عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ماجستير في «داعش»!!

ماجستير في «داعش»!!

بقلم : جورج أنسي

لاشك أن تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق  والشام والمعروف اختصاراً باسم (داعش) ظاهرة (متفردة)  فى عالم التنظيمات الإرهابية التى تستخدم السلاح والعنف بصورة مفزعة -خاصة فى السنوات الاخيرة-  فى أعقاب انطلاق الاحتجاجات الشعبية فى العالم العربى والتى عرفت باسم ثورات (الربيع العربى).



ولعل عدم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد فى سورية ، بعد اندلاع احتجاجات واسعة فى أماكن مختلفة من البلاد،  ودخول قوى إقليمية فى هذا الصراع و(اجتهاد) أجهزة استخبارات دولية فى هذة المنطقة، كان دافعاً لانطلاق هذا التنظيم والإعلان عن نفسه بقوة، ربما بصورة فاقت قرينه المعروف بجبهة النصرة، وبطبيعة الحال تخطى بمراحل  المعارضة السورية والتى مثلها على الارض (الجيش السورى الحر)!

ومن هنا فرضت التصرفات الدموية لهذا التنظيم ضد أقليات عدة، والعمليات التفجيرية ضد تراث الانسانية فى كل من العراق وسورية، نفسها على الساحة لتحتل مساحات شاسعة فى جميع وسائل الاعلام العالمية حتى كان الانفجار الضخم فى أنحاء عدة من مدينة النور - باريس- مخلفة أكثر من مائة فرد والعديد من المصابين بإصابات خطرة، ليعيد بعض من العالم المتقدم نظرته لهذا الكيان الذى يحاول أن يؤسس لنفسه دولة بمعايير عصور خلت وافكار تخطتها الانسانية!

كل ذلك جعل الصديقة الصحفية اللامعة عبير سعدى تقدم على خطوة - ربما مخالفة تماماً لمشوارها المهنى والنقابى - بالتحول نحو البحث الأكاديمي والعلمى فى هذه الظاهرة المزعجة لتحصل - كعادتها دائماً - على درجة الماجستير في الإعلام بإمتياز، لتكون الأولي علي دفعتها بجامعة وستمنستر البريطانية برسالة حول تنظيم الدولة الأسلامية واستراتيجيته الأعلامية.. وهى دراسة اعتمدت سعدى فى كثير من فصولها على دراسة ميدانية استقتها من واقع عملها لفترة طويلة فى تدريب صحفيى العراق وسوريا على السلامة المهنية فى مناطق الصراع، اضافة الى تحليل استخدام التنظيم للإعلام الالكترونى - تحديداً - فى بث رسائله الترهيبية والترويج لقوته الجبارة من خلال الاستفادة من المؤثرات التكنولوجية فى تقديم أعمال (هوليوودية) تؤثر فى نفوس جمهور المتابعين!

أياً كانت صناعة هذا التنظيم والقوى التى أخرجته لسطح عالمنا العربى، فإن هذا الـ(داعش) فرض نفسه على المنطقة، وبات تنظيماً يخضع لمقاييس البحث والعلم، على الرغم من انه -على مدار العقود الخمسة الاخيرة-  خرجت علينا تنظيمات ارهابية فى بقاع مختلفة من العالم -مع فارق التقدم فى وسائل الاعلام وتنوعها وسرعة ادائها- لكن  (داعش) تميز بقدرات مختلفة فى اتباع استراتيجية إعلامية حققت له نوعاً من التواجد و(الشهرة) حتى إشعار آخر!

عبير سعدى.. قدمت الكثير والكثير للعمل الصحفى فى مصر كمحررة شئون خارجية باخبار اليوم وكمدربة محترفة فى مجال السلامة المهنية للصحفيين وأيضا كعضو مجلس نقابة الصحفيين فى دورتين متتاليتين قدمت من خلالها الكثير من الدورات المتخصصة لاعضاء الجمعية العمومية فى الاعلام الجديد.. نموذج للإنسان الدءوب المتجدد الذى لاتهزمه الظروف ولا يستسلم لواقع يقف ضده فى بعض الأحيان، وهى ماضية فى الإطار الذى حددته لنفسها فى المرحلة المقبلة، وبإذن الله سوف تستكمل الدكتوراة حول نفس الموضوع بالتطبيق علي سياسات التنظيم في تجنيد أعضاءه في أوروبا والشرق الأوسط.. فالموضوع يستحق فعلاً الدراسة والبحث والاهتمام الأكاديمى.. لعلنا نستفيد جميعاً.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز