عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الحج جهود مشكورة وخطط مطلوبة

الحج جهود مشكورة وخطط مطلوبة

بقلم : م/ عبد الصادق الشوربجي
بالرغم من حادث التدافع فى منى صبيحة يوم  عيد الأضحى المبارك الذى أدى إلى وفاة 769 حاجاً من مختلف الجنسيات، وإصابة 934 حاجاً، فإن جهود المملكة العربية السعودية فى تنظيم أفواج الحجيج والمعتمرين كل عام واضحة ولا تخفى على أحد وذلك بتسخير جميع إمكاناتها المادية، وطاقاتها البشرية ليؤدى حجاج بيت الله الحرام مناسكهم بيسر وسهولة وهو أمر لستُ  بصدد الحديث عنه،  لكن ما أود الكتابة عنه  هو كيفية تلافى أو الحد من مثل هذه الحوادث مستقبلا  بتنفيذ أفكار إبداعية جديدة قابلة للتنفيذ كالتى نراها  فى جسر الجمرات والتى حدت من التزاحم،  وقضت على التدافع والحوادث التى كان يذهب ضحيتها كل عام بالمئات، أو حتى بالعودة إلى اتباع خطط التفريج بين الحملات التى كان معمولا بها سابقا،  لكن بطرق جديدة تستخدم لمنع التزاحم نهائيا أو وضعه فى حدوده الدنيا التى لا تسمح بتكرار  الحوادث التى تقلب بعض الدول المغرضة (مثل إيران وتركيا)  ضد المملكة والتى تنتهز مثل هذه الحوادث التى نعدها كمسلمين قضاءً وقدراً لتشويه صورة الانجازات الضخمة والتوسعات غير المسبوقة التى تنفذها حكومة المملكة،  وتنفق عليها مئات المليارات  فى المشاعر المقدسة والتى هى ماثلة للجميع ولا تخطئها عين، أيضا لماذا لا تقوم المملكة بتنظيم دورات تدريبية فى معهد الحج للقائمين على بعثات الحج من مختلف دول العالم قبيل موسم الحج مباشرة لتدريبهم على كيفية توجيه بعثاتهم بالشكل الصحيح، وتجنب التدافع، والسير العشوائى فى أوقات الذروة؟.
 
والملاحظ أيضا أنه برغم كل ما تقدمه المملكة فى خدمة الحجاج، وكذلك حجم المشروعات الجبارة فى مكة والمشاعر، إلا أنه يقابلها سلوكيات وتصرفات تشوه هذه الجهود، مثل  انتشار ظاهرة الافتراش على الطرق، التى تعيق  سير الحجاج ووصول  سيارات الإسعاف وأجهزة الأمن، كما أن تفشى ظاهرة الافتراش أدى أيضا إلى تراكم النفايات داخل المشاعر، بسبب عدم تمكن  سيارات النظافة من الوصول  إلى الحاويات، الأمر الذى تسبب فى إيجاد بيئة ملوثة، يتأذى منها الحجيج ، والقضاء على ظاهرة الافتراش يستلزم من السلطات السعودية المزيد من إحكام السيطرة  لمنع تسرب الحجاج من داخل المملكة بدون تصاريح الحج، أو المندسين  داخل الحملات المرخصة من قبل وزارة الحج فى المملكة.
 
من الملاحظ أيضا أن تتابع  قطار المشاعر من عرفات إلى المزدلفة ومنى يحتاج إلى توقيتات منتظمة،  فقد لاحظت أن القطارات تسير خلف بعضها البعض (بطريقة اللى يحمل يمشى)، وهذا يؤدى إلى تزاحم ملحوظ فى المحطات لذا من الضرورى وضع نظام مدروس وممنهج لحركة السير يعتمد على  توقيتات زمنية منتظمة  تحد من الزحام والتدافع فى المحطات.
 
الكثير من الأفكار الجديدة لا يتسع المقال هنا الآن لذكرها لكنها بالتأكيد سوف تحدث نقلة نوعية كبرى فى الحد من الحوادث التى تحدث تقريبا كل عام،  وتساعد على تيسير أداء الحج بسهولة تنزع القلق والخوف الذى يصاحب الحجاج وأهاليهم كل عام.
 
وأنا فى الحقيقة لست مع تحميل الحجاج مسئولية حادث التدافع فى مني، ويحسب للمملكة أنها نجحت فى أن تحيد بالمشاعر المقدسة ومواسم العبادة عن التجاذبات والصراعات السياسية فكل مسلم مرحب به بغض النظر عن طبيعة العلاقة مع دولته، وأيضا لست مع التشكيك بالجهود المشهودة التى بذلها الأمن السعودى فى التعامل مع حادث التدافع فى منى، فقد تمكنوا من تطويق الحادث والحد من الخسائر فى صفوف الحجاج وإنقاذ المصابين والمحافظة على سير أعمال الحج وتسهيل تحركات الحجاج حتى تمكنوا من استكمال أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان وأمن.

وهنا يجب الإشادة بالمجهودات المبذولة من المملكة مع الأخذ فى الاعتبار وضع خطط من الآن للموسم القادم للقضاء على جميع السلبيات وأنه لا مكان فى حكومتها لمتراخٍ،  أو غير قادر على قراءة التحديات التى تواجهها المملكة من المتربصين بها إقليميا ودوليا.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز