عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"مازوت" أسيوط.. و"نووي" الضبعة

"مازوت" أسيوط.. و"نووي" الضبعة

بقلم : ابراهيم رمضان

في يوم عودة الرئيس السيسي من زيارته المهمة لروسيا، الخميس الماضي؛ زفّت لنا التقارير الصحفية المنشورة في الصحف ووسائل الإعلام المرافقة للرئيس، خبر بحث إسناد تدشين محطة المفاعل النووي بالضبعة لإحدى الشركات الروسية، وفي اليوم نفسه أيضا نقلت لنا وسائل الإعلام خبر تسرّب المازوت من محطة كهرباء أسيوط لنهر النيل!




والسؤال: كيف سأمَنُ كمواطن مصري على حياتي وحياة أبنائي وأحفادي، في دولة تسعى إلى إنشاء مفاعلات نووية، بينما هي في الأساس غير قادرة على منع تسرب وقود محطة كهرباء لمياه الشرب، وهي ليست الحادثة الأولى، فقد سبقتها حوادث كثيرة، نتابعها من وقت لآخر؟


تخوّفي هنا ينبع من أن هذا الجهاز الإداري الحكومي، أصبحت السمة الغالبة له هي الإهمال، فإن دخلت مستشفى سليما فربما لن تخرج منه حيا، والأمثلة كثيرة.. وإن حاولت استخراج مستند فقد يؤدي خطأ موظف إلى أن تقع في دوامة "اللف والدوران" على الأجهزة الحكومية كافة.. وإن حصلت على حكم قضائي ضد مصلحة حكومية، فأنت بحاجة إلى معجزة لتطبيق هذا الحكم!


ولكن كل ما سبق، ربما تبقى من وجهة نظر البعض أمورا عادية؛ لأن الذاكرة لم تُسعفهم، لتذكر حادثتي مفاعل "تشير نوبل" بأوكرانيا، التي وقعت عام 1986 وحادثة المفاعل الياباني "فوكوشيما" التي وقعت في 2011.


حادث "تشير نوبل" تسبب في مقتل ما لا يقل عن 31 شخصا فور وقوعه، ووفاة ما بين 10 إلى 90 ألف شخص بسرطان الغدة الدرقية، ومعاناة ما يقرب من 2.3 مليون شخص حتى الآن من آثار الانفجار، وتلوث ما يقرب من 3 ملايين فدان من الأراضي الزراعية، وإجلاء 100 ألف شخص.


بعد 29 عاما من هذا الحادث، الذي دفع إلى تطوير تكنولوجيا المفاعلات النووية لتصبح أكثر أمانا؛ استيقظ العالم في 11 مارس 2011 على كارثة تأثر المفاعل النووي الياباني " فوكوشيما" بالزلزال الذي ضرب اليابان، وأدى ذلك إلى انفجار بعض وحدات المفاعل، وحدوث تسرب إشعاعي، الأمر الذي تبعه إجلاء المنطقة المحيطة بالمفاعل على مسافة 10 كيلو مترات، وتحذير المواطنين من الخروج من منازلهم بحسب موسوعة المعلومات "ويكيبيديا".


اليابان قمةُ التكنولوجيا والدقة في العالم، حدث لديها ما حدث، فما بالنا ونحن في مصر ونقف على قمة الإهمال في العالم، كيف سيكون حالنا عندما يصبح لدينا هذا المفاعل المنتظَر؟


ولكن ما البديل لتوفير الطاقة المطلوبة للأجيال المقبلة؟ وهو الأمر المردود عليه بأن لدينا صحاريَ شاسعةً وشمساً كادت في الآونة الأخيرة أن تحرقنا، لولا لطفُ ورحمةُ الله بنا. ويمكننا اللجوء إلى الطاقة الشمسية النظيفة والمتجددة عبر مشروعات قومية ضخمة في الصحراء الغربية، وكذلك الصحراء الشرقية، وهناك العديد من المشروعات التي تقدّم بها علماء وخبراء وشركات للحكومات المتعاقبة في هذا الشأن، ولكن الروتين والبيروقراطية المصرية العظيمة، كانت تَحُول دون أن ترى هذه المشروعات طريقها للنور!
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز