عاجل
الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
عيد الحب “سد فى هرم زوسر" (حِب نفر)
بقلم
---------------

عيد الحب “سد فى هرم زوسر" (حِب نفر)

كان المصري القديم محبًا للحياة، لم تكن حياته قاصرة على الجوانب الدينية فقط وصور مناظر الاحتفالات والغناء في المقابر.



 

اختلفت الأعياد من مقاطعة لأخرى منها ما يتم الاحتفال في طول البلاد وعرضها ومنها ما يتم في مقاطعة بعينها، مثل احتفالات عيد الحب سد "العيد الثلاثيني"، أو أعياد حورس في أدفو، أو عيد المعبود سوكر والموجودة نقوش تدل عليه في مدينة هابو.

 

الأعياد والاحتفالات عند المصري القديم تعتبر المتنفس للتنزه والخروج من الحياة الرتيبة وذلك في إحياء ذكرى أو تخليد مقدس يكمن في أعماقهم وقد حرصوا على إقامتها في مواعيدها.

 

في الأسرة الرابعة قام ايمحوتب معماري الملك زوسر باختيار موقعًا متميزًا في سقارة لبناء هرم زوسر المدرج على مساحة مربعة كسيت بطبقة من الحجر الجيري وتم بناء الهرم من أربع درجات ثم تم زيادة الدرجات إلى ست درجات وتم بناء معبد جنائزي في الجانب الشمالي والجانب الغربي.

 

يعد الهرم المدرج من الأعمال المعمارية المميزة والتي تحتوي على مباني شيدت لعيد الحب سدًا ومن المناظر الفريدة في مجموعة زوسر منظرًا يوضح قيام زوسر بطقس عيد الحب سد.

 

في الجنوب من السور الجانبي يوجد فناء مستطيل جوانبه الشرقية والغربية تحتوي على مجموعة من الهياكل الرمزية، وكانت بسيطة الزخرفة بثلاثة أعمدة متصلة والعمود الأوسط منها أعلى من العمودين الآخرين وفوق الأعمدة الثلاثة يوجد إفريز منقوش والسقف منحنيًا.

 

 وعيد الحب سد العيد الثلاثيني هو عيد الاحتفال بمرور عدد محدد من السنوات في الحكم وغالبًا ما كانت ثلاثين عاما في الحكم اختلف من عصر لآخر وهذا الاحتفال قديم عند القدماء في اعادة تنصيب الملك وتتويجه بعد أن يقضي مدة كبيرة في الحكم وذلك بتمكين الملك من استعادة قوته ويقوم الملك ببعض الطقوس ويلبس لباسًا خاصًا ويتحتم على الملك أن يقوم بالطقوس مرتين للوجه القبلي والبحري.

 

وفي هذا الاحتفال يدخل موكب يقوده أحد الكهنة إلى ساحة الهياكل المحيطة بفناء الحب سد والتي يجتمع فيها الآلهة للحصول على موافقة كل إله في تجديد حق الملك في الحكم ثم يذهب الملك إلى أحد العرشين في الجنوب لكي يتوج بالتاج الأبيض الخاص بالوجه القبلي، ثم يعاد نفس الاحتفال في الوجه البحري ليتسلم التاج الأحمر ويرمز إلى اتحاد الوجهين القبلي والبحري في ربط زهرتي اللوتس والبردي حول وتد مثبت بالأرض.

 

ومن الطقوس المصاحبة لعيد الحب سد أن يجرى الملك مسافة ليست صغيرة مصحوبًا بكاهن وفي يد الملك سوطًا صغير لاعتقادهم أن خصوبة الحقول تتوقف احيانًا على خفة الملك الجسمانية.

 

فناء الحب سد في الهرم المدرج للملك زوسر في الطرف الجنوبي توجد قاعدة التتويج وعلى الطرفين درجات عليها تماثيل للملك من الناحية الغربية القريبة من المقعد وفى ناحية الجنوب يوضع تمثاله للوجه القبلي وناحية الشمال تمثاله للوجه البحري ثم يقوم الكهنة بعمل التتويج المزدوج ويوجد دهليز يربط فناء الحب سد بالطرف الشرقي لبهو الأعمدة.

 

عيد الحب “حِب نفر” دامت أعياد مصرنا وحفظها من كل شر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز