عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
مؤامرات إبليس (6) .. ألبرت بايك

مؤامرات إبليس (6) .. ألبرت بايك

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

من المنطقي أننا لا نستطيع إيجاز تاريخ مؤامرة إبليس الكبرى على البشرية في مقالات ، ولكننا نستطيع أن نتوقف عند محطات كبرى توضح حجم المؤامرة وأهدافها الحقيقية والمرحلية وتطوراتها وما آلت إليه تلك المؤامرة الأزلية التي خطط لها ويرعاها إبليس بنفسه والتي يتولاها وينفذها أتباعه من شياطين البشر منذ قرون طويلة سواء كانوا على علم ويقين تام بالهدف الرئيسي لخدمة إبليس خاضعين له وكافرين بقيومية الله على خلقه ، أو مخدوعين بأحلام دينية كاذبة ومضللة حالمين بأهداف براقة وجذابة تتوافق مع أهواءهم وشهوات التسلط في نفوسهم المريضة .



وقد أشرنا من قبل لمطاردة البشر لدعاة الكبالا عبر التاريخ القديم ومنذ ظهورهم المرصود على يد كهنة وأحبار اليهود وتعرضنا لفترات اختفاءهم الإجبارية حتى القرن الثاني الميلادي ثم تصاعد ظهورهم في أروقة الحكم الرومانية بقوة في القرن الرابع الميلادي ليصنعوا أكبر نجاحات إبليس التاريخية حينها وذلك بإخفاء الإنجيل ثم تأليف (أناجيل أربعة) إمعانا في السخرية من البشر ليكون كتابا مقدسا متنوع الشكل والمحتوى لكل أتباع عيسى بل وغيروا اسمهم من النصارى ليكونوا (مسيحيون) وهو قمة التسخير للبشر ليكونوا مشركين تابعين لبشر رسول بل ويسمون باسمه إمعانا في إعلان شركهم بالله الواحد الأحد حتى في مسماهم دون أن يعترض أو ينتبه أحد لما يفعل بهم .

ثم استعرضنا ظهورهم المكثف في أروقة الكنائس والأديرة بأسماء وملل مسيحية مختلفة أشهرها فرسان المعبد والذين اكتشف ملوك وأمراء بريطانيا أمرهم بعد فشل الحملات الصليبية وأنهم هم من تزعموا الدعوة لها وشاركوا بقوات لم تقاتل ولكنها أججت نيران الحرب وخانت وباعت وتسببت في هزائم وكوارث للحملات حتى فشلت فقتلوهم وشردوهم فهربوا للجزيرة الأيرلندية شمالا وظهر معهم المذهب البروتستانتي الذي خططوا ونفذوا بصبر دؤوب حتى وصلوا بهذا المذهب للعائلة المالكة بل ومعظم مسيحي شبه الجزيرة البريطانية ، بل وسيطر في النهاية آل روتشيلد (اليهودي) وكبير الماسونية في عهده على القصر الملكي الألماني ثم البريطاني وأخضعوا ملوكه بالديون في الحروب المتتالية وأنشأوا أول بنك يسيطر على اقتصاد بريطانيا ثم أوروبا فأمريكا بسلسلة بنوك فرضت لهم سيطرتهم الاقتصادية ثم السياسية كاملة على أروقة الحكم في في الغالبية العظمى من دول أوروبا وأمريكا وحتى يومنا هذا .

ولا نستطيع أن نتغافل عن رجال الماسونية الأوائل والذين وضعوا دستورها الذي بدأ بـ .. بروتوكولات حكماء صهيون ثم صاغوا منه دستور الماسونية الأول وما تلاه من قيام جورج اندرسون (1679 : 1739)  في عام  1723م بإعادة صياغة وكتابة دستور الماسونية والذي كان ماسونياً بدأ حياته كناشط في كنيسة إسكتلندا ، ثم قيام الرئيس الأمريكي  بنجامين فرانكلين بعده بـ (11) سنة بإعادة طبع وصياغة الدستور في عام  1734م بعد انتخابه زعيماً للمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا وجعله دستورا مكونا من (40) صفحة تروي تاريخ الماسونية من عهد آدم ونوح و إبراهيم وموسى وسليمان ونبوخذ نصر ويوليوس قيصر إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا مع وصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبعة ويعتبرونها من إنجازات لعلم الهندسة للماسونية ، وفي الدستور تعاليم وأمور تنظيمية للحركة، وأيضاً يحتوي على 5 أغاني يجب أن يغنيها الأعضاء عند عقد الاجتماعات ، ويشير هذا  الدستور إلى أن الماسونية بشكلها الغربي المعاصر هو امتداد للعهد القديم من الكتاب المقدس ، وأن اليهود الذين غادروا مصر مع موسى شيدوا أول مملكة للماسونيين ، وأن موسى كان الخبير الماسوني الأعظم ، وهناك أقاويل أن المسيح الدجال هو القائد ، ولذلك يوجد رمز العين في كل شعاراته ، ويقال أيضاً أنه السامري ، وهو يعتبر نفسه الفرقة الثالثة عشر الضائعة من الأسباط ، ثم الظهور التاريخي لآل روتشيلد ورفيقه آدم وايزهاوبت ليعيدوا صياغة البروتوكولات عام 1776م بما يتوافق مع المستجدات وانتقالا إلى الجنرال الدموي الأمريكي (ألبرت بايك) صاحب مخطط السيطرة على العالم بالحروب العالمية الثلاثة عام 1871م .

ألبرت بايك (1809 ء 1891) أو الجنرال الدموي .. كان جنرالا في الجيش الأمريكي الكونفدرالي ، كاتب ومحامي ، ماسوني من الدرجة (33) ، نقل رفاته عام 1944 إلى معبد ماسوني في واشنطن يسمى (House of the temple) ، وهو القائد العسكري الوحيد الذي له تمثال في واشنطن ، وخلال الفترة بين عامي 1859 و1871 عمل الجنرال (ألبرت بايك) على وضع مخطط يصل به النورانيين إلى إعتلاء عرش العالم وتجهيز الأرض لملكهم المنتظر ، وله رسالة مؤرخة بـ 15 أغسطس 1871 موجهة إلى صديقه جوسيبي مازيني زعيم النورانيين في إيطاليا وقائد الحركة الثورية المنادية بـ "الديموقراطية" في أنحاء أوروبا ، وتم نشر هذه الرسالة للعامة لأول مرة في عام 1925 بواسطة كاردينال من شيلي اسمه (خوزيه ماريا كارو رودريجز) وذلك في كتاب اسمه (كشف النقاب عن الماسونية) ، ويصف ألبرت بايك في هذه الرسالة وصوله إلى إلهام خارجي (إبليس) يساعده فيما يخطط له ، وذلك بإنشاء حركات عالمية كبيرة ومؤثرة هي الشيوعية والنازية والصهيونية السياسية تستخدم في اشعال حروب عالمية تقضي على القوى والمجتمعات الكبرى وتصل بالنورانيين لإعتلاء عرش العالم والتمهيد لملكهم "معبودهم" المنتظر ، وحدد هذا الحروب عدداً بـ (3) ثلاثة ، وتفصيلاً بـ .. تشكيلات القوى المتصارعة والنتيجة المرجوة وقام في هذه الرسالة بتوضيح خطته وآلية تنفيذها بالتفصيل ، والغريب أن هذه الخطة وبالرغم من مرور قرن ونصف عليها إلا انها طبقت بحذافيرها ولا زالت تطبق الى الآن بشكل غريب ، مما استدعى الباحثين تسميتها بـ نبوأت ألبرت بايك والتي تقول أنها ثلاث حروب عالميه كافيه لتحقيق النظام العالمي الجديد كالتالي

(الحرب العالمية الأولى) .. وهدفها إتاحة المجال للنورانيين للإطاحة بحكم القياصرة في روسيا ، وجعل تلك المنطقة معقل الحركة الشيوعية الإلحادية ، وتحويل روسيا المسيحية الى دولة ملحدة ، ومن ثم استخدام الشيوعية كمذهب لتدمير الحكومات الأخرى وإضعاف الأديان .

(الحرب العالمية الثانية) .. وذلك بتمهيد الخلافات بين الفاشيين والحركة الصهيونية السياسية ، لتنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطان الصهيونية السياسية ، حتى تتمكن هذه الأخيرة من إقامة دولة يهودية في فلسطين ، كما يجب استمرار دعم الشيوعية حتى تصل بقوتها إلي مرحلة تعادل فيها مجموع قوى العالم المسيحي ، ثم إيقافها عند هذا الحد ، حتى يبدأ العمل في تنفيذ المرحلة التالية .

(الحرب العالمية الثالثة) .. ويقضي مخططها بأن تنشب نتيجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الصهيونية السياسية متمثلة بإسرائيل وبين قادة العالم الإسلامي وبأن توجّه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم الإسلام والصهيونية بتدمير بعضهما البعض ، وفي الوقت ذاته تكون الشعوب الأخرى المنقسمة على هذه القضية بقتال بعضها البعض ، حتى يصل الجميع إلي حالة من الإعياء المطلق الجسماني والعقلي والروحي والاقتصادي ، والدول التي ستنجو بعد هذا الصراع سنقسمها إلى دويلات صغيره تتحارب فيما بينها حتى نستنزفهم مادياً ومعنوياً وروحياً ، وحينها ستبحث الشعوب عن أمل في السلام العالمي ينجيهم من هذا البلاء ولن يجدوا مفر من اللجوء لنظام عالمي يعتمد على الوحدة العالمية والحكومة الوحيدة ، وهو النظام الذي قمنا بتجهيزه مسبقاً .

ثم يقول ألبرت بايك نصاً { سوف نطلق العِنان للحركات الإلحادية والحركات العدمية الهدامة ، وسوف نعمل لإحداث كارثة إنسانية عامة تبين بشاعتها اللامتناهية لكل الأمم نتائج الإلحاد المطلق ، وسيرون فيه منبع الوحشية ومصدر الهزة الدموية الكبرى ، وعندئذ سيجد مواطنوا جميع الأمم أنفسهم مجبرين علي الدفاع عن أنفسهم حيال تلك الأقلية من دعاة الثورة العالمية فيهبون للقضاء على أفرادها محطمي الحضارات ، وستجد الجماهير المسيحية عند ذلك أن فكرتها اللاهوتية قد أصبحت تائهة غير ذات معنى وستكون هذه الجماهير متعطشة إلى مثال تتوجه إلية بالعبادة ، وعندئذ يأتيها النور الحقيقي من عقيدة الشيطان الصافية التي ستصبح ظاهرة عالمية والتي ستأتي نتيجة لرد الفعل العام لدى الجماهير بعد تدمير المسيحية والإسلام والإلحاد معاً وفي وقت واحد } .

ولاشك أن ما نعرفه من تاريخ وتطوراته والتي نراها اليوم من تداعيات الأحداث والصراعات والتغيرات السريعة في أشكال ومكونات التحالفات السابقة وما يتشكل من تحالفات جديدة طبقا لما يكشف عنه النقاب من نوايا ومخططات لهو بمثابة بداية الاصطفاف العالمي الجاد والسريع للإعداد لحرب عالمية ثالثة ، والتي قد تندلع في أية لحظة وقد تختلف في صورتها الكبرى كثيرا عما سبقها من حروب ولكنها من المؤكد ستغير خريطة العالم وموازين القوى فيه لصالح الطرف المنتصر أو ربما ضده وهو ما لا يمكن التكهن به إلا من خلال متابعة تطور (الكابالا) باختلاف مسميات منظماتها ومؤسساتها ورجالها على الساحة الدولية والإقليمية مرورا بـ (سايكس بيكو) الأولى والثانية ومخطط (برنارد لويس) لتقسيم الشرق الأوسط  .. وهو ما سوف نكمله لاحقا ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز