عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. والذكاء الاصطناعي بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت

فن الدبلوماسية.. والذكاء الاصطناعي بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت

بدأت المدارس الدبلوماسيَّة المتخصِّصة بمفاهيم البروتوكول والإتيكيت وفنِّ الدبلوماسيَّة بإدخال وتعشيق الذَّكاء الاصطناعي بجميع مفردات وجزئيَّات وأنواع ونظريَّات البروتوكول والإتيكيت؛ لكون الذَّكاء الاصطناعي بمختلف أدواته وأشكاله يعتمد بالدرجة الأساس على تغذيته وبرمجة المعلومات ضِمن مساحات معلومة المحدوديَّة. عام 1956 تمَّت صياغة هذا المصطلح من قِبل (جون مكارثي) من كلِّيَّة دارتموث والَّتي تحتلَّ المرتبة الـ191 عالَميًّا لعام 2022م، وتعَد واحدة من أفضل الكلِّيَات والمؤسَّسات الأكاديميَّة في العالَم، وتقع في هانوفر بالولايات المُتَّحدة الأميركيَّة، وتأسَّست هذه الكلِّيَّة عام 1769م، وتعَد من أفضل المؤسَّسات الأكاديميَّة في العالَم، بالإضافة إلى بعض الأوراق والبحوث العلميَّة منذ منتصف القرن الماضي والَّتي تحوَّلت إلى عالَم واقعي ذي تطبيقات كثيرة وبنتائج إيجابيَّة ممتازة تعتمد عَلَيْها الدوَل المتقدِّمة في كثيرًا من المجالات الَّتي تدرُّ عَلَيْهم أرباحًا هائلة. في البداية يُعرّف الذَّكاء الاصطناعي بأنَّه AI) Artificial intelligence) هو مجال علوم الحاسوب (الكمبيوتر) المخصَّص لحلِّ المُشْكلات المعرفيَّة المرتبطة عادةً بالذَّكاء البَشَري، مِثل: التعلُّم والإبداع والتعرُّف على الصوَر. تجمع المؤسَّسات الحديثة كميَّات كبيرة من البيانات من مصادر متنوِّعة مِثل: أجهزة الاستشعار الذكيَّة والمحتوى الَّذي ينشئه الإنسان وأدوات المراقبة وسجلَّات النِّظام. إنَّ الهدف من الذَّكاء الاصطناعي هو إنشاء أنظمة ذاتيَّة التعلُّم تستخلص المعاني من البيانات، بعد ذلك يُمكِن للذَّكاء الاصطناعي تطبيق تلك المعرفة لحلِّ المُشْكلات الجديدة بطُرقٍ تُشبه الإنسان. على سبيل المثال، يُمكِن لتقنيَّة الذَّكاء الاصطناعي الاستجابة بشكلٍ هادف للمحادثات البَشَريَّة، وإنشاء صوَر ونصوص أصليَّة، واتِّخاذ القرارات بناء على مُدخلات البيانات في الوقت الفعلي، كما يُمكِن لأيِّ مؤسَّسة دمج إمكانات الذَّكاء الاصطناعي في تطبيقاتك لتحسين عمليَّات الأعمال لدَيْك، وتحسين تجارب العملاء وتسريع الابتكار. ويُمكِن لتقنيَّة الذَّكاء الاصطناعي أداء المهام المرتبطة عادةً بالذَّكاء البَشَري مِثل التفكير المنطقي والتعلُّم والإدراك، لِيصلَ بنا الحال إلى سيَّارات ذاتيَّة القيادة والعلامات التجاريَّة الإعلاميَّة والترفيهيَّة، وكذلك من الأمثلة الواقعيَّة، حيث تعَد (Netflix) بسهولة رائدة في تكامل الذَّكاء الاصطناعي؛ نظرًا لتجميعها الذَّكي وتحليلات بيانات المشاهد، كما أنَّهم يطبِّقون خوارزميَّة التعلُّم العميق ورؤية الحاسوب المتطوِّر لمحرِّك التوصية الخاصِّ بهم، بالإضافة إلى أنَّه يقوم ترميز الفيديو الخاصّ به بتحليل كُلِّ لقطة في مقطع فيديو وضغطها دُونَ التأثير على جودة الصوَر مع اختيار اللغة وترجمتها، لذلك دخل الذَّكاء الاصطناعي بقوَّة في مجال الإعلام المرئي، وخصوصًا مع عمالقة أفلام الترفيه مِثل ديزني. واليوم تحوَّل المفهوم النظري إلى الواقع العملي، سواء في القِطاع الحكومي أو الخاصِّ والمختلط، وبدأت الشركات الكبرى تتسابق بابتكار أفضل الاختراعات والنتائج المتحقِّقة، والَّتي تدخل ضِمن القيادة الرشيقة وقلَّة الأيدي العاملة، ودقَّة النتائج والتكاليف، وخصوصًا في مجال الصناعات بمختلف أنواعها الثقيلة والمتوسطة. وهناك تطبيقات كثيرة ومتعدِّدة للذَّكاء الاصطناعي، ومِنْها ـ على سبيل المثال ـ: تقوم هيئة تسجيل الأراضي البريطانيَّة ( (HM Land Registry بمعالجة سندات الملكيَّة لأكثر من 87 بالمئة في إنجلترا وويلز. يقوم دارسو الحالة في هيئة تسجيل الأراضي ( (HMLRبمقارنة ومراجعة المستندات القانونيَّة المعقَّدة المتعلِّقة بمعاملات الملكيَّة، حيث قامت المؤسَّسة بنَشْرِ تطبيق ذكاء اصطناعي لأتمتة عمليَّة مقارنة المستندات، ما أدَّى إلى خفض وقت المراجعة بنسبة 50 بالمئة، وزيادة الموافقة على عمليَّات نقل الملكيَّة. دخل الذَّكاء الاصطناعي في الأبحاث الطبيَّة لتبسيط العمليَّات وأتمتة المهام المتكررة، ومعالجة كميَّات هائلة من البيانات في الأبحاث الطبيَّة؛ لتيسير عمليَّة اكتشاف الأدوية وتطويرها من البداية حتَّى النهاية. ومن خلال ذلك، بدأ بعض الخبراء الدبلوماسيِّين في بداية هذا القرن في بعض الدوَل المتقدِّمة بإدخال مفردات بطريقة الذَّكاء الاصطناعي في مجالات البروتوكولات الدوليَّة والمحليَّة وأُسُس توقيع الاتفاقيَّات بمختلف أنواعها، نظام الأسبقيَّة لجميع المناصب من الملوك والسَّلاطين والأمراء والرؤساء وغيرها من الوزراء والدرجات الخاصَّة، أنواع ومفاهيم الزيارات وتوقيتاتها وصلاحيَّاتها، بالإضافة إلى فنِّ الإتيكيت بجميع فروعه ومجالاته. تعَد اتفاقيَّة فيينا للعلاقات الدبلوماسيَّة لعام 1961م هي الحجر الأساس لجميع دوَل العالَم؛ لأنَّها تؤطِّر العلاقات بَيْنَ الدوَل بجميع فروعها، وتحوَّل أغلب المحاضرات الورقيَّة في مفاهيم البروتوكول والإتيكيت إلى فيديوهات تحليليَّة وشرائح (سلايدات) تحاكي أيَّ نَوْع من الفنون المطلوب تعلُّمها، وتحليل السلوك والتصرفات للدبلوماسيِّين لتحاشي الأخطاء الَّتي ترتكب بصورة غير مقصودة، ونحن في الأكاديميَّة الدوليَّة للدبلوماسيَّة والإتيكيت نعتمد كثيرًا على بعض من مفردات الذَّكاء الاصطناعي، حيث يصل لنَا كثير من المعلومات تحت مظلَّة الذَّكاء الاصطناعي وهي تشرح لنَا مفردة من مفردات الإتيكيت دُونَ الحاجة إلى قراءة وشروحات في كتاب مقروء، وهو ما يتمُّ تطبيقه الآن في أغلب المدارس والمعاهد الدبلوماسيَّة حَوْلَ العالَم. (المصدر: البروفسور عبد الرزاق الدليمي – الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام في القرن 21).



 

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز