عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
حادث الاعتداء .. والعلاقات المصرية الأردنية

حادث الاعتداء .. والعلاقات المصرية الأردنية

بقلم : محمد حطيني
لو لم يتم تصوير حادثة التعدي على المواطن المصري خالد السيد العامل في أحد مطاعم مدينة العقبة الأردنية من قبل مرافقين للنائب زيد الشوابكة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، لمرت مرور الكرام كغيرها من أحداث تحصل في عالمنا هذه الأيام دون أن يعلم بها أحد.  حسنا فعل من نشرها، فعلاقاتنا نحن بني العرب أصبحت تحتاج إلى إعادة توجيه، بعد أن أصبح كل يغني على ليلاه، وليس كما تعلمنا صغارا: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان، ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.
 
بداية لا بد لنا أن نهنئ مصر الشقيقة العربية الكبرى بانتصار أكتوبر الذي سطر فيه أبناء الكنانة والشام ملحمة كبيرة كسرت عنجهية الاحتلال الإسرائيلي البغيض للأرض الفلسطينية. وأقول إن حدثا كهذا يجب التوقف عنده كثيرا، إذ فيه إهانة كبرى للمواطن المعتدى عليه الذي ترك أهله ليبحث عن لقمة عيشه مثل كثير منا للسبب ذاته، وللشعب الذي ينتمي إليه والذي يجسد أمثولة تعزف لحن الكرامة على مر الزمان، على أنه ليس من شيم الأردنيين الاعتداء على من هم في حمايتهم ويعملون لديهم من الأغراب، فكيف بالعرب الأشقاء، سيما أولئك القادمين من أرض الكنانة، الذين وجدوا في الأردن مكانا لهم للعمل والسكن، والكثير منهم يعمل في مهن خدمية رئيسة ربما عزف عنها كثير من البشر، ومن الأسف القول، أن الإنسان لم يعد عموما يحترم لذاته، بل لأنه صاحب مال وجاه ونسب وغيره، خلاف ما جاء به ديننا الحنيف الذي أساسه مكارم الأخلاق. ولا ننسى هنا القول بالفم الواسع أن مصر هي معظم العرب، وبدونها نفقد الكثير، وهذا لا يعرفه إلى جهابذة السياسة الذي يقرأون التاريخ جيدا.
 
وهنا نقول أن من قاموا بضرب المواطن المصري يجب تقديمهم للعدالة كغيرهم، لا أن يعتبروا محصنين بالحصانة التي يمتلكها شقيقهم في البرلمان الأردني.  فقد اعتدنا أن يكون الأردن بلد نظام وقانون يطبق على الجميع دون تمييز بين مواطن ومقيم وزائر، ولمن لا يعرف الأردني، فهو صاحب نخوة وشهامة لا ينكرها إلا من لا يعرف الأردنيين على حقيقتهم.
 
أما العلاقات المصرية الأردنية، فنأمل أن لا يتم استغلال الحادثة من المرجفين والمتصيدين للوقيعة بين شعبين مسارهما واحد وتربطهما علاقات وثيقة على المستويين الرسمي والشعبي، وهذه علاقات ثابتة على مدى الدهر، ولن تشوبها شائبة بإذن الله، وأن تظل العلاقات بين الدولتين والشعبين راسخة رسوخ الجبال في الأرض، لا تتأثر بحادث عابر هنا أو هناك، وأن يظل المصريون كما الأردنيين موضع ترحيب كل في بلد الآخر، فنحن في النهاية أمة واحدة وشعب واحد ويربطنا دين عظيم أساسه التسامح والخلق الحسن، والدين المعاملة.
 
 
*كاتب أردني



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز