عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مهما كان جميلاً!

مهما كان جميلاً!

يكاد يكون الأمر معتاداً، بل وطبيعياً، ولا ينبغي أن يُثير أي قلق، إلا أن الظرف غير مناسب أبداً!. إذ نتج عن السباق الانتخابي المتعلق بمجلسي الشيوخ والنواب الكثير من الجدل الحزبي، الذي تطور إلي خلافات حزبية داخلية، بلغت حدوداً متباينة، تابعها الناس بقدر غير كبير من الاهتمام، بما يُناسب مدى حضور فكرة الحزب السياسي لدى المواطن.! 



أكاد أُجزم، في أسي وأسف، أن  الخلافات تزيد من قناعات الناس تغليب الأحزاب السياسية، مصالحها الضيقة غير المناسبة للمصالح الوطنية علي اتساعها، ما أدى إلي قلة ارتباطها بالشارع، وعدم قدرتها علي التعبير عن هموم وآلام الناس، وحمل تطلعاتهم وآمالهم. وهي أمور لا شك وثيقة الصلة بجوهر مفهوم الحزب السياسي، ووظائفه في المجتمع.

وباعتباري أحد أبناء حزب الوفد، فقد عايشت فيه، علي مدى أكثر من 35 سنة، طموحات أبنائه في استعادة أمجاد بيت الأمة التاريخية، أود لو طرحت بإيجاز ملاحظات أراها جديرة بأن تُسهم في توضيح الصورة، سواء أمام أبناء الوفد، أو أمام الرأي العام إجمالاً.

بالقطع، المرحلة الراهنة مشحونة بالتحديات؛ ومن ثم لابد أن تسقط كل الحسابات الشخصية والحزبية، وتخمد ألسنة المزايدات، وتبطل سُبل تسوية الحسابات، سواء في الوفد أو غيره من الأحزاب. وبناءً عليه، لابد من إعلاء المصلحة الوطنية وانخراط الكل في بوتقة الدولة دون تمييز إلا علي أرضية وطنية خالصة.

كذلك فإن الوقت غير مناسب للبحث في أزمات الوفد الداخلية، وإبرازها علي سطح المجتمع، بدلاً من بحثها بموضوعية داخل أروقة الحزب، خاصة وأنها أزمات قديمة متجذرة، يستدعيها البعض في الوقت الخطأ، طاعناً، ربما بلا قصد، في تماسك الجبهة الداخلية الوطنية أمام أعداء الوطن. وليراجعوا في ذلك كيف تناولت وسائل إعلام مُعادية أنباءهم "الصغيرة"، وحاولت النفخ فيها إلي أقصى درجة علي غير الواقع.

من جهة أخرى، لطالما أشاح المواطن بوجهه بعيداً عن الأحزاب السياسية كلها، جراء ما يراه من تنافس غير صحي، وصراع طائش لا يتبني صحيح المصلحة الوطنية، ولا يخلو من فنون المكايدة والمُخادعة. ثم نعود أدراجنا ونلوم المواطن، ونعيب عليه تجاهله لفكرة الأحزاب، وضعف قناعاته بها، وبأهميتها الراسخة في كافة المجتمعات الديمقراطية، وهو أمر ينبغي الانتباه إليه جيداً ونحن نبني مصر الحديثة.

سيظل الوفد يسري في عروقي ما حييت، وكنت أتمني لو أن الوفد كان سباقاً إلي النزول للشارع ليلتصق بصدق بالمواطن، ويطأ بخطواته مواضع احتياجاته، ومحل اهتماماته اليومية الحياتية؛ ومن ثم يحوز ما نتمناه من ثقة ومصداقية أكبر لدى المواطن علي نحو يناسب تاريخه الطويل، وموقعه المُتفرد بين الأحزاب. 

من جهة أخرى، ليس عيباً أن نراجع في ذلك الخطوات الاجتماعية التي مهدت الطريق أمام الجماعة الإرهابية لتتغلغل في الشارع المصري، حتى حانت الفرصة وخطفت الإرادة الشعبية وحولتها باتجاه مصالحها المضادة للوطن، خاصة وأن قيم ومبادئ حزب الوفد لا تستهدف إلا المصلحة الوطنية.

أخيراً، ليت كل وفدي يُدرك علي وجه اليقين أن قوة التاريخ وحدها لا تصنع حاضراً، ولا تُبشر بمستقبل، خاصة عندما يرتبط الأمر بالوطن!؛ فمصر بحاجة إلي رؤي وطنية تتطلع إلي المستقبل أكثر من الماضي، مهما كان جميلاً.

 

[email protected]  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز