عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فضيحة سفراء النوايا الحسنة

فضيحة سفراء النوايا الحسنة

بقلم : عبدالجواد أبوكب
في فضيحة كاملة التفاصيل وبعد أن احتفل عشرات النجوم ورجال الأعمال والسياسيين العرب بإختيارهم من قبل الأمم المتحدة كسفراء للنوايا الحسنة في العمل الانساني، ضمن قائمة طويلة ضمت علي سبيل المثال لا الحصر ، محمود ياسين ومحمد صبحي ومحمد فؤاد وهاني شاكر وحسين الجسمي وراغب علامة ، ومن نجوم الأعمال الاماراتية مني المنصوري والسعودي أحمد الزبيدي والمصرية منال عليوة.
 
وفي لحظة فارقة فاجأ مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة الجميع وأكد أن مئات الرموز الذين فرحوا بإختيارهم سفراء للنوايا الحسنة ليسوا كذلك، وأن بعضهم دفع مبالغ مالية ليحصل علي اللقب وجاء في البيان الأممي ما نصه"تداولت العديد من وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة مؤخرا  أنباءا عن منظمة تدعي " نادي النوايا الحسنة الدولي" تزعم أنها "تابعة للمجلس الإقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة " وتقوم هذه المنظمة بجمع مبالغ طائلة من الناس أو تزعم منحهم مزايا عديدة منها لقب سفير للنوايا الحسنة وجوازات سفر ديبلوماسية، ويؤكد مركز الأمم المتحدة  إن المنظمة المدعوة "نادي النوايا الحسنة الدولى" لا تتمتع بالصفة الإستشارية لدى المجلس الإقتصادي و الإجتماعي للأمم المتحدة ولا تمت للأمم المتحدة بأي صلة على الإطلاق".
 
وأضاف المركز أنه قد اصدر بيانا سابقا حذر فيه من التعامل مع هذه المنظمة وطالبها بأن تتوقف حالا عن إستعمال إسم الأمم المتحدة، مؤكدا أن الهيئة الدولية قامت بأبلاغ الجهات المسئولة في مصر لإتخاذ كافة الإجراءات المناسبة تجاه هذه المنظمة.
 
وحتي أكون أكثر تدقيقا بحثت عن هذه المنظمة الوهمية فلم أجد لها سوي موقع فقير علي الانترنت يحمل إسمها مع رقم تليفون  تابع لشركة إتصالات في الامارات العربية الشقيقة، وكانت كل التفاصيل الأخري مبهمة وتؤكد أن غالبية الرموز المصريين والعرب تعرضوا لعملية نصب خطأهم الأكبر فيها أنهم لم يدققوا في الأمر وفرحوا ببريق المنصب الانساني وثقله علي المستوي الدولي.
 
والموقع الخاص بالمنظمة الوهمية لم يحمل أي تعريف عنها ولا يوجد أي معلومة عن شكلها القانوني أو مقرها، فقط عبارة تقول أنها منظمة غير حكومية تابعة للمجلس الاقتصادي للأمم المتحدة مع مجموعات كبيرة من ألبومات صور المشاهير في حفلات اختيارهم كسفراء وهميين للأمم المتحدة، ولاحظت أن القائمين علي عملية النصب كانوا حريصين في كل مرة علي أن يكون تنصيب السفراء في دولة مختلفة وأن يتم وضع أسماء لسفراء نوايا حسنة تم اختيارهم بشكل حقيقي من قبل الأمم المتحدة كعادل إمام وحسين فهمي، في القائمة خلطوا الحابل بالنابل ووضعوا من اختارتهم الأمم المتحدة بجوار من نصبوا عليهم.
  
ولأن الأمر يستحق ذهبت إلي موقع الأمم المتحدة علي الانترنت  فلم أجد معلومة واحدة تؤكد أن هذا النادي الوهمي تابع لها، والأهم أن معايير الاختيار لم تكن تنطبق علي كثير ممن نصبهم النادي الوهمي أو نصب عليهم، ويقول التعريف" تلجأ الأمم المتحدة إلى التعاون مع شخصيات عامة لها مكانة في منطقتها للقيام ببعض الأعمال الإنسانية، ويطلق على هذه الشخصية (سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة) وهو تكليف تشريفي لمشاهير العالم من قبل المنظمات المختلفة للأمم المتحدة، وهي ليست صفة سياسية دبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول المختلفة لدى الدول الأخرى. وأهداف هذا التكليف هو المساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأمم المتحدة سواء كانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو متعلقة بالصحة والغذاء. فالغرض من استخدام المشاهير أن شهرتهم تساهم في نشر الوعي والدعم تجاه هذه القضايا. ويمكن لهذا التكليف أن يكون على مستوى دولي أو إقليمي أو محلي في نطاق دولة الشخصية الشهيرة".
 
 
وهنا تبقي الكرة في ملعب الحكومة المصرية التي يجب أن تصدر بيان حقائق لنعرف من خلال تحريات الأجهزة الأمنية حقيقة الوضع وتفاصيله، وخاصة أن بيانا أمميا قال أنه تم إبلاغ السلطات بواقعة النصب واستخدام إسم الأمم المتحدة  بشكل سيء، فهل نتحرك لتدارك الفضيحة، وهل يسارع نجومنا المضحوك عليهم بتبرئة ذمتهم،  أم نصمت كالعادة؟



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز