عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"سن الرشد والأمم"

"سن الرشد والأمم"

بقلم : د. حماد عبدالله

ماذا لو وصل شاب أو شابة إلى مرحلة "سن الرشد" أى أصبح عاقلاً ومسئولاً عن تصرفاته ،وله الحق فى التوقيع أمام الجهات الرسمية ،ويُطْلَبْ للشهادة وتُعَتمْد أقواله ، "سن الرشد" ينطبق على الفرد كما ينطبق على المجتمعات ، وأيضاً على الدول ،فهناك دول وصلت إلى "سن الرشد" منذ زمن طويل تعدى عمرها الألف سنة ، وهناك دول أخرى وصلت "سن الرشد" منذ مئات السنين ودول أخرى وصلت إلى "سن الرشد" منذ عشرات السنين!!.



والملاحظ ، وهذا يستدعى الباحثين فى علم الإجتماع والتاريخ أن يفردوا فى بحوثهم عن سر هذه الملاحظة ، وهى أن "سن الرشد" يبدأ لدى الفرد أو الأمة (الدولة) بثورة وحركة سريعة ، "ونمو مضطرد" وإن كانت الفروق النسبية تختلف من فرد إلى فرد أو أمه إلى أمة لكى نتفق على أن البداية تكون سريعة ومتلاحقة ، خاصة إن كان هناك نية وإخلاص فى المجتمع وإصرار على النمو والإزدهار والتقدم ، ولكن فى سن الشيخوخة ، وهو عكس "سن الرشد" ينكسر المنحنى ويتجه لأسفل ، إن لم يكن الفرد قد أعد عدته لمثل هذه المرحلة السنية ، من أعمال وأبناء وأحفاد يشدون أوصاله ويشيدون بأفعاله ، ويمجدون أسمه وأيضاً ينطبق هذا التفسير على الأمم والدول.

فالآمة التى تشيخ دون أن تعد أبنائها وبنيتها الأساسية ،فهى أمة "غلبانة مسكينة" !! تستحق الرحمة والترحم عليها ، يارب لا تجعلنا من الأمم التى تستجدى الرحمة والترحم عليها أبداً !!.

ولكن أجمل منها أمة تجدد دائماً فى "عمرها وفى شبابها"  ، وفى إستغلال كل طاقات أبنائها .

ولعلنا ونحن نتجول بأبصارنا حولنا سوف نجد أمم صغيرة للغاية تقدم صفوفها صفوة أبنائها والمخلصين فيها ، والأكفاء منهم فإستحقت تلك الأمم أن تنمو وأن تحافظ على شبابها وعلى حيويتها ، لأن أبنائها أخلصوا فى إختيار أفضلهم لتقدم صفوفهم .

ليتنا نتعلم ، مين يختار مين !! هذا المهم !!

يارب إرحمنا ، ويسر أمورنا ، وبصرنا بما لنا وما علينا .

"إنك نعم المولى ونعم النصير" صدق الله العظيم.

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز