عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ثرثرة فوق المُفاعل

ثرثرة فوق المُفاعل

بقلم : د. محمد فاروق

الفيلم الجديد للسينارست العبقري بلال فضل " ثرثرة فوق المُفاعل " بجميع دور العرض المصرية ، الفيلم يحكي قصة الحاقدين المُستشرفين للمستقبل بعيون يملؤها " الغيظ والحقد " والإنكار قبل وأثناء وبعد كل خطوة جديرة بالاحترام لمجرد أنهم لم يحكموا مصر بإرادتهم وشخوصهم ، عانينا من فريق كان يقول " يا نحكمكم يا نقتلكم " ونعاني من فريق آخر يقول " يا نحكمكم يا نسوِّد عيشتكم ".



بدايةً مقالات الأستاذ بلال فضل منذ فتره بعيده لا تحتاج للتعليق ، وربما نقرأها فقط لاستعادة صورة جميلة لسينارست وكاتب " كان له قلماً " يُنبئ بميلاد روائي جديد قد يكون له أثر في السينما أو الصحافه المصريه ، ولكن ذهبت آمالنا أدراج الرياح وتبين لنا أن الأخ / بلال – يبحث عن عُملة ورقية " قد تكون حِفنة من الدولاارات أو الريالات " ضاعت منه في شارع مُظلم فذهب يبحث عنها في شارع آخر مُضئ ، ربما لأن الخيال الواسع للسينارست الفذّ أقنَعهُ أنها طارت من هنا لهناك بفعل عوامل " التعّريه ".

وبعد أن كتب هذا المحترم تحت عنوان " مضاجعة الوطن " في فبراير 2014 ، والذي كان يصف فيه السيسي " بمضاجعة مصر " وهي اللغه السائدة التي أطلّت علينا في وصف الكارهين ليونيو بدايةً من أحاديث بحر العلوم الإخوانيه " محمد الجوادي " عندما قال أن السيسي ضاجع والدته في المسجد الحرام نهاراً في رمضان وهي حائض ! تماماً كما قال الأخ / جمال عيد – عن أمهاتنا وأخواتنا المؤيدات للدوله وخارطة طريقها ودستورها بأنهن يرقُصن في الشوارع و " يتحررن شوقاً لكشوف العُذريه "!!

ثم عاد " بلال " في أكتوبر الماضي بقلم يملؤه الحقد ليكتُب سطوراً مُزوّره وعارية من الإستقامة وصحيح المبدأ وحب الوطن تحت عنوان " حروب الجيص الرابع " ساخراً فيها من كل مَن يتحدث عن حروب " الجيل " الرابع !


وفضلاً عن تكذيب "بلال " للواقع بكل ما فيه من آلام وشجون وجراح وخراب وتدمير تمر به المنطقة العربية على إثر هذا النوع من الحروب التي لا يستطيع إنكارها أو السخرية منها وتسطيح آثارها إلا غير العاقل ، أو المُشارك بخيانته ، فإن عنوان المقال لم يخطر على عقلي أن أراه يوماً ما ، في صحيفةِِ ما ، لكاتبِِ ما !
عنوان فضلاً عن انتهاكه لكافة أدوات الأدب فهو استمرار لسلسلة التسطيح والسخرية والتقليل من مرارة المشهد العربي الذي زاره الربيع العربي " جملةً واحدة في عدة بلدان عربية خلال أربعة أشهر متتالية " أدى إلى ضياعها وهلاك الحرث والنسل فيها ،
 

في هذا المقال كتب بلال فضل متهماً السيسي وواصفاً إياه بـ " هتلر و موسوليني " الذَيِّن ظَهَرا في شخصية السيسي منذ أن طلب تفويض الشعب لمكافحة الإرهاب وصولاً إلى حالة الاعتقالات التي تتسم بها شهور حكم السيسي ، بالإضافة ‘لى التضييق وتحيِّد الأقلام الثائرة والمعارضة ووئد الحريات " بحد زعمه " ويبدو أن الأخ بلال لم يخطر في باله أن أوروبا كلها ستنتفض ضد الإرهاب ، وستفرض حالات الطوارئ على طول وعرض القارة ، وستقصف أقلام الصحافة وشاشات الفضائيات حفاظاً على أمن وسلامة الشعب ! هذا ما حدث في فرنسا ، وبلجيكا ، وغيرهما ، ما هو السبب لتلك القرارات الأوروبية الاستثنائية العنيفة ؟! .. مجرد حادثة واحد إرهابية كبيرة وخطيرة ومؤسفة " لكنها حالة واحدة " أثارت الرعب في ربوع أوروبا ، أما مصر التي تستضيف التصفيات النهائية للبطولة العالمية للإرهاب على أرض سيناء " فلم تُغلق الحدود ، ولم تُعلن حالة الطوارئ في ربوع الجمهورية – اللهم إلا في سيناء فقط ، ولم تُعلق الأنشطة الرياضية ، ولم تُغلق خدمات مترو الأنفاق – اللهم إلا محطة السادات التي أصبحت " نُكتة على ألسنتهم وقتما تم إغلاقها " ولو تركناها مفتوحة وحدثت كارثة وراح ضحيتها بعض أفراد هذا الشعب المسكين " سيقولون إهمال وتفريط في الأرواح " !

ثم بالأمس كتب " بلال " عن المفاعل النووي المصري الروسي " سيناريو من وحي خيال السينارست الفذّ " قال فيه :

" بسم الله الرحمن الرحيم . إنه في تمام التاسعة من صباح يوم السبت الموافق 26 من شهر أبريل 2024 ميلادية ، إنتقلنا  نحن المستشار شامخ نزيه الزند رئيس نيابات مرسى مطروح إلى مقر النيابة المؤقت الكائن بمجمع محاكم بني سويف  بسبب ظروف انتشار الإشعاعات النووية الخطيرة في المنطقة المحيطة بمقر النيابة ، وقد استأنفنا سير التحقيقات في قضية رقم  1119 لسنة 2024 التي تحمل عنوان " قضية تسريب مفاعل بوتينسيسي النووي الكائن في منطقة الضبعة " !

واستمر الأخ " بلال " في سرد سيناريو التحقيق الذي يتناول رئيس الجمهورية ولواءات الجيش بأبشع الصفات المباشرة والغير مباشرة  ثم تنتهي المقالة بالجملة " و أُغلِق المُفاعل في ساعته وتاريخه " !!

صاحب مقال حروب " الجيص الرابع " رأى في المنام أن المفاعل النووي أحدث تسريباً إشعاعياً في العام 2024م ، مما أدى بالضرورة إلى إغلاقه مع إثبات فشل رئيس الجمهورية والقائمين على هذا العمل آنذاك ! .. تماماً كما هو الحال بحسب آرائهم في مشروع قناة السويس الجديدة منذ أن تم الإعلان عن الحفر ، هذا المشروع الذي تحدثت عنه الدنيا بما فيها ومَن فيها عن الإنجاز والإعجاز الذي تم ، ثم عن توقعات الطفرة الاقتصادية في مشاركة هذا المشروع بشتى نواحيه اللوجستية في زيادة موارد الدولة !

المفاعلات النووية تُعتبر أحد أهم محاور وركائز النهوض للدولة التي تسعى للخروج من مصاف الدول النامية ، المفاعلات النووية هي النواة الجذرية والقاطعة لإحداث طفرة في الطاقة تؤهل الدولة إلى التنافسية العالمية في مجالات متعددة ، فرنسا تعتمد على مفاعلاتها النووية بنسبة 77% من إجمالي احتياجها للطاقة ، دول الاتحاد الأوروبي تعتمد على 33% من مفاعلاتها لإنتاج الطاقة ، فهل من المحرمات أن تنهض مصر ؟ الخوف من المفاعلات النووية وبخاصة الجيل الثالث " الآمِن " أصبح كالخوف قديماً من جراحات الغُضروف التي كانت تؤدي أخطائها الكثيرة والجسيمة إلى إحداث شلل نصفي أو رباعي أو ما شابه ذلك ، والآن باتت تُشبه جراحات اليوم الواحد في عصرنا هذا .

الشاهد في المسألة أن هذه الشخصيات فشلت فشلاً ذريعاً في إثبات صحة وجهة نظرهم أو بَث سمومهم و روح التشاؤم فيما يحدث حالياً وحاضراً ، فأصبحوا يتخيلون ويحاولون إثبات ذلك عبر وجهة نظرهم في مشاريع المستقبل التي لم تبدأ بعد ، والأستاذ بلال فضل صاحب مقال حروب " الجيص " الرابع - يُقدم لنا سيناريو للفيلم الجديد " ثرثرة فوق المفاعل " ليُثبت لنا أن هذه الشخصيات التي أطلت علينا لا يمكن أن يكونوا مصريين فضلاً عن كونهم وطنيين ، بكل استحالة لا يمكن أن تحتفظ هذه القلوب المريضة بشئِِ من الحب لهذا البلد !

لم يتناول أحدهم الفارق العظيم في التكلفة بين الاعتماد على الطاقة الشمسية والنووية ! لم يتناول أحدهم الاتفاق المالي الرائع في تسديد قرض بناء الأربعة مفاعلات بنظام الـ 35 عاماً ، ومن خارج الميزانية ، ومن أرباح تلك المفاعلات بعد التشغيل ! لم يتناول صاحب مقال " الجيص " الرابع أن هذا النظام الحالي بهذا الاتفاق وهذه الطفرة المتوقعة بمشيئة الله يعمل لبناء مصر القادمة التي ربما لا يعود أثره في فترة حُكمه ، نظام لا يبحث عن " الأنا " ولا يُعير اهتماماً لها بقدر ما يبحث عن تعويض هذا الشعب وهذه الدولة " مرارة الثُبات العميق الذي ظلت فيه لعقود "  .

و على غرار " طير انت " .. ياصاحب مقال " الجيص الرابع " .. " جيص انت "

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز