عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
المسلمون بين الإسلام والإيمان و.... الإحسان

المسلمون بين الإسلام والإيمان و.... الإحسان

بقلم : غادة نوارة
كيف يتوحد المسلمون على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأوطانهم وألسنتهم في الأرض المقدسة حول البيت الحرام ويؤدون شعائر الحج في خشوع وتضرع لله عز وجل ليتوب عليهم ويغفر لهم ويقبل حجهم؟ لماذا لا يستمر توحدهم وتآلفهم وتقواهم وبرهم وصلاحهم هذا طوال العام ؟؟؟؟..... فريضة الحج التي يأتي المسلمون من مشارق الأرض ومغاربهالأدائها ويقومون بنفس المناسك والشعائر ويرتدون نفس الملابس لا فرق بينهم، يتضرعون إلى الله ويطلبون رضاه ومغفرته، ويثبتون حبهم وطاعتهم له وتمسكهم بتعاليمه واجتناب نواهيه .... أكثر من مليونين ونصف المليون مسلم يجتمعون لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ويحرصون على أداء هذه المناسك على أكمل وجه ليكون حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً، ويعودون كما ولدتهم أمهاتهمبروحانيات ونفحات وبركات وقيم هذه الفريضة العظيمة.
 
لماذا لا يستمر توثيق الصلة هذه بين المسلمين وخالقهم وبين المسلمين وبعضهم البعض ؟؟؟ فلم يؤدى اجتماع المسلمين كل عام لتقوية روابط الأخوة والتعاون والتراحم بينهم ليكونوا أمة قوية ويداً واحدة، لماذا لا يحدث هذا ؟؟؟ ولم يحقق اجتماعهم كل عام إعتصاماً أو وحدة ولم يعش المسلمون إخوة متحابون بل على العكس تفرقوا تحت مسميات كثيرة واختلفوا على توافه الأمور ولم يسيروا على درب قائدهم ومعلمهم أشرف الخلقعليه الصلاة والسلام، ولم يتعاونوا على البر والتقوى ولم يستطع المسلمون الذين وصلوا لأكثر من مليار وسبعمائة مليون فرد أن يشعوا بالنور والهدى والسلام والرحمة على العالم .... تلك القيم النبيلة التي نزل من أجلها الإسلام، الدين الخاتم الذي أنزله الله لخير وصلاح البشرية كلها واستقرار الناس وإسعادهم ....بل لم يستطع المسلمون حتى أن يصلحوا من أنفسهمبعد أن كانت الحضارة الإسلامية هي المنهل الذي ينهل منه الغرب والأساس الذي قامت عليه حضارتهم، فلم يتحصن المسلمون بتعليمات القرآن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ولم يقتد المسلمون بأخلاق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وأضر المسلمون أنفسهم بالإسلام أكثر ما أضر به غير المسلمين،وتاجر به بعض المنتمين إليه وأساء إليه الكثير من المسلمين وقتلوا بعضهم البعض، وعاشوا بقلوب غافلة ونفوس ضائعة في ظلمات الفتن والقلاقل، ولم يستطيعوا الرد بموضوعية على الافتراءات التي تحاول النيل من الإسلام، ويقع على عاتقهم وزر الفهم الخاطئ له؛ فكان يجب على كل مسلم أن يكون داعية بسلوكياته الطيبة وأخلاقه الكريمة.
 
ولا نعرف إلى أي حظيرة ننتمي حظيرة الإسلام أم الإيمان أو الإحسانأم ننتمي إلى الإسلام إسماً ؟؟؟ فلم تؤثر في الكثير منا العبادات التي هي أركان الإسلام الخمسة فقد اتبع المسلمون التعليمات القرآنية الخاصة بالأركان الخمسة الشهادة والصلاة والصيام والزكاة و..... الحج ( الذي تتم به سائر الفضائل الدينية ) يركعون ويسجدون ويصومون ويُزكون ويحجون ولم تؤثر هذه العبادات التي يلتزمون بها في سلوكيات بعضهم ولم تُهذب نفوسهم ولم تسمو بأرواحهم، وتمسكوا بالقشور وبالمظاهر لا بجوهر الإسلام، الدين الحق الذي أنزله الله ليعم الخير على الكون كله مسلمين وغير مسلمين.
 
وترك المسلمون الآيات الكثيرة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر، الآيات التي تدعو للتعاون وللاعتصام بحبل الله، والتي تحث على التحلي بالأخلاق الحميدة والفضائل الكريمة .... التي تدعو للتراحم والتكافل والتعاون والسلام والتسامح والمحبة والإخاء والإيثاروالصدق والأمانة والوفاء بالعهود، ولم يُدرك المسلمون أن أفضل المسلمين والمسلم الكامل هومن يسلم الناس من لسانه ويده، ولم يدرك المسلمون من هو المُفلس ؟؟الذي قال عنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " إن المفلس من أمتييأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طُرح في النار"فالإسلام قول باللسان  وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح، والمسلم الحق هو الذي يجد ويجتهد في إصلاح نفسه ومجتمعه.
 
والإيمان ليس فقط بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره،فيجب أن يقترن الإيمان الصادق بالعمل الصالح الذي يعمر الكون، وهذا ما بينه المولى عز وجل في آيات كثيرة يقول الحق سبحانه وتعالى إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية..... وأول دلائل الإيمان محبة الله ورسوله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله وثاني دلائل الإيمان علاقة المسلم بالناس ... فأعمال الإيمان ليست فقط حقوق الله والتي يغفر لنا سبحانه وتعالى تقصيرنا فيها، ولكن هناك أعمال الإيمان التي تتعلق بحقوق البشر فالإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " فالإيمان المتغلغل في سويداء القلب يظهر بالتعايش مع الناس والتعامل مع البشر، ولذلك فالإيمان يزيد وينقص طبقاً للأعمال.
 
أما مرتبة الإحسان والتي قال عنها رسولنا الكريم خاتم النبيين " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أي أن نستشعر وجود الله في كل تصرفاتنا ومن يستشعر وجود الله يستحي ويخشى أن يُغضبه عز وجل.
 

وبالطبع فنحن نعرف أن أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم قال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" والتحلي بالأخلاق الكريمة والاعتصام بحبل الله هو الطريق لنجاة أمة محمد سيد الأنام عليه أفضل صلاة وأذكى سلام.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز