عاجل
الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"الأمهات المثاليات".. قلوب رحيمة جسدت معاني التفاني والوفاء والتضحية

نجحت الأمهات الفائزات بلقب "الأمهات المثاليات" هذا العام على مستوى الجمهورية، في تجسيد قيم التفاني والوفاء والتضحية ببناء ورعاية أسرهن رغم التحديات والصعوبات.



وفي محافظة الأقصر أعربت مرثا إبراهيم عوضي، أخصائية اجتماعية بإحدى المدارس بالمحافظة، عن سعادتها بتقديم أبنائها لها في مسابقة الأم المثالية، وحصولها على اللقب لهذا العام، موجهةً الشكر لعم أولادها على وقوفه بجانبهم في طفولتهم.

وكانت وزارة التضامن الاجتماعي أعلنت عن فوز مرثا إبراهيم عوضي، بلقب الأم المثالية عن محافظة الأقصر، وهي حاصلة على معهد فوق المتوسط خدمة اجتماعية.

وقالت مرثا إبراهيم عوضي إنها نشأت في أسرة مكونة من 9 أفراد، وتزوجت في سن الـ25، وأصيب زوجها بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي عام 1999، وتوفي تاركًا لها الإبن الأكبر في الصف الأول الابتدائي، والابنة بعمر 5 سنوات، وكان معاشه بسيطا، وقامت بدور الأب والأم معا بعد وفاة زوجها وعانت كثيرا لكي تستطيع تربية أبنائها، إذ عملت في عدة مجالات بجانب عملها بالمدرسة وشاركت عم أبنائها في أتيليه لخياطة الملابس، ثم عملت في مزرعة دواجن.

وأضافت مرثا: "بعت دهبي علشان أعمل بثمنه مشروع نأكل منه عيش أنا وأولادي، لكن المشروع فشل، فدخلت جمعيات إلى جانب راتبي من الوظيفة؛ لأتمكن من سد حاجة الأسرة من الناحية المادية والمعيشية ورفضت الزواج مرة أخرى وتمكنت من تربية أبنائي حتى التحقوا بالكليات، ونجحوا، وتخرج الإبن الأكبر من كلية تجارة إنجليزي، ويعمل الآن محاسبا بأحد البنوك، والابنة تعمل الآن بشركة عقارات.

وفي محافظة الغربية حرص المحافظ الدكتور طارق رحمي، على تهنئة وتكريم الأمهات المثاليات، الفائزات باللقب هذا العام.

جاء ذلك خلال مشاركته اليوم في حفل الإفطار الجماعي الذي نظمه حزب مستقبل وطن بكورنيش عربات الطعام المتنقلة، في تقليد سنوي لإدخال البهجة والسرور على أبناء المحافظة، بحضور 1000 عامل نظافة، بجانب الأطفال والأيتام، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ولفيف من قيادات الحزب والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.

وعقب الإفطار تم إجراء القرعة العلنية لاختيار 5 فائزات برحلات عمرة مجانية، فاز بها 2 من الأمهات المثاليات وأم لبطلة من متلازمة داون، و2 من عمال النظافة من مركز ومدينة طنطا.

ووجه المحافظ التهنئة للفائزين، وللجميع بمناسبة شهر رمضان الكريم، داعياً المولى - عز وجل- أن يعيد علينا هذه الأيام المباركة بالخير واليمن والبركات.

وفي مطروح؛ فازت تيسير محمود دهيم، بلقب الأم المثالية الثالثة على مستوى الجمهورية والأولى على المحافظة، وهي تبلغ من العمر 61 عامًا وحاليًا بالمعاش، تخرجت من كلية التربية وحصلت على مؤهل بكالوريوس علوم وتربية، واستلمت عملها في بداية مسيرتها العلمية كمُدرسة بإحدى المدارس الحكومية، وأنهتها أيضًا بإحدى المدارس الحكومية كمديرة لإدارة مجمع عادل الصفتي الابتدائي التابع لإدارة مرسى مطروح التعليمية.

وأوضحت الأم المثالية الأولى بمحافظة مطروح أنها لم تصدق حينما أخبرها نجلها الأكبر بفوزها في مسابقة الأم المثالية وحصدها المركز الثالث على مستوى الجمهورية، وسجدت شكرًا لله سبحانه وتعالى، وسالت دموعها على وجهها من شدة الفرحة.

وأشارت إلى مرارة الفراق والحرمان من ابنها الأوسط وزوجها اللذين فارقا الحياة ورحلوا عن دنياها.. وقالت إن ابنها الأوسط طه ساطور ولد في عام 1986 وتخرج من الكلية الحربية وعمل ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية حتى استشهد برتبة رائد أثناء تأديته واجبه الوطني على أرض محافظة شمال سيناء خلال مواجهة الإرهاب الأسود في السابع من ديسمبر عام 2017، وتكريمًا لذكرى الشهيد تم إطلاق اسمه على أكبر مدرسة بالمرحلة الثانوية "مدرسة مطروح الثانوية بنات"، وظهر دورها في الصمود والتماسك أمام هذه الأحداث القاسية، فبالرغم من شدة الألم الذي اعتصر قلبها استمرت في دعم باقي أفراد عائلتها وإظهار القوة النفسية والمثابرة في التغلب على الألم..وفي الحادي والعشرين من يونيو 2020 تدهورت الحالة الصحية لزوجها إلى حد كبير إثر إصابته بجلطة شديدة في القلب وتوقف الكُلى عن العمل، وأصيب في نفس الوقت بفيروس كورونا خلال انتشار الجائحة، وتم احتجازه في مستشفى العزل حتى وافته المنية في السابع والعشرين من الشهر ذاته، وأصبحت أرملة.

وأضافت الأم المثالية بمطروح أنها تزوجت عام 1985 من محمد سعد ساطور وكان يعمل موظفًا بأحد الجهات الحكومية، وأنجبت منه 3 أبناء الأول أحمد عام 1985 وهو حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، والثاني طه "الشهيد"، والثالث سعد الذي ولد عام 1990 ويعمل مهندس حاسب آلي ومعلومات، ولديها 7 من الأحفاد، لافتة إلى أنها أقامت في بداية زواجها بإحدى مدن محافظة الدقهلية، ثم انتقلوا إلى محافظة مطروح عام 1994، حيث كان الأبناء في ذلك الوقت الابن الأول والثاني بالمرحلة الابتدائية والثالث بالروضة، وكانت تقوم برعاية أبنائها وزوجها وتأدية عملها وكانت حياتهم هادئة حتى عام 2000 عندما أصيب زوجها بجلطة في القلب، وبدأت رحلة العلاج بمحافظة أخرى تبعد مسافة كبيرة بسبب عدم توافر هذه التخصصات بالمحافظة المقيمين بها.

تحملت أم الشهيد الكثير من التعب والمشقة خلال رحلة علاج زوجها والوقوف بجانبه، وخلال فترة العلاج فقاموا بعمل عدة عمليات متتالية فبدأت بالقسطرة الاستكشافية حيث وجدوا أن الزوج مصاب بتصلب في الشرايين مما استوجب استمرار عمل القسطرة بصفة دورية لمتابعة الحالة، وفي ظل هذه الضغوط ومراعاة الأم لزوجها وأبنائها والقيام بعملها حصلت على بكالوريوس العلوم والتربية عام 2001 حيث كانت حاصلة على دبلوم معلمات، في عام 2009 ..ووجد الأطباء ضرورة إجراء عملية بالقلب للزوج نظراً لتدهور حالته الصحية بشكل سريع، ثم إلى عملية زراعة شرايين، حيث انتشرت الجلطات في أماكن مختلفة.

كانت الأم في ظل هذه الأحداث تلعب دورًا رئيسيًا في توفير الدعم والحب والاستمرارية لأفراد الأسرة ومواجهة هذه التحديات والضغوط ، فكانت تقوم بدورها كأم وأب في نفس الوقت وتسعى للمحافظة على استقرار الحياة الأسرية، وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها في رعاية زوجها والاهتمام به والسفر معه بشكل مستمر لاستكمال علاجه والقيام بمهام عملها كمدرسة، بالإضافة إلى الاهتمام بأبنائها الثلاثة حتى تخرجهم فالأول حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية والثاني تخرج من الكلية الحربية والثالث حصل على بكالوريوس هندسة حاسب آلي ومعلومات.

واختتمت حديثها، بأنها تسير على نفس الدرب الذي سلكته منذ سنوات عدة في خدمة المجتمع المحلي ودعم المرأة المعيلة والأرامل والمطلقات ومساعدتهن وتمكينهن اقتصاديًا من خلال أنشطة صغيرة مدرة للربح، مؤكدة على سعادتها اللامحدودة في خدمة الناس وقضاء حوائجهم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز