عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
يا مال الشام

يا مال الشام

بقلم : وفاء بوكيل
بعد أن بدأ الصيف في فراقنا يوما بعد يوم، أخذت في التجوال في شوارع وناسه أو تونس كما يحلولي تسميتها، اهرب من نشرات الأخبار أوالأفكار المنحوسة والمرصوصة في راسي كالمواجع، كالمدامع، تعوّدت الهروب من نفسي عند الضيق وانسداد المنافذ، طلع لي صوت العذوبة كلّها صباح فخري يغني
"يا مال الشام يا الله يا مالي، طال المطال يا حلوة تعالي"
 
الحلوة اليوم على مشارف حرب كارثية والشام ملعب المطامع إلى حدود بغداد النازفة، المحروقة ونحن أي العرب لا نحرّك سواكننا جميعها، التي خملت وبهتت، ومطلوب مني أن اكتب، أن ارسم لنكبتنا دوائراً بالكلمات، كل قطر عربيّ يعيش ظلمة أو مظلمة، المنظمات الإرهابية كالهاجس الأسود بدأت في الاتّساع وكل الحكومات والمساعي موّجهة نحو القضاء عليها، نحن شعوب عريقة في المواجع والمفاجع متعوّدون على صراع الخير والشر منذ ملايين السنين، قاهرة المعزّ مصر أو كسّارة الجبابرة تونس، أو اليمن العريق كأغنية حضرميّة لن تموت، لن تشيخ،
الليل لم يعد مؤنسا كما كان، .ما دام العدو واحدا احد، .الأوطان لا توهب إلا مرة واحدة، كالموت، كالحياة، كحب صادق يمرّ لوهلة، نحن بحاجة للصدق للنفاذ مما نحن فيه، الصدق في ان نصارح بعضنا وانفسنا بالحقيقة، أولا.
بين أوطان حقيقيّة وأوطان وهميّة، تأخذ مكان'' البعبع '' وتلعب أدوارا في المنطقة العربية يقف السيد عربي منا، مبهوتا، مدهوشا لا حول له ولا قوة سوى مسك الريموت كونترول أو الضغط على زرّ لايك أو التغريد على ليلاه في تويتر، لله درّنا، فالحرب الفعلية لم تبدأ بعد، السدّ لم يصبح منيعا بعد، اللعبة باتت اكثر اتّساعا وفظاعة، لا يعني هذا أننا كعرب خسرنا المعركة لكن نواقيس الحرب باتت تدبّ قربنا، علينا أن ننكر ذواتنا وندخل غمار اللعبة فعلا، فلقد أعيانا الخذلان، .والمحدودية في الفضاء والزمن بعنجهيتنا المحمومة باننا عرب واصل الحرف والصرف، هذا لم يعد كافيا، .أوطانكم تستدعيكم، أوطاننا بحاجة إلى قلوب ملفوفة حول بعضها، والشام، يا مالك يا شام، متى الزمان يسمح يا شام لتعودي كما كنت،
ارفع فنجان قهوتي المهيّلة المرّة وانطوي بذاتي التي نكرتني هي واستمع الى صباح، الشوري جدّا، وقلبي سيظلّ معلّقا، بين هنا، وهناك
من شعر السوداني صلاح إبراهيم، في ديوانه بوق العاج، يقول على لسان قلبي،
هاتي لي الريش وناولني جلد الفهد، .
والزينة للزّند،
فللفرحة في صدري عفريت، صرعت البغي يا شعبي
هاته وادع لي الشعب،
ابي الشعب، اخي الشعب،
ونور العين والقلب، .
لك المجد فاعداؤك، اعداي.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز