عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
إياك أن تقترب من حدودى الحمراء .

إياك أن تقترب من حدودى الحمراء .

بقلم : هناء عبد الفتاح

وصلتى للثلاثين ،  تجاوزتيها ، إقتربتى منها حتى ؟ .. مبروووك ، حان الآن موعد دخولك عالم العوانس بحسب التوقيت المحلى لعقول جرابيع الأمة وأنطاع خلق الله وأسخف وأجهل ما أنجبت البشرية المنتشرين فى بلاد العرب طولا وعرضا وشمالا وجنوبا  ، حان الأن موعد أن تكون الكلمات فى سيرتك الذاتية أكثر من كلمات  الإلياذة والأوديسة وأن يصيبك الإحساس الخانق بأن كل من حولك تركوا حياتهم وتركوا كل ما يحدث فى الكون كله ليفهموا السر وراء أنكٍ لا زالتى آنسة !! ، الأن موعد الأسئلة المازوخية  " مش هنفرح بيكى بقى ؟ " و " هما الرجالة عميوا ولا إيه ؟ " و " لسة مفيش حاجة ؟ " و " مش هتشدى حيلك بقى عاوزين نفرح بيكى ؟ " ، حان الآن موعد أن يكشف النقاب عن وجه كل " معتوه " يعيش فى محيطك وكنتى قبل ذلك لا تعلمى شئ عن عتهه !



أنتى الآن محاصرة من كل الإتجاهات بنظرات عيونهم العمياء وبأسئلتهم اللامنطقية وبنصائحهم التى لو وفروها لأنفسهم لتجنبوا أن يستمعوا لما سأنصحك به بعد قليل ، دعينا نتفق أولا أن السؤال عن سبب عدم زواجك هو سؤال يطرح عليكٍ بدافع الشفقة أحيانا وبدافع التشفى أحيانا وبدافع "حرق دمك " فى أكثر الأحيان _ على إعتبار أن التى تأخرت فى الزواج لم يرغبها رجل يوما ولم يفكر فيها أحد كزوجة لعيوب شكلية أو ربما أخلاقية _ ، مساكين ، هو جهل لو يعلمون عظيم ، مغيبين  ، لو كان لديهم أدنى درجة من خبرة ووعى وفهم وثقافة ما سألوا ، لو كانوا حاولوا بعقولهم المعطلة أن يتجاوزوا الحدود ويقرأوا المشهد من فوق الكرة الأرضية كلها ما سألوا، ولو كانوا يعلمون قيمة الأنوثة لعرفوا من تلقاء نفسهم أنه لا توجد أنثى غير مرغوبة أصلا حتى أقبح النساء شكلا وخلقا ، جميعهن مرغوبات وجميعهن بمختلف الجنسيات والشكل واللون والعمر مرشحات فى أى وقت لدعوة على العشاء ورقصة كلاسيكية على أنغام موسيقى فرنسية هادئة ، كل ما فى الأمر أن الظروف لم تتهيأ بعد للقاء صاحب النصيب ، أو ربما لا يوجد صاحب نصيب أصلا ، لكن هذا لا ينفى أبدا  أنها رغبت والآن مرغوبة وستظل مرغوبة إلى آن ينتهى عمرها وتموت  " لأنها أنثى يا أمة سخرت من جهلها بألأنوثة كل الأمم " ، هو فى المجمل سؤال مستفز لا محل له من الإعراب إلا أن يكون " ممنوع من الصرف " ، لستٍ مطالبة بتصليح الخلل الدماغى الذى صور لهم أن الغير متزوجة  لديها عاهة شوهت كل ما فيها ، لا تكلفى نفسك عناء شرح أن الزواج ليس إلا فصل من فصول القصة  ولو كانت صفحات هذا الفصل بيضاء فلا يعنى ذلك أن القصة كلها فارغة وأنها ليست شيقة وليس بها تفاصيل كثيرة جدا ، لا شئ يجبرك أن تخبريهم عن إنجاز حققتيه أو دراسة حصلتى عليها أو مشروع نجحتى فى إدراته أو عن تميزك فى عملك ، كل هذا فى نظرهم بلا قيمة ، ضجيج بلا طحن ، كل هذا لن يشفع لإحترام فكرة أن الزواج قسمة ونصيب ، تحلى بالبرود التام وتعاملى مع  السؤال بإبتسامة أحيانا وبشفقة على السائل أحيانا أخرى ، لا بديل عن الإبتسامة ، وقتك أهم وأغلى من الدخول فى مناقشة جادة ومطولة مع هؤلاء ، وأنتى أكبر من أن تقنعيهم بقيمتك المجردة من اى إضافات ، سيزيد الإقبال على طرح السؤال فى كل مناسبة تحضريها وأيضا فى المواسم والأعياد والتجمعات ،  لا بأس زيدى رقعة  إبتسامتك ، ردى عليهم وكلك ثقة وفخر بنفسك ، تفننى فى أن تردى للسائل بضاعته كما هى ، لو كانت شفقة فلتشفقى عليه  ولو كانت تشفى فلتتشفى فيه ، ولو كانت حرق دم فلتحرقى دمه بكل ما أوتيتى من كيد ودهاء يا بنت حواء ، إياك أن تغفرى لأحد تدخله فى شأنك الخاص دون وجه حق ، إياكٍ تنسى أن من حقك كل الغرور والثقة بالنفس والإستعلاء على كل هذا فقط لمجرد أنك " أنثى " ، إياكى تنسى أنه لا يوجد فتاة عانس وتوجد فتاة منع عنها الله شر الإبتلاء بزوج فاشل كما قال نجيب محفوظ ، لو تعاملتى من هذا المنطلق سيكون ردك على تلك الكائنات البوهيمية حازم وحاسم ولن يقتربوا من حدودك الحمراء بعدها ، أنا أفعل ذلك ، أستمتع جدا وأنا قادرة على الردع وتوقيف كل متطفل فى مكانه ، أنا أقطع قدم من يقترب من حدودى الحمراء وأدعوكٍ لتكونى مثلى .. إقبلى الدعوة ولن تندمى !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز