عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
" السيسي و السادات "

" السيسي و السادات "

بقلم : د. محمد فاروق

في ذكرى أكتوبر لا يسعني إلا أن أتذكر كلمات مسطوره بأحرُف الإنتصار للرئيس الراحل محمد أنور السادات .



" كانت رؤوسنا مرفوعه ، في الوقت الذي كانت فيهِ جِباهُنا تنزِفُ الدمّ ، والألم ، والمراره "

تلك كانت قصتنا فيما بعد هزيمة 67 وبمنتهى الاختصار ، كانت القلوب مكسوره والعزائِم تحاول أن تجبُر هذا الكسر العميق ، كانت فاجعه على مستويات عديده ، كيف ينكسِر الناصر جمال أو يُخطئ التقدير أو يقع في ذلاّت البشر ؟

كانت هذه هي قناعات المصريين ، كلهم وكلنا يعشق الناصر جمال ، حتى أن هذا العِشق تخَطَى حاجز حب الشعب للرئيس ، بل وصل تأثير هذه الشخصيه العظيمه إلى اعتبار الشعب لها شخصيه غير قابله للخطأ ، شخصيه لا يسقُط من يدِها سهمُُ ولا تُخطئُ التصويب . فلا هي تقع في شَرَك القرار الخاطئ ، ولا هي قابله للنقد . هكذا بلغت وباختصار محبة الشعب المصري بل والعربي لشخص الناصر جمال .

وتذهب هذه الشخصيه الفَذَّه والتي كاد الشعب المصري أن يؤمن في قناعته الباطنه أنها شخصيه لا تموت ، ويأتي بعدها شخصيه أخرى كُتِب عليها أن تتولى أمر هذه الدوله المنكوبه وهذا الشعب المكسور بهزيمته أمام العدو الصهيوني والحزين على حُبه الأول لرئيسه الأول بعد عصور الاحتلال والمَلَكيه باستثناء شهور حكم النبيل محمد نجيب .

السادات يواجه معادله غايه في السوء والصعوبه ، قوات مسلحه مُهلهله إلا من الوطنيه والعزيمه ، شعب يرفض الواقع ويضغط بكل قوه لتغييره واستعادة الأرض و رد الاعتبار ، ومراكز قوى تعمل ضد السادات للاستحواذ على السلطه ، وتتخذ من حب الشعب وفَقدِه للزعيم الراحل الحاضر في قلبه وعقله مآرِب للإيقاع بينه وبين الرئيس الجديد ، السادات يواجه كارثه اقتصاديه وعسكريه ومجتمعيه ، مُدن القناه عباره عن مليون ونصف مصري تم تهجيرهم من بيوتهم ومُدُنهم في أعقاب النكسه للحفاظ على أرواحهم من القصف الإسرائيلي المُتعمَد للمدنين ، دوله أشبه بجَمرة النار التي يَفرُّ من الإمساك بها العاقل والمجنون

وأنا هنا كأي مصري أؤمن وأُحب بما آمَن به وأحَبهُ الشعب ، أجد صعوبه في تفنيد أسباب هذه الكارثه التي وضعتنا في خبر " كان " وكادت أن تذهب بنا إلى الجحيم واللاعوده . قَلَمي يقف ويأبى أن ينال من شخص الناصر جمال . قلبي يرفض اتهامِه بتعريض الدوله والجيش إلى ما آلت إليه الأمور والواقع والحقيقه فعلياً .

لكنني في المُقابل أرفض اغتيال السادات في كل عام من بعض الأقلام الناصريه التي تتناسى كل هذه الحقائق ، وترفض إحقاق الحق وإسنادِه لأهله ، أقلام تكتب عن نصر اكتوبر وكأنه نصر عائد لتخطيط القياده السياسيه المهزومه في 67 وقرارها بالاستمرار في الحرب لتحرير الأرض . شئ خارج نطاق المصداقيه وضد العقل والنقل والمشاهده . سرقه للإنجاز والإعجاز الذي تحقق . كلنا عبود الزُمُر إذا قررنا اغتيال السادات في كل عام . أوَ لا يصح أن أكون ناصرياً وأعترف في ذات الوقت بالسادات وأختلف معه في بعض رُءاه ثم أُعطيه حقه فيما يستحق ؟

هذا بالتحديد ما يحدث مع الرئيس السيسي الآن ، يتناسى البعض هذا الدور العظيم لهذا الرجل في يونيو 2013 ، منتهى العار أن تُنكر بطولة هذا الرجل لمجرد " شئ – أو أشياء " في نفسك ! هؤلاء الذين يبحثون لهم عن أدوار في البطولات الكاذبة ، منهم من تركنا في ظُلمة الدروب ، ومنهم من استأنس بدور الفارس المغوار على مواقع التواصل الاجتماعي ! وتركوا لهذا الرجل تَرِكه ثقيلة عمرها ثلاثون عاماً ، بالإضافة إلى أربعة أعوام من الحراك الثوري الذي وضعنا على حائط المبكى !! هكذا كان حال السادات وقت تكليفه بقيادة مصر المهزومة ، وهكذا كان حال السيسي في 2013م ، رمزان للتحدي والإصرار رغم الأجواء الصبيانية التي لا تخلو من تزييف الحقائق وتشويه الحاضر عمداً مع سبق الإصرار والترصد !

ونعود لأصل الموضوع – أكتوبر :

من دوله مكشوفه في حدودها ومضروبه داخل مُدنها " القناه " ومُهَجَّره من أهاليها ، وجنود كادت تعصِف بهم طائرات العدو وهي تطاردهم على ارتفاعات منخفضه في سيناريو فاشل للانسحاب والتراجع العسكري المَمهُور بتوقيع المشير عامر أحد أهم اللقطات الصِبيانيه في قرارات الناصر جمال واللعب بمصائر الدوله والشعب حينما ألقى بالرجل في منصب وزير الدفاع دونما كفاءه أو إشاره وعلامه على ذلك ، غيرَ أنه صديق العمر !! هذه الفتره التي يعتبرها البعض فترة التخطيط لحرب أكتوبر ! كانت الفتره التي استطاع فيها العدو الصهيوني اغتيال رئيس أركان حرب الشهيد عبد المنعم رياض بمنتهى الانتقاء و من وسط جنوده وصفوف ظُباطِه في أحد زياراته للمواقع العسكريه على الحدود ! كنا أقل من توصيف " الوَهَن " والضعف .

أما عن باقي القصه وتحويل الهزيمه إلى انتصار فهي لا تحتاج إلى سرد ووصف ، يكفينا أننا نحتفل اليوم بعيد النصر بعد الهزيمه ، يكفينا أن نُفكر جيداً في الثلاث سنوات الفارقه من 70 وحتى 73 . ثلاث سنوات من الإعداد على كل المستويات ، ثلاث سنوات من الدهاء والمكر السياسي والعسكري ، ثلاث سنوات فقط على هزيمه مُنكره تنتهي بكلمات خالده لصاحب الفرح والفرحه :

" إن القوات المسلحه المصريه قامت بمعحزةِِعلى أي مقياسِِ عسكري ، حيث تمكنت من اجتياح مانع قناة السويس الصعب ، واجتياح خط بارليف المنيع ، وإقامة رؤوس جسورِِ لها على الضفة الشرقيه ، بعد أن أفقدت العدو توازُنَه في سِت ساعات "

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز