عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
البرامج الفضائية فى العيادة النفسية!

البرامج الفضائية فى العيادة النفسية!

بقلم : رشاد كامل

كيف تصف ما تراه وتسمعه فى برامج «التوك شو» على شاشة الفضائيات؟!



وهل سألت نفسك بعد ذلك: ماذا حدث للإعلاميين؟! سواء توصلت لإجابة على السؤال أو لم تعثر على هذه الإجابة، فقد وجدت الإجابة فى مقال مهم للغاية كتبه الدكتور «محمد المهدى» استشارى وأخصائى الطب النفسى الشهير ومؤلف أكثر من خمسة وعشرين كتابًا فى هذا المجال، كما أنه ضيف دائم على برامج الفضائيات، لعل أشهرها ظهوره المنتظم فى برنامج «بهدووء» للأستاذ «عماد الدين أديب» على شاشة «سى. بى. سى» وغيرها من المحطات!!

 مقال د. محمد المهدى عنوانه «ماذا حدث للإعلاميين؟!»

 قرأته فى الأهرام - وهو تحليل وتشريح نفسى دقيق لحالة الإعلاميين والإعلام فى مصر، والمهم فى مقاله أنه لم يكن كلامًا نظريًا ونفسيًا بل حديث شاهد وعرف واقترب من نجوم هذه البرامج ولفترات طويلة، شاهدهم فى الكواليس وقبل الظهور على الهواء. فى هذا المقال المهم رصد «د. محمد المهدى» سبعة نماذج يمكنك أن تراها هنا وهناك وسوف ينتابك العجب عندما تتعرف عليها!

 النموذج الأول: الذى لفت انتباهى كتب عنه «صرح أحد الإعلاميين بأن المصريين يكونون على حال معين بسبب الأحداث اليومية ثم يتغير حالهم مع بداية برنامج الإعلامى «فلان» فكأنهم قبل البرنامج شىء وبعده شىء آخر»!

 النموذج الثانى:  «يجلس النجم الإعلامى مزهوًا بتسريحة شعره وينظر باستعلاء شديد إلى ضيوفه وإلى مشاهديه عبر الكاميرا ولا تفارق وجهه تكشيرة كبر وغطرسة، وإذا لم يعجبه كلام محدثه يتخلى عن أدبه المصطنع ويتحول إلى وحش كاسر يغرس أنيابه فى لحم فريسته ونظرًا لما يجلبه للقناة من إعلانات فإن القناة تمنحه - أو يمنح هو نفسه - وقتًا مفتوحًا يستمر أحيانًا لقرب صلاة الفجر يتحدث فيما شاء وكيف شاء!

ولا يستطيع أحد - حتى مالك القناة - أن يعترض عليه فى شىء أو أن يزحزحه من مكانه فقد أصبح أكبر من القناة ومن صاحبها ومن المشاهدين (كما يظن هو) ويعرف أنه مسنود وهو لا ينكر تحيزه بل يعلنه ويفخر به دائمًا!

النموذج الثالث:  «يظهر نجم إعلامى آخر أمام الكاميرا وقد انتفخ وجهه واختفت رقبته وانتفخ جسده حتى تكور ويظل أمام الكاميرا ساعات يبث رسالة أحادية بلا ضيوف وبلا اتصالات ويتقمص صورة «الخوجة» القديم أو ناظر المدرسة الممسك بالعصا وهو يتحدث إلى التلاميذ الجهلاء ويعلمهم وينورهم ليتحولوا بفضله إلى «بنى آدمين» وهو يعتقد أنه يوجه الرأى العام ويصنع الوجدان الشعبى، ويشكل العقل الجمعى للمصريين، وهو لا يدرى أنه يتحدث إلى نفسه أو إلى مالك القناة أو إلى السلطة، والآن تحول إلى مؤيد مهزوز أو ناقد مرتبك وبعد أن كان بطلاً شعبيًا أصبح لا يستطيع أن يسير فى الشارع وحده أو يظهر فى محفل عام».

 أما النموذج الرابع: «إعلامى يدخل فى معارك مع زملائه ومنافسيه فيستخدم الكاميرا والميكروفون فى التشهير بهم وإهانتهم وسبهم وقذفهم بألفاظ تضعه تحت طائلة القانون كل يوم». والنموذج الخامس: الذى يرصده «د. المهدى» هو: «إعلامى يتابعه الناس كمادة فكاهية ليس إلا على الرغم إنه يقدم برنامجًا سياسيًا، إذ يتحول حديثه الريفى (الساذج والماكر فى آن) وسخريته من الجميع وإحساسه المبالغ فيه بذاته إلى حالة كوميدية خاصة يتلهى بها الناس عن بعض معاناتهم اليومية، بينما هو يعتقد أنه محرك الشعب ومفجر الثورات، ويطالب القوى العظمى والصغرى فى العالم أن تستفيد من خبرته وحكمته وحنكته ومكره الفلاحى. والنموذج السادس: هو «إعلامية تفيض رقة وحنانًا وعذوبة وأنوثة حين تتحدث عن شخص ما أو تيار ما أو سلطة ما بينما تتحول إلى أمنا الغولة وإلى «عضاضة» حين تتحدث عن تيار آخر، فبوصلة الرضا الشخصى لديها توجه تعبيرات الوجه ونبرات الصوت وحركات اليدين».

 أما النموذج السابع والأخير: فهو «إعلامى أشبه بقارئ الودع أبو العريف يستطلع الغيب ويقرأ المستقبل وغالبية توقعاته لا تتحقق ومع ذلك يواصل تحليلاته وتوقعاته وقراءاته المستفيضة». وللكلام بقية فى العيادة النفسية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز