عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ومات الراهب

ومات الراهب

بقلم : سمير راضى

فى إحدى الندوات الساخنة وأنا لازلت طالبا بالكلية وجدت شابا ناصرى الهوى   مصرى النزعة  عقيدته حب الوطن  تعرفت عليه ودار نقاش طويل امتد لأكثر من خمسة وعشرين عاما



 

كان الأخ والصديق   والملجأ الذى أذهب إليه حينما أتعثر فى الأزمات من رئيس يقسو   وصديق يخون   أو تحقيق صحفى صعب التناول لظروف ما   الحمد لله اعتبرنى ابنه الكبير   وكان الأستاذ والأب   ولا أبالغ إن قلت أنه أحد الملائكة تمشى على الأرض، ومنذ أيام   شعرت بأن روحى خرجت من بين جوارحى   وتوقف لسانى عن الحركة من اتصال تليفونى فجر أحد الأيام الماضية   يخبرنى الشاب الموهوب   والصحفى المتألق أيمن عبدالمجيد زميلى فى مؤسسة روزاليوسف بأن الأستاذ مات منذ ساعتين

 

مات شفيق أحمد على  كنا نلقبه بـ«ملك التحقيقات الصحفية الساخنة فى مصر كلها»   خلوق يعطيك أى شىء يمتلكه إلا مبادئه   ويدافع عنك فى أزماتك لأعلى مستوى تتصوره   لا يكذب أبدا، ولا يعرف اللون الرمادى    الأمور عنده إما أبيض أو أسود، خاصة لو تعلقت بالوطن والرئيس الراحل عبدالناصر

 

لم يكره فى حياته أحدا فى الدنيا بقدر مقته لإسرائيل والصهيونية العالمية   عندما يكتب يأخذ الليل وسكونه غطاء لسطوره الموجعة

 

يارب هل مات شفيق أحمد على حقا  هل مات راهب الصحافة   هل مات قديس المبادئ والقيم   هل مات الأب الحنون   والأخ الكبير الذى كنا نلتف حوله فى محنتنا المستمرة   هل مات شفيق النقابى العتيد

 

أنا من سوهاج   من أبناء الصعيد   وجدت ذات يوم الشاب سخاء ابن شفيق أحمد على فى مؤسسة روزاليوسف منذ سنوات وعندما دخل علينا قرأ السلام على الجميع   واتجه إلى أبيه ممسكا يده يقبلها   سائلا عن صحته وأحواله   وهل يريد شيئا   وكان طالبا فى الصف الأول فى إحدى الكليات العسكرية   فاندهشت من هذا المشهد الغريب من أبناء القاهرة   وخرجت إليه مسرعًا أسأله   ألم يشعر بحرج من هذا الأمر   فرد علىَّ قائلا  يا عمو أبى صاحب فضل، وعلمنا أنا وأختى «إسراء» أن المبادئ والقيم والاحترام لا تتجزأ، وأنا لم أفعل شيئا خطأ، فهذا حقه علينا، وأضاف قائلا  أنا أتمنى من الله أن أتخرج سريعًا كى أرد ولو جزءًا ضئيلا مما فعله ويفعله معنا أبى رجل مكافح ومناضل

 

فهل مات الراهب   هل مات شفيق الإنسان؟   اللهم ارحمه ونستودعه عندك مكرمًا بفضلك وعزتك وجلالك العظيم   فهو بين يدى ملك الملوك وأرحم الراحمين

 

  الأسبوع القادم  السباح الصغير  رييعًا يحكى تفاصيل أشرس معركة تكسير العظام بينه وبين محمود طاهر رئيس النادى الأهلى ومدير جهاز السباحة «محمود سامى»   دفاعًا عن حقه المسلوب، ودمائه التى سالت على ضفتى حمام السباحة  أمام أعين الجميع   وكيف حكموا عليه بالإعدام فى ظلمة الليل   وجاء التنفيذ بخنجر مسموم فى ظهره فجر أحد الأيام   حسب قوله

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز