عاجل
الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
العالي والنهضة.. ولا للمقارنة بينهما

همس الكلمات

العالي والنهضة.. ولا للمقارنة بينهما

لا يمكن أن ينسى التاريخ ما يسطره المصريون دائما من إعجاز  يتحدث عنه العالم أجمع، ففى 9 يناير  من كل عام، لا بد أن يتذكر كل مصري صغيرا أم كبيرا،  ذكرى وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر  عام 1960، حجر أساس أعظم مشروعات القرن العشرين وهو  السد العالي، والذي حمى مصر من فترات الجفاف والفيضانات على مدى عشرات السنوات، وفي 15 يناير عام 1971 كان افتتاح الرئيس الراحل محمد أنور السادات ذلك المشروع العملاق وبناء السد الأعظم، ليصبح هذا اليوم منتصف يناير من كل عام عيدا قوميا لمحافظة أسوان.



 

 

وبطبيعة الحال لا يمكن أن تمر الذكرى 64 لوضع حجر أساس السد العالي والذكرى الـ53 على افتتاحه، دون الإشارة إلى أن بناء المشروع كان عبارة عن ملحمة من الإرادة الصلبة للمصري الغيور على بلده وبتفان في نهضتها، وإدراكه أهمية مشروع بناء سد ضخم عند محافظة أسوان يهدف إلى حجز فيضان النيل وحماية الدولة من مخاطره وتخزين مياهه والتحكم بتدفقها، وتوليد طاقة كهربائية منه لإنارة مدن وقرى مصر، حيث يمتلك حوالي 12 محطة توليد كهربائي بقدرة 10 مليارات كيلو وات/ ساعة سنويًا، مع تكوين أكبر بحيرة صناعية في العالم بسعة تخزينية 162 مليار متر مكعب.

 

وكان إعجاز المصريين في بناء السد، وتحديهم للغرب في استكمال هذا المشروع، بعد أن رفضت الحكومة المصرية الشروط التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بالرغم من حاجتها إلى التمويل لاستكمال المشروع لأنها كانت شروطًا تمثل خطورة على مصر، ما أدى إلى سحب الحكومة الأمريكية القرض، الذي كانت ستقدمه لبناء السد العالي بحوالي 56 مليون دولار، في ذلك الوقت وأيضًا الحكومة البريطانية سحبت القرض الذي كانت ستقدمه بمبلغ 15 مليون دولار، كما رفض البنك الدولي تمويل المشروع، وقرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الاستعانة بسواعد المصريين والخبرة السوفيتية لإنجاز المشروع الضخم.                                                                      

لينجح المصريون في بناء السد بطول 3600 متر، وارتفاع 111 مترا، ويمر خلاله تدفق مائي يصل إلى 11,000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة، وحماية الدولة من فترات الفيضانات والجفاف المنخفضة.

ولم يعمل السد، فقط، على حماية مصر من الفيضان والجفاف، لكنه يعد من المشروعات الاقتصادية الكبيرة، التي أسهمت في التوسع في مساحة الرقعة الزراعية، بعد توفير المياه، مما فتح الطريق للتوسع في استصلاح الأراضي، وعمل أيضاً على زراعة الكثير من  المحاصيل  على الأرض الزراعية. 

وقبل ختام حديثي لتلك الذكرى التي نفخر بها جميعا، أؤكد على رفض إجراء أي مقارنة بين العملاق السد العالي المصري، الذي لم يؤد تشييده إلى أي اعتداء على حقوق الآخرين أو الإضرار بهم أو بشعبه، بل تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.. وبين سد النهضة الإثيوبي، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، والذيي أسهم في ترحيل وتهجير ما يقارب 1.5 مليون مواطن من أربع مناطق إثيوبية غالبيتهم إلى السودان، وتأثيره السلبي المباشر على مصادر بحيرة توركانا، التي تعد أكبر بحيرة لصيد الأسماك في الصحراء، إلى جانب مزيد من الارتباك في تشغيل السدود السودانية.

 

أيضا آثاره السلبية على مصر من تأثر حصتها في مياه النيل، وعدم التوصل  لاتفاق قانوني ملزم لعمليتي ملء وتشغيل السد، وغيرها من الآثار الناجمة عن عدم احترام حقوق الدول المجاورة.

ألستم تتفقون معي، أن المصري الأصيل قادر على البناء والعمل بكل عزيمة، ويمكن الاعتماد عليه في كل المواقف الملحة لصالح بلاده، ولا بد أن نتذكر إنجازاته وتضحياته وعدم التفريط في حقوقها،  على مدى التاريخ، ليكون نبراسا لأجيالنا الحالية والقادمة، وضرورة أن نذكر طلابنا بالمراحل التعليمية المختلفة بمشروع السد العالي العظيم، وتنظيم الرحلات لزيارته، ليظل في الأذهان على الدوام.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز