عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روزاليوسف.. 90 سنة حرية

روزاليوسف.. 90 سنة حرية

بقلم : م/ عبد الصادق الشوربجي

يوم الخامس والعشرين من أكتوبر سنة 1925 يوم لا أحد ينساه على الإطلاق من أبناء أسرة مؤسسة «روزاليوسف» .. هذا يوم مهم فى حياة «روزاليوسف» ويوم نتذكره بكل الفخر والاعتزاز والحب والتقدير.




فى مثل هذه الايام من تسعين سنة بالضبط أصدرت السيدة العظيمة روزاليوسف مجلتها المحترمة التى ما زالت تصدر بانتظام حتى كتابة هذه السطور..  وما أكثر المعارك والحروب التى خاضتها روزاليوسف على مدار تاريخها.


فعندما صدرت فى البداية مجلة فنية وأدبية حاربت الإسفاف والتدنى الذى كان يسود مسرحيات تلك الأيام وطالبت باحترام عقل المشاهدين.


وعندما أصبحت مجلة سياسية خاضت معارك مجيدة ضد الاستبداد والدفاع عن الدستور والحرية والنور والفكر الحر ولم يرهبها اضطهاد الحكومات الرجعية والمستبدة لها .


لقد تنوعت أشكال حرب هذه الحكومات على المجلة، كما روت السيدة روزاليوسف فى ذكرياتها الرائعة.


حاولوا إسكات صوتها الصادق وفشلوا.. حاولوا شراءها وفشلوا.. أغلقوا لها روزاليوسف مرات فأصدرت بدلاً منها أكثر من مجلة لتلعب نفس دور روزاليوسف.. وبسبب ما كانت تنشره روزاليوسف من مقالات جريئة ومستنيرة تعرض كاتبها الأول « الأستاذ محمد التابعى» للسجن، بل هى أيضاً تعرضت للحبس، لكنها لم تغير رأيها أو موقفها ولم يسلم ابنها الكاتب الكبير أستاذنا «إحسان عبدالقدوس» من السجن بعد مهاجمته السفير البريطانى، وعقب خروجه من السجن قررت تعيينه رئيساً للتحرير .


ومن أهم المعارك التى خاضتها روزاليوسف تحت رئاسته معركة الأسلحة الفاسدة فى حرب فلسطين 1948، وغيرها من المعارك.


منذ البداية اختارت روزاليوسف أن تقف مع الناس وحقهم فى الحرية والعدالة والديمقراطية، سواء أيام الملكية وحتى بعد قيام ثورة يوليو سنة 1952، بل إن إحسان عبدالقدوس نفسه الذى كان محل ثقة ثوار الثورة وقادتها تعرض للسجن والحبس بسبب مقاله الشهير «الجمعية السرية التى تحكم مصر».


تاريخ طويل من الصفحات المشرفة سطرته روزاليوسف التى لم تتنازل عن مبادئها وعن أفكارها، وفتحت صفحاتها لكل الأفكار الوطنية ولم يكن يحكمها سوى المصلحة الوطنية، مصلحة مصر التى هى فوق الجميع.


تاريخ طويل وعريض وكبير لا يمكن تلخيصه فى كلمات وسطور قليلة، لكن هذه السطور بمثابة تحية تقدير واحترام لهذه السيدة العظيمة صاحبة ومؤسسة هذه المجلة، تحية لكل أبناء روزاليوسف على مر العصور من جيل إلى جيل ومن زمن إلى زمن.


إن قصة روزاليوسف وكفاحها فى عالم الصحافة هى صفحة مهمة فى تاريخ مصر الحديث، فقد واكبت الأحداث بالشرح والتحليل والتعليق بالخبر والمقال والكاريكاتير، فكانت بحق ذاكرة مصر القوية .


كل سنة وروزاليوسف حرة ومستنيرة فى خدمة الوطن والمواطن .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز