عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
صورة هزت ضمير العالم

صورة هزت ضمير العالم

بقلم : محمد رزق

صورة بألف كلمة، هي صورة الطفل السوري الغارق صاحب العام والنصف، الذي لفظت جثته أمواج بحر إيجه بعد أن غرقت أسرته التى كانت تحاول الهرب عبر البحر الى سواحل اليونان.



صورة فاضحه وكاشفه تستحق أن تكون صورة القرن فقد جسدت هى وعشرات المشاهد الاخر اقربها كان مشهد العثور على جثة 71 سوريا داخل شاحنة بإحدى الطرق السريعة فى النمسا، جسدت حجم المأساة وعظم الكارثه التى يعيشها الشعب السورى الشقيق بسبب جحيم الحرب المستعرة فى سوريا منذ مارس 2011.

مشهد الطفل السورى الغارق مشهد مؤلم وصادم وهو واحد من مشاهد متعدده تكرر يوميا داخل سوريا وخارجها فى البر والبحر، تحكى وتروى قصص الموت بالوان مختلفه لالاف الاسر والعوائل التى خرجت من ديارها وفرت باحثة عن ماوى وملاذ أمن بعد أن جاءها الموت من كل مكان على أيدى العصابات الاجرامية التى استباحت الارض والعرض وعاثت فى البلاد فسادا وقتلا وتدميرا وتحريقا وتشريدا، تحت رايات زائفه إتخذت من الثورات شعارا تاره ومن الاسلام شعارا تارة أخرى، والهدف هدم الدولة وتخريبها وتحقيق مخطط أمريكا واسرائيل بنشرالفوضى الهدامة فى المنطقة.

أى جرم هذا الذى يرتكب بحق الانسانية جمعاء عندما يقتل مالا يقل عن 250 الف شخص فى سوريا ويجرج ما يزيد عن مليون أخر ويشرد ما يزيد عن 11 مليون داخل وخارج سوريا، وتتحول البلاد الى كومة من تراب وأطلال بعد أن تركت تلقى مصيرها الغابر، وتواجه مخططات غربية تنفذها أجهزة استخبارات للاسف خليجيه وتركية من أجل إسقاط نظام بشار الاسد.

حتى ولو كان الطريق الى إسقاطه هو جثث ملايين السوريين حتى ولو كان الطريق الى إسقاط نظام بشار هو هدم سوريا وتفكيكها وتحويلها الى كنتونات وإمارات جهادية تكفيريه متطرفه يحارب بعضها البعض حتى يفنى القوى منها الضعيف فى دائرة جهنمية من القتل والقتل المضاد.

سوف يتوقف التاريخ طويلا أمام تلك المؤامرة والجريمة مكتملة الاركان التى تنفذ بحق الشعب السورى والدولة السورية سوف يأتى يوما نجلس فيه لنقص ونحكى كيف تأمرت وتحالفت أنظمة عربية وأقليميه مع الشيطان الاكبر  لتدمير وتشريد أمة باثرها كانت تعيش أمنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان.

كيف تحولت حمص وحماه والرقه ودوما وإدلب والحسكة  وريف اللاذقيه وريف دمشق الى مستنقع للعنف تاوى اليه خفافيش الظلام وعتاة الاجرام من أسقاع الارض بعد أن  قبضوا الثمن من أجل تحويل سوريا الى حفرة كبيره تبتلع الشجر والبشر والحجر.

هل سيهنأ الملوك والرؤساء فى قصورهم وحصونهم؟ هل جثة هذا الطفل وغيرها الالاف من الابرياء يمكن لها ان تحرك ساكنا فى قلوبهم المتحجرة فيتوقف القتل والتدمير والتخريب ويعود اللاجئين الى اوطانهم؟

جثة هذا الطفل السورى الغارق وصمة عار فى جبين الانسانية، إنها كارثة بكل المقايس والمعايير يندى لها الجبين خجلا، ويخفق لها القلب وجلا، وتتحجر الدموع فى العيون عليها حزنا وألما.

سوف يأتى يوما يكشف فيه التاريخ ويحاسب من هم أنصاف الرجال وأنصاف المواقف ممن تحالفوا وتامروا ونفذوا مخطط الشر لهدم سوريا وكسرها، بعد أن تدور عليهم الدوائر وينقلب السحر على الساحر ويذقون نار الفتنة التى زرعوها واحتضنوها فى بلاد الشام.

سوف يكشف التاريخ أيضا من وقف مع الدولة السورية ودعمها حتى لاينهار ما تبقى من مؤسساتها من تصدى للتلك المؤمرات ودحرها فى مهدها على ارض مصر.

من يسعى جاهدا لوقف نزيف الدم والخراب فى سوريا من خلال دعم مبادرات تسعى لوضع حد لحالة الانهيار التى توشك أن تقع فيها الدولة السورية.

ستظل مصر ومؤسساتها الصلبه داعمة ومساندة لمؤسسات الدولة السوريه حفاظا الأمن القومى العربى والمصرى الذى استهانت به قوى أخرى ووضعته ضمن مراهنات ومراهقات سياسيه ساذجة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز