عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

صحافة المزاج العالي

بقلم : محمد الشافعي فرعون



-   هي ليست  المرة الأولى ولن تكون الأخيرة .
 بتاريخ (4) مارس2012 نشرت صحيفة السياسة الكويتية تصريحات لوزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في حوار خاصا مع رئيس تحريرها أحمد الجار الله ، ولم ينته اليوم قبل أن يعلن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع السعودية أن الحديث الصحفي  المنشور في جريدة السياسة الكويتية ، والمنسوب الى الأمير سلمان بن عبد العزيز غير صحيح ، وأن الأمير لم يجر أي حديث صحفي مع أي صحيفة منذ تعينه ، وأن رئيس تحرير صحيفة السياسة كان من بين الذين حضروا إستقبال الأمير سلمان للمواطنين جريا على عادته ولم يجر معه حوارا صحفيا خاصا كما إدعت الصحيفة .
مرة أخرى وفي صفحتهــــــــا ( مقابلات ) نشرت نفس الصحيفة  في عددهــــــــا الصادر في (6) فبراير 2014 تصريحات للمشير عبد الفتاح السيسي في مقابلة خاصة مع رئيس تحريرهـــــا أحمد الجار الله ، لتتلقفه على الفور العديد من الصحف المصرية والعربية وتنشره على صفحاتهــــــا .
وقبل أن ينتهي اليوم أيضا يعلن المتحدث العسكري العقيد احمد محمد علي  بصفحته الرسمية : أن مانشرته جريدة السياسة الكويتية مجرد إجتهادات صحفية وليست تصريحات مباشرة مع المشير السيسي وتم تحميلهــــــا بعبارات والفاظ غير دقيقة .
يأتي تصريح المتحدث العسكري ليضيف علامات إستفهام أكثر مما يعطي إجابة واضحة ، فهو لم ينف الحديث ، ولم يؤكده أيضا وكان الأجدر به أن يكون أكثر وضوحا وصراحة في النفي ، فقد ساهم بتصريحه في إحداث المزيد من البلبلة والتخبط وتغذية الشائعات .
بالعودة الى نص الحوار المنشور يتلاحظ أن اللقب المستخدم من قبل المحاور للضيف هو المشير ، وهو ما يعني أن اللقاء تم خلال الأيام القليلة الماضية ، خاصة وأن المشير قد مُنح هذا اللقب قبل فترة بسيطة ، كما أن الصيغة التي تم بها الحوار والتي جاءت في شكل سؤال وجواب تعطي إنطباعا بأن المقابلة تمت وجها لوجه ، بالإضافة الى أن الصور المنشورة مع الحوار لم تكن قريبة الى الحد الذي يمكن معه معرفة الرتبة العسكرية الموجودة على كتف المشير السيسي ، والتي يمكن من خلالها التعرف على الموعد التقريبي لهذا الحوار من عدمه ، خاصة وأن الجريدة لم تشر الى تاريخ الحوار أو مكانه .
لنفاجأ بتعليق لأحمد الجارالله لا يقل في غرابته  عن  تصريح المتحدث العسكري  خلال مداخلته لبرنامج ( يحدث في مصر ) المذاع على فضائية ( m b c ) يوم السبت (8) فبراير 2014 ردا على المتحدث العسكري بقوله  : لقد تقدمت بلقاء السيسي وإجراء حوار معه ووافق وعرضت عليه وجهة نظر مجلس التعاون الخليجي ، وأضاف : إذا كان كل ما ينشر غير صحيح فكل ما ينفي أيضا غيرصحيح فالمتحدث العسكري لم ينف بشكل قاطع ترشح السيسي للرئاسة (  ولم ينف أو يؤكد هو الآخر ) .
الملاحظات السابقة ، والتصريح غير الواضح للمتحدث العسكري ، ورد الجار الله المبهم ، كلها تشير الى هذا الحوار الصحفي  قد تم بالفعل سواء وجها لوجه أو من خلال أسئلة قدمها الجارالله وجاءته الإجابات عليها مكتوبة ، ليكون بالون إختبار للتعرف على ردود الأفعال ، وإن صح هذا التصور فهي سقطة كبيرة في حق الصحافة المصرية ، وتحسب على المشير السيسي ، فهو لم يكن في حاجة لها .
الصحافة أداة من أدوات التنوير والمعرفة للمجتمع ، وعندما تحيد عن هذا الهدف ، وتصبح من أدوات إشاعة البلبلة ، وبث الفوضى ، ونشر الشائعات فقد حادت الى أهداف سيئة السمعة ليست من أهداف الصحافة الحقيقية نرى بعض آثارها حاليا .
أتمنى على نقابة الصحفيين في مصر ومثيلاتها في الدول العربية أن يكون لها وقفات جادة مع مثل هذه السقطات الصحفية التي تضر أكثر مما تفيد لما تساهم به في نشر الشائعات ، والإساءة الى مهنة الصحافة ، والى من ينتسبون اليها  .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز