، وهو (تك) الاسم الذي ذكره العفريت، و(رور) وهو اسم العفريت ذاته. 

وتحمل تلك الرواية الكثير من الخيال والطرافة، وعدم الواقعية، لكنها تتوافق مع طبيعة التراث الخاص بالشعوب والقبائل الأفريقية القديمة على غرار شعوب: التكرور، والسوننك، والبمبارا، وكذلك شعب الفولاني، والزغاوة..الخ. 

 

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز