عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ذكريات من" الستينيات"!!

ذكريات من" الستينيات"!!

بقلم : د. حماد عبدالله

لا أتحدث عن ثوره 25 يناير 2011 أو ثورة الشعب ضد إغتصاب الوطن فى 30 يونيو 2013 ,ولكن أتحدث عن ذكريات تعترينى وكثيرين غيرى على ما أعتقد ممن هم فى عمرى .



هذا الإحساس الذى يتطرق كثيراً إلى مشاعرى ,ويشدنى إلى الكتابه عن "الحنين للماضى" أحداثاً ,وتاريخاً ,بل وأيضاً جغرافياً !!

ولعل هذا الإحساس الذى يشمل تفسير الأحداث ومظاهر الثورة المصرية عام 1952 ,وما تلاها من أحداث وتغييرات فى البيئه الإجتماعية للوطن, وأيضاً ظهر ذلك فى ثقافه ، وصناعه ، وإقتصاد ، وزراعه ، وعلوم ، هذه الحقبة من الزمن والتى نطلق عليها فى بعض الأحيان بأحداث "الزمن الجميل" ومظهر ذلك (فناً ، وأدباً ، وسلوكاً إجتماعياً) ، أما التاريخ فهو ما يجعلنا نتعرض فيه إلي ما كان يحدث في الشارع المصري والحاره المصرية أمام أزمات عامة تمر بها بلادنا ، أو أفراح يعيشها شعب مصر أثر ، نجاحنا في تحقيق أهداف سعينا إليها من خلال مشروعات سياسية تبناها قادة الثورة المصرية وعلي رأسهم الراحل " جمال عبد الناصر " مثل تحرير الوطن من الإستعمار ، أو مشروع الإصلاح الزراعي ، أو بنائنا لمشروع السد العالي ( مشروع القرن ) أو مجانية التعليم التي سمحت لعامة شعب "مصر" بإلحاق أبنائه بمراحل التعليم المتوسط والعالي ، والتي كانت من الصعوبة بمكان علي طبقات الشعب المحدودة الدخل تعليم أبنائها ، لصعوبة تدبير مصروفات الدراسة .

ولعل التاريخ أيضاً ، يذكرنا بأن أغلبية "شعب مصر" في هذه الحقبات من الزمن أواخر الأربعينيات و الخمسينيات ، كان ( الفقر والجهل والمرض ) هي السمات الثلاث التي قامت الثورة للقضاء عليهم ، فغالبية المصريون يسيرون ( حفاه ) في الشارع ، وكان أيضاً من المتسولون من يجمع ( سبارس ) أي (أعقاب السجائر) الملقاه في الشارع لكي يستخلصوا من تلك البقايا  "التباك - الدخان" لإعادة لفها وإعادة تدخينها ، هذه بعض الملامح للفقر الذي كان يعتري المجتمع ، وأيضاً في الجغرافيا ، الحنين إلي شوارع وحوارى القاهرة فكنت أحد سكان (منيل الروضة ) ، منذ عام 1948 ، حيث إنتقلت أسرتي من حي السيدة زينب ( حيث ولدتُ ) !!للإقامة في "شارع الغمراوي" ، وهو الشارع الشهير بالسوق المركزي لجزيرة "منيل الروضة" في هذا الوقت وربما حتي اليوم !!

وكانت جزيرة "منيل الروضه" تتميز بقلة سكانها ، حيث يقع مستشفي "القصر العيني" علي رأس الجزيرة " وقصر الأمير محمد علي " ، وكانت المنطقة المكدسه بالسكان والمعروفة "بالمنيل القديم" ، ثم محطة الهلباوي ، ومحطة الغمراوي ومحطة الباشا ، ويقسم الجزيرة شارع "منيل الروضة" ، وكان " بحي المنيل " أربعة دور سينما صيفي شهيرة ( سينما جرين )، و  ( سينما الروضة ) في شارع المنيل متواجهين ، يلجأ إليها الشباب والسكان وربما إشتهرت (سينما الروضة ) بحادثة شهيرة ، حينما أشيع عن أن المقدم " محمد أنور السادات " إصطحب زوجته السيده " جيهان السادات " (وهم من سكان الروضة إلي سينما الروضة ليلة قيام ثورة 23 يوليو ، وتشاَجَر مع أحد المشاهدين ، لكي يثبت وجوده في دار السينما ، حيث لو قدر الله وفشلت الحركة !! هكذا قيل أو أشيع عن الرجل !!يكون هو خارج المشهد !!

وإيضاً سينما " الجزيره " ، حيث تقع علي ضفاف نهر النيل في شارع " عبد العزيز أل سعود " ، أما السينما الأخيرة هي سينما "فونتانا" والمشهورة الأن بإسم " فاتن حمامه " ، وهي سينما مغطاه ، كانت هي ملجأ الشباب والأطفال وخاصة في الحفلات النهاريه ،للهاربين من حضور الدروس في مدارسهم أو من الجامعه ،

هذه المنطقة جغرافياً ، كانت تضم الطبقة الوسطي في مصر ، وإيضاً طبقات محدودة الدخل ،

حيث كان تنتشر فيها ( جزيرة منيل الروضة ) الأراضي الزراعية ، وترتبط بالجيزة ، بكوبري " عباس " الشهير بكوبري الجيزة والذي له تاريخ سياسي ، حيث فتحه القلم السياسي سنة 1936 ، في حكومة ( صدقي باشا) علي شباب جامعة القاهرة المتظاهر بالمطالب بعودة  " دستور 1923 "!!.

وهكذا الحنين إلي الماضي في بعض صوره أضعها أمامي وأمامكم لعل وعسي نتذكر شيئاً جميلاً في هذا الزمن... !!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز