عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لماذا لم يفرح المصريون باكتشاف الغاز؟

لماذا لم يفرح المصريون باكتشاف الغاز؟

بقلم : محمد سويد

لم تخطئ مقولة " شعب بلا كتالوج" حين وصفت حال المصريين في فرحهم و في طلحهم؛ يطلقون النكات هربا من واقع مرير، و يقابلون الفرح ب" اللهم اجعله خير"، ربما يكون في ذلك التفسير الأقرب لاستقبالهم نبأ اكتشاف شركة "اين" الإيطالية لأكبر حقل غاز مصري في البحر المتوسط قد يكون الأضخم من نوعه في العالم. ولأننا شعب متدين بطبعه؛ حدثتني نفسي بقول الله تعالى"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ"،فهل يكافئ الله الشعب المصري على صبره أربع سنوات عجاف؟



 

لم يحتفل الشعب المصري بهذه البشرى، و لم يفرط في التفاؤل و كأنه قد أدمن دور المشجع الذي لا يعود عليه فوز فريقه إلا بعناء السفر و خسارة قيمة تذكرة الحضور، و لعل هذا الواقع قد تجسد في وعود الأنظمة السابقة و معدلات النمو التي و صلت إلى7% دون أن يجني المواطن ثمرة هذا النمو،و لم ينعكس على مستواه المعيشي ؛ وهو ما دفعه إلى الثورة على نظام لم يكفل عدالة توزيع الثورة،فاتسعت فيه الفجوة بين الفقير والغني . و لعل حرص الرئيس السيسي على افتتاح قناة السويس الجديدة بعد 365 يوما كما وعد يتضمن رسالة سياسية واضحة في استعادة الثقة المفقودة بين الشعب والنظام ، بالتفاف مختلف فئات الشعب حول مشروع قومي بالاكتتاب الذي أسس لمبدأ تقاسم الثورة الذي انتظر المصريون تحقيقه بعد ثورتين متتاليتين .

 

إعلان الشركة الإيطالية عن حقل الغاز المصرى الجديد، أربك حسابات الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا وقطر وبعض البلدان التى بنت سياساتها الخارجية على مبدأ "جوع شعبا يتبعك"، الأكثر إزعاجا لإسرائيل منذ تلقيها خبر عبور القوات المصرية لخط بارليف فى اكتوبر 1973، والأكثر بشارة لدول شقيقة مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والبحرين الأردن، وأخرى حليفة مثل روسيا وايطاليا والصين،لانها ترى في ذلك "رمانة الميزان" للمنطقة العربية والشرق الأوسط. ووفقا لبيان الشركة الإيطالية فإن حقل الغاز يوجد على عمق 1450مترا تحت سطح الماء، على مساحة 100 كيلو متر مربع ، ويحوي احتياطات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يعادل نحو 5.5 مليارات برميل من النفط،ليصبح أكبر كشف يتحقق في مصر وفي مياه البحر المتوسط ،وقد يصبح من أكبراكتشافات الغاز الطبيعي على مستوى العالم.

 

الاكتشاف الجديد يوفر لمصر مليارات الدولات التى كانت تنفقها على استيراد الغاز الطبيعى،ويساهم في توفيرالطاقة- المدخل الأهم فى عناصر الانتاج- التي تفتح آفاقا جديدة أمام المستثمرين وتجعلهم أكثر إقبالا على الاستثمار في مصر ،آلاف المصانع المعطلة سوف تعود للعمل،مجطات الكهرباء لن تتوقف، باستئناف الخطة القومية لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل أزمة أمبوبة البوتجاز لن تعود،أسعار المواصلات العامة لن ترتفع. قطعا لن نعيد تصدير الغاز الى إسرائيل بأسعار بخسة،ولن نعطى امتياز التصدير لحسين سالم أو من على شاكلته،فعلينا أن نتعلم من دروس الماضى حتى تجنى كل فئات المجتمع ثمار التنمية ،ونحفظ حقوق الأجيال القادمة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز