عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إحنا آسفين يا ...

إحنا آسفين يا ...

بقلم : إيهاب الشيمي

رغم كل القمع و الأحادية و احتكار السلطة التي اتخذ معاونوه من حفظ الأمن و الاستقرار ستاراً لها ..



 

رغم كل دعاوى نصرة محدودي الدخل و ادعاء انتصاره في معارك وهمية ضد المؤسسات الدولية للإبقاء على الدعم الذي لم يكن سوى ستار يضمن بقاءه و يرسخ للاحتكار و المحسوبية ..

 

رغم كل الفساد الذي سمح لخيوطه أن تحيط بكل شئ حتى صار الوطن كالشرنقة التي لن يخرج منها سوى المزيد من الفساد ..

 

رغم كل الأكاذيب التي ظل يروجها أن هذا الشعب عالة على نظامه، بينما خرج نفس هذا الشعب عن بكرة أبيه منذ شهور مضت ليمنح وطنه 60 ملياراً في اقل من أسبوع حين وجد قائداً يثق في عشقه لمصر ..

 

رغم كل تلك الاتفاقات و الصفقات الانتخابية المشبوهة التي عقدها مع تجار الدين طوال ثلاثة عقود، و التي غلفها بأكذوبة وضعهم في سجون لم تكن قضبانها إلا سبائك من ذهب مولت نموهم و ضمنت انتشارهم  و دعمت تغلغلهم في كل مفاصل الدولة معتمرين عمائمهم التي حين أزحناها في يونيو لم نجد تحتها سوى المكائد و الدسائس و العمالة و الخيانة ..

 

رغم كل تلك الأرواح التي أزهقت، و كل الدماء التي سالت من أبناء الوطن من مدنيين و عسكريين، بسبب كل تلك الاختراقات لكل اجهزة الدولة، و كل تلك التنظيمات التي تركها لتنمو دون رقيب ..

 

رغم كل الانهيار في البنية التحتية الذي تعاني منه كل قطاعات الدولة بسبب إهماله لتطوير الأسس التي كان يمكن من خلالها بناء اقتصاد قوي ..

 

رغم حصره لعلاقتنا بأفريقيا في حادث أديس ابابا، و ابتعاده عن محيطنا الأفريقي و تركها نهباً مستباحاً لأعدائنا، حتى تجرأ علينا من تعودوا احترامنا، و هدد أمننا المائي من كان حليفاً تاريخياً لنا ..

 

رغم حصره لعلاقتنا بالعالم في تبعيتنا للولايات المتحدة مقابل حفنة من المساعدات العسكرية التي تمنح واشنطن أضعافها لغريمتنا في الشرق ..

 

وسط كل تلك التحديات التي نواجهها ..

مازال هناك من يغفل عمداً كل ذلك ليتحدث في عيد تحرير سيناء عن فضله في تحريرها، متناسياً آلاف الأنفاق التي تركها تنخر في عظام جسد سيناء الذي أهمله و تركه ضعيفاً واهناً طوال ثلاثين عاماً، مكتفياً بأسطورة أنه وحده من حرره ممن اختطفوه، بينما لم يفعل شيئاً سوى أن تناوب معهم الاعتداء على عذريته و نقاءه ..

 

مازال هناك من يغفل عمداً كل ذلك ليتحدث عن الأمن الذي منحه لمصر و كفاءة مساعديه !!

 

مازال هناك من يغفل عمداً كل ذلك ليجد الجرأة أن يعبر عن سعادته حين يستمع إلى مداخلة تليفونية له على شاشة إحدى الفضائيات !!

 

مازال هناك من يغفل عمداً كل ذلك ليتحدث عن أن مصر، التي رأسها و سخر ثرواتها لثلة مختارة من أثرياءها، هي أفضل من مصر الحالية التي يشعر كل أبناءها، برغم كل مازال يشوبها من عيوب و مثالب، أنها وطنهم، و أن بناء مستقبلها الذي يسود فيه القانون و تعلو فيه قيم الحرية و المساواة هو مسئوليتهم، و أن ثرواتها و مواردها ليست ملكاً لأحد سوى أبنائهم ..

 

مازال هناك من يعجز عن إدراك أن رقعة الأوراق المتاحة لا تتسع إلا لرسم ملامح المستقبل فقط ..

 

مازال هناك من فقد الإحساس بقيمة الزمن ليعي أن الوقت المتاح لا يسمح لنا إلا بالبناء ..

 

مازال هناك من لا يدرك أن النافذة التي أفلحنا في فتحها في يناير و يونيو لن تظل مفتوحة إلى الأبد، و أن علينا التركيز على الخروج منها إلى آفاق أكثر رحابة بدلاً من البقاء في ظلمة حقبة ملأها الفساد و المحسوبية و قتل الانتماء و إهدار الكرامة الوطنية.

 

إن لم تكن من هؤلاء .. فلك كل التحية ..

 

و إن كنت منهم و أغضبك ما قرات، فلن يسعني إلا أن أقول لك:

 

إحنا آسفين يا ....

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز