عاجل
الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"بدر" والشغف برحلة عبر التاريخ!

همس الكلمات

"بدر" والشغف برحلة عبر التاريخ!

فجر الاحتفال السنوي بيوم المتاحف العالمي، الذي يتزامن يوم 18 مايو من كل عام، والذي عقد تحت شعار "المتاحف من أجل التعليم والبحث العلمي"، العديد من القضايا المهمة، إلى جانب الهدف الرئيسي المتمثل في  تعزيز دور المتاحف في نشر الثقافة والمعرفة بين الناس.



وجاءت في مقدمة تلك القضايا، الإقبال غير المسبوق من جميع الفئات وليس المثقفين فقط، على القيام بـ"رحلة عبر التاريخ"، من خلال زيارة المتاحف في مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية والتابعة للمجلس الأعلى للآثار أمام الزائرين بالمجان.

 

وازدحمت أروقة المتاحف بالزوار، رغم شدة حرارة الجو في ذلك اليوم، من مختلف الفئات العمرية، والطلبة رغم الاستعدادات للامتحانات، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم، ليجتمعوا جميعا  للاستمتاع بأجنحة المتاحف المختلفة، والتي تتضمن مجموعة من أجمل القطع الأثرية التابعة للعصور الزمنية المختلفة وتحكي جانبا مهما من التاريخ المصري وتاريخ الإسكندرية القديم والمعاصر خاصة.

كما حرصت المتاحف على تخصيص برنامج خاص لزواره من ورش عمل وتعليمية وفعاليات فنية وتثقيفية وجولات إرشادية داخل أروقة المتحف ببرامج متنوعة، بهدف تعريفهم بالحضارة المصرية العريقة ورفع الوعي السياحي والأثري لديهم.

وعلى قدر سعادتي، كان التساؤل، إذا كان هناك حرص ووعي ثقافي من النسبة الغالبة من المواطنين باختلاف فئاتهم الاجتماعية، إيمانا منهم بدور المتاحف كمؤسسات ثقافية اجتماعية تعليمية توعوية، فلماذا لا يتم توفير التيسيرات، من خلال تخفيض رسوم دخول تلك المتاحف على مدار العام، أو تخصيص يوم واحد مثلا في الأسبوع للدخول بدون مقابل؟ فنحن بحاجة للدور الحيوي للمؤسسات الثقافية التي توفر تجربة تعليمية شاملة.

والقضية الأخرى المهمة التي فجر ها احتفال اليوم العالمي للمتاحف،  ألا وهي استكمال جهود الدولة لاسترداد باقي القطع الأثرية المصرية بالخارج ومن بينها، "حجر رشيد" الذي عن طريقه تمكنت الدولة من فك طلاسم اللغة المصرية القديمة، وأيضا تمثال نصفي شهير للملك رمسيس الثاني، وبعض أحجار كساء الهرم الأكبر، وكذلك مومياوات من عصر ما قبل الأسرات، ومعها جزء من لحية أبو الهول، وتمثال ضخم للملك أمنحتب الثالث.

وهنا لا بد من أن نشيد بالدور الذي يلعبه د. أحمد راشد مؤسس ورئيس معهد حقوق حضارة بالولايات المتحدة الأمريكية، وأستاذ العمارة بالجامعة البريطانية في مصر، صاحب ومتبنى مبادرة "حقوق حضارة لبناء حضارة" الذي حرص على تنظيم وعقد  سلسة جلسات حوارية أون لاين بدأت مع يوم الاحتفال العالمي بالمتاحف، تحت عنوان "حقوق حضارة: لا توسل ولا تسول"، ومنها الجلسة الأولى بعنوان "نحو تحرير الحضارات بالمتاحف"، وذلك ضمن دراسات د. أحمد راشد، والمجهودات المبذولة لعودة حجر رشيد إلى موقع اكتشافه في برج رشيد، والتعامل مع المتحف البريطاني للتحاور معه، بالتعاون مع حملة الدفاع عن الحضارة المصرية.

وتأتي القضية الأخيرة، التي لفتت الأنظار وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، عندما قامت الفنانة المصرية الأصيلة  "سوسن بدر"، بوضع مجموعة من الصور  على المواقع، صممت بواسطة الذكاء الاصطناعي خصيصا لها، واتخذت وجه يشبه ملكات مصر الفرعونية، تزامنًا مع اليوم العالمي للمتاحف.

 

وهنا شدني، فكرة استخدام الملامح المصرية الجميلة في العديد من الشخصيات النسائية خاصة الفنية، في تجسيد صور ملكات فرعونيه معروفة منها حتشبسوت ونفرتيتي وغيرها من الملكات، واستخدام تلك الصور في الدعاية والترويج للآثار المصرية العريقة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة مستمرة، للتنشيط السياحي لبلادنا بصورة مبتكرة، مثلما بادرت الفنانة سوسن بدر، وحظيت على نسب مشاهدة وتفاعل وتعليقات كبيرة جدا.

ألستم تتفقون معي، أننا ما أحوجنا إلى استمرار  استكشاف الكنوز الثقافية والتاريخية التي تحتضنها متاحفنا بتاريخها العريق وآثارها وكنوزها، والعمل على الترويج لها بكل الوسائل غير التقليدية لإحياء تراثنا وآثارنا التي تصل إلى ثلث آثار العالم.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز