عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مؤامرات إبليس (11) .. الحرب العالمية الثالثة

مؤامرات إبليس (11) .. الحرب العالمية الثالثة

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

خلال العقود العشرة السابقة سارت الأمور في الشرق الأوسط طبقا لمخطط التقسيم الذي خططت له الماسونية بداية من صناعة الدولة السعودية برعاية وتخطيط المخابرات البريطانية (MI5) واقتطاعها من جسد الدولة المسلمة المنهارة ، والحصول على وثيقة موقعة بمنح فلسطين لليهود (المساكين) من الملك السعودي عبد الرحمن آل سعود قبل وعد بلفور بشهور ، وما تلاها من (سايكس بيكو1) وتقسيم الدول العربية لدويلات ,ومستعمرات تحكم بعضها الأقليات المذهبية كنواة لفوضى التقسيم التالية مثل سوريا والعراق والإمارات ، وإعادة البعث الجديد لفصيل (إخوان المسلمين) بداية من مصر ثم توريط العالم في الحرب العالمية الثانية وما جاء بعدها من أحداث ومؤامرات لتقليم أظافر أنظمة الحكم المتمردة مثل ما حدث في مصر بعد ثورة يوليو1952م وحتى مقتل السادات وما تلاها من صراعات مفتعلة ومخططة في مشارق المنطقة العربية ومغاربها ، إلى أن وصلنا إلى (سايكس بيكو2) أو مخطط (برنارد لويس) والمصدق عليه بالإجماع عام 1983م من الكونجرس الأمريكي والمتفق عليه مسبقا بين دول أوروبا الغربية منذ عام 1974م بعد نصر أكتوبر1973م ، وما تلاها من صراعات ومؤامرات مكشوفة حتى أحداث 11 سبتمبر والتي تلاها اجتياح أفغانستان ثم العراق فسوريا واليمن وتقسيم السودان ثم ليبيا وتونس وأخيرا مصر باستغلال فرق وجماعات الإسلام المتشددة مثل الإخوان والسلفيين والجهاديين والقاعدة وأخيرا داعش والتي تم صناعتهم تباعا وتدعيمهم بالمال والسلاح بواسطة أجهزة المخابرات التابعة للماسونية (أمريكا - بريطانيا - ألمانيا - تركيا - إيران - قطر - إسرائيل) وبعض الدول العربية مجبرة أو مغيبة بمصالحها مع الغرب ، لتكون معاول الهدم الرئيسية لقدسية الدين نفسه وبالتالي لدول الشرق الأوسط العربية والمسلمة على وجه الخصوص . ، إلى جانب المخطط الفكري والثقافي بصناعة إسلام يتوافق مع الغرب بعناصر ناعمة ومقبولة مثل عمرو خال



وفي مصر كان تصفية السادات بمخطط المخابرات الأمريكية وبيد الإخوان وجماعاتهم الجهادية هو إعلانا بخلو الطريق تماما من أي معارض أو صاحب فكر منشق يعيق تنفيذ المخطط على الوجه المستهدف ، وجاء مبارك ورجاله كأتباع للماسونية لا يعنيهم سوى البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة واستنزاف ثروات مصر لجيوبهم والسماح للماسونية للعبث بمقدرات المصريين عبر ثلاثين سنة كاملة ، وكثير منا قد لا يستطيع الجزم أو يدري حقيقة الأمر .. هل كان مبارك مجبرا على هذا خاصة وأنه وجد نفسه في خضم مقتل السادات رئيسا لمصر ، أم كان واعيا  لما يفعله من هدم وتخريب وتجريف لمصر وتسليمها للماسونية على طبق من ذهب بمساعدة رجاله المنتمين للماسونية بطريقة أو بأخرى ، ولكننا لا نستطيع أن ننكر أن مبارك يحسب له .. أنه ترك خلفه نواة صلبة وقوية وقادرة على صنع الأحداث وإدارة المواقف وهي التي استطاعت التدخل بقدراتها الذاتية الخفية كمفاجأة العالم وأنقذت مصر من مصير غيرها من الدول العربية التي سقطت في مستنقع التقسيم والدمار .

ولا ننكر أن المخابرات الأمريكية والغربية استطاعوا فترة حكم مبارك أن يمهدوا جيدا لتفاقم الظروف السياسية والاقتصادية والمجتمعية والفكرية في مصر تمهيدا لتفجير ثورة الفوضى الخلاقة بل وشاركت بإيجابية كبيرة في صناعة ما أسموه بثورات الربيع العربي ، بل واستطاعوا جمع اليمين واليسار والمتطرف والمعتدل بمختلف الانتماءات على هدف واحد وهو (الثورة) ، بل وأجادت صناعة الفرق والجماعات السياسية خلال هذه الفترة من خلال منظمات العمل المدني والمنظمات الحقوقية والإعلامية ودعم السفارات الغربية خاصة الأمريكية لتدعم مشروعهم العملاق المبني على الإسلام المتطرف وقامت بتدريب الكثيرين منهم على صناعة الفوضى أو ما يسمونه بالثورة ، ولا شك أن تراخي مبارك ووزير داخليته للتصدي واستئصال هذه الجماعات والفرق كان جريمة في حد ذاته سواء كانوا مجبرين أو متواطئين وخاصة وأنهم كانوا يعلمون جيدا كثيرا من أبعاد المخطط ، وهو ما ظهر من التحقيقات حيث رفض حبيب العادلي الاستجابة لتقرير وزير الدفاع طنطاوي قبيل 25 يناير2011م بأيام والذي صرح بخطورة الموقف وتداعياته المنتظرة والمثبت في محضر مجلس الوزراء الذي لم يحضره مبارك وأداره أحمد نظيف .

ولا يخفى على أحد في مصر الآن أن المخابرات المصرية بفروعها ومؤسساتها ومن وارءهم كانوا قد اتخذوا قرارهم قبل ذلك بكثير وربما ببدايات القرن الحادي والعشرين وظهور تداعيات تنامي قوى الإخوان والسلفيين وتغافل مبارك ونظام حكمه عن توغلهم واستفحال قواهم داخل المجتمع ، وانشغال مبارك وأولاده ورجاله بترتيب أوراقهم لمزيد من السيطرة والتجريف لمصر ، ولا شك أن العديد من السيناريوهات قد تم وضعها لإدارة الأزمة المتوقعة والمنتظرة ، ولذلك لم يكن هناك بوادر للتردد أو التراجع ، وتوالت المفاجآت على الغرب بداية من تنحي مبارك والذي تم إذاعته ربما حتى دون علم مبارك أو زوجته وأولاده والذي جاء مخالفا لتخطيطهم التي رسم من أجل تكرار مسلسل ليبيا بتوقعاتهم برفض مبارك ترك السلطة فيليه ضرب المتظاهرين في التحرير بالرصاص بواسطة العناصر العميلة سواء من السفارات أو المتسللين من حماس ومعهم عناصر الإخوان ، يليها إلصاق التهمة بالجيش المصري فيليه تدخل الأسطول الأمريكي لحماية إرادة الشعب المقهور فيضرب الأمريكان قواعد الجيش بحجة حماية الديمقراطية وتحقيق حرية الشعب المصري فتنتشر الفوضى والجماعات المسلحة ويعاد تكرار مسلسل قتل القذافي وتفكيك ليبيا في مصر فتصل مصر لهوة التقسيم من أقصر الطرق .

ولا شك أنه قد أسقط في يد أمريكا تنحي مبارك وفشلت أولى محاولات التدخل برحيل المتظاهرين عن ميادين مصر ، ليتولى المجلس العسكري السلطة لمرحلة انتقالية ارتضتها أمريكا على أمل وحيد هي تسليم السلطة في النهاية  للإخوان وبتنحي مبارك وتولي المجلس العسكري السلطة المؤقتة بدأت جولات الصراع القاسية والدقيقة بكل صورها الفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بل والمسلحة في بعض المواقف ما بين المخابرات المصرية ومن خلفها الجيش المصري من جهة وبين أجهزة مخابرات دول الغرب وأمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر وإيران وبعض من الدول العربية ومن خلفهم جماعات الإخوان والسلفيين والليبراليين وكفاية و6إبريل وغيرهم من الأحزاب الكرتونية والعميلة وعلى رأسها عميل الماسونية محمد البرادعي ومن وراءه مجموعة كبيرة ومتنوعة التخصص مثل حجازي والنجار والشوبكي وحمزة وحمزاوي وأيمن نور وغيرهم كثير من النخبة السياسية المزورة والتي لا علاقة لها بالشعب المصري .. سوى تنفيذ مخطط الماسونية ...

وتخيلت هذه الجماعات أن مصر هي كعكة الجائزة التي سيقتسمونها ، وتحلم كل فرقة وجماعة بأن تستأثر بنصيب الأسد إن لم تخطف الكعكة كاملة ، ولكن وجود المجلس العسكري على قمة هرم السلطة هو ما كان يزعجهم ويؤرق أحلامهم وآمالهم بل ويهدد مخطط التقسيم كاملا ، وكان لابد من إسقاط المجلس العسكري معنويا وفكريا في نظر الشعب ليقطعوا عليه طريق الاستمرار في السلطة ، وهو ما تم التخطيط مسبقا وحقق معهم نتائج مبهرة وسريعة خاصة عندما تفشت أصوات ونداءات يسقط حكم العسكر التي قادها الإخوان والليبراليون والنخبة مجتمعين مستغلين أبواق الإعلام المستأجرة بسخاء وتناصرها أبواق تجار الدين معززين بصور مسرحية مكررة في الميادين مثل (مسرحية ست البنات) والتي نفذتها 6 إبريل وعناصر خارجية وداخلية مدربة ومتخفية في زي القوات المسلحة وتبعها كثير من الأحداث المؤسفة والجبانة كحادث مذبحة إستاد بورسعيد والتي تعالت حدتها بالاقتراب من الانتخابات الرئاسية لعام 2012م .

وظهر على سطح المرشحين للسلطة فئة تجار الدين بقيادة الإخوان ومعاونة السلفيين وجماعات 6 إبريل وكفاية وغيرهم ويقابلها على الجانب الآخر فريق البرادعي وتوابعه والذين سرعان ما أخرجهم الأمريكان من المعادلة بعد زيارة كارتر (السرية الهدف والمعلنة الأسباب) لمكتب الإرشاد ولقاءه بقيادات الإخوان قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2012م ، والتي وافق فيها الإخوان على تنفيذ جميع شروط ومطالب أمريكا لو وصلوا للسلطة في مصر وعلى رأسها بيع 40% من سيناء لإسرائيل بثمانية مليار دولار لترحيل الفلسطينيين من غزة لها ، والسماح بدخول آلاف الجهاديين لسيناء وإعلانهم إقامة دولة لهم على باقي مساحة سيناء ، وصدرت التعليمات للبرادعي لتدعيم الإخوان والانسحاب من المشهد كرئيس منتظر وتم الدفع بأبو الفتوح وحمدين صباحي ليكمل الصورة لمرشحي الإخوان المعلنين والمستترين ، في مواجهة أحمد شفيق صاحب الفرصة الكبرى لإعادة نظام مبارك في ثوبه الجديد وبكامل تبعيته وولاءه للثعلب الأمريكي الذي حسم اختياره في أن يستثمر ما دفعه من أموال عبر عقود طويلة في تجار الدين من الإخوان ومسانديهم من الفرق والجماعات المختلفة ، فقرروا فرض فوز الإخوان بالانتخابات بأي وسيلة .

وربما لا يخفى على الكثيرين أن الجهود الجبارة والمفاوضات المكوكية التي قام بها البرادعي تنفيذا لأوامر سادته وقادته من الإدارة الأمريكية من أجل فرض فوز مرسي وتزوير النتيجة لصالحه والتي كانت سببا في تأخير إعلان النتيجة ليومين كاملين .. كانت تدار من مقرات كلا من المخابرات المصرية من جهة والمخابرات المركزية الأمريكية من جهة أخرى ، والتي تخيلت فيها المخابرات الأمريكية أنها انتصرت في الحرب نهائيا بإعلان فوز مرسي ووصول الإخوان لحكم مصر ، ولم تكن تتخيل أجهزة المخابرات الغربية والعميلة ولا أذنابهم في مصر أو حتى يمر بأسوأ كوابيس أحلامها (والتي عملت في مصر بحرية مطلقة في تلك الفترة) ، أنها بفوز مرسي وفي نشوة هذا الانتصار الهلامي والأجوف قد سقط الجميع في ملعب المخابرات المصرية والتي استولت على مفاتيح التحكم في العملية كاملة ، وبدأت منذ اللحظات الأولى لفوزه لعبة المتاهات السبعة التي أسقطت الإخوان للأبد وأظهرت مدى سطحية وحمق المخطط الأمريكي والغربي وفشلهم جميعا في فهم طبيعة مصر وشعبها وفشلهم في تخيل نوعية شفراته وتوقع ردود أفعاله وقدراته الكامنة والتي استطاعت المخابرات المصرية ومن وراءهم أن يجيدوا استخدامها بحرفية ومهنية عالية لتحريك الأحداث والبشر واستغلال المواقف جيدا لصالح مستقبل هذا الوطن وهو ما سوف نتعرض له .. لاحقا ..

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز