عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
​صديقــــــــى!!

​صديقــــــــى!!

بقلم : د. حماد عبدالله

كنت قد نشرت هذا المقال يوم الثلاثاء الموافق الخامس عشر من أغسطس 2008، ووجدت اليوم وأنا أتصفح الجزء الأول من "قضايا وطنية" هذا المقال والحاح بنشره مرة أخرى ، أرجو قبول اعتذارى على إعادة نشره فله أهمية.



كتبت عن شعيرة الصداقة أكثر من عمود فى هذه المساحة المخصصة لى ...!!

وتعرضت فى مقالاتى هذه لشعيرة الصداقة وأهميتها لمواجهة نكائب وأفراح الزمان !! ورحلة العمر كم هى قصيرة ، مهما طالت "سنينها" ولعلى وقد وصلت إلى الستون عاماً وشهور من عمرى أتذكر كل الماضى ، "لحظات" وكأن أحداث هذه السنون وقعت بالأمس القريب !!

والذكريات الجميلة أو القبيحة كلها تتساوى اليوم ، فهى ذكرى الجميل منها فى عمر الزمن "ثوانى" والقبيح منها بنفس المعيار "سنوات" ، ولكن اليوم كل تلك الذكريات متساوية ... وربما الغير كريم منها قد زادنا خبرة وقوة ، ودربنا على شعيرة الصبر والقدرة على مواجهة صعاب الحياة !!

ولكن بين كل هذه الأطلال الزمنية من فرح وحزن وضحك وبكاء وفراق ولقاء يبقى الصديق !! وهو الأقرب !! فالأم والأب والأخ والأخت لم تشارك فى نسبهم لك أو إنتسابك إليهم ... أما صديقك فهو دون "وجع دماغ" ، هو إختيارك ... وإختيارك وحدك !!

ولذلك فالصدق مع الصديق شيىء غير زائف وغير مقبول أن يكون كذلك !!

والصديق زُخْرُ للحياة ، ومستقبل جيد ومحترم لإشارات حياتية منها الصعب ومنها السهل ، ومنها ما يجب مشاركته فيه طالما أن ذلك فى العرف الإنسانى مقبول!!

ومنها ما يجب تعضيده فيها بحكم أنه صديق مهما كانت تكلفة هذا التعضيد –سواء مادى أو نفسى أو حتى أدبياًَ !!

هكذا تكون الصداقة نوع من التضحية ، والفداء ، والإخلاص !!

ولكن الشرط الوحيد هو أن تكون المواقف والأحاسيس متبادلة !!

وليست من طرف واحد !!، حيث أن الشىء الوحيد المقبول فيه تفاعل طرف واحد ، ونوم الأخر  هو الحب !!

ففى حالات كثيرة جداَ نجد أن "مشاعر الحب" لدى طرف لطرف أخر دون علمه   وهذا مايسمى " الحب من طرف واحد " !! وهذا مقبول أنسانياَ !! فالقلوب ليست تحت سيطرة ( الريموت كونترول ) ولكن بالعكس تماماَ ، لشعيرة الصداقة فهى شىء لابد أن نتبادل فيه المشاعر والخواص ، والحواس أيضاَ!!

والصداقة بين الأفراد ، شىء نادر جداَ فى مثل هذه الأيام الكالحة السواد !! فمقتضيات الحياة وصعابها وتشابك المصالح ، وتعارضها فى أحيان كثيرة تقف عائق حقيقى أمام رغبة أكيدة فى علاقة صداقة حقيقية !!

ولم نسمع عن قصة صداقة حديثة تشبة الأساطير أو الأحاديث النبوية الشريفة ، حين قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام .

" وقوله أيضاَ " لو إتخذت أحداً لإتخذت أبا بكر خليلاً " صدق رسول الله .

فالصداقة يا صديقى العزيز إختيارك أنت ، وليس فرضاً عليك !!!

ومن القصص الكثيرة الحكى ، فى الأدب الشعبى لم نسمع عن صداقات بريئة وحقيقية وصادقة ، أكثر مما نسمع عن الخيانة ، وعن الرياء ،وعن بيع صديق لأخر تحت مسمى صديقى !!!

ولعل نفس الصفة "الصداقة" تطلق بين الدول وبين الجماعات ، ولكن هذه قصة عمود أخر !!فالدولة صديقة حتى تنتهى مصالحها !! والجماعة صديقة حتى ينتهى حفل الزفاف أو حفل الغداء !! ولنا فى الصداقة المصرية الأمريكية عبرة وعظة !!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز