عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
ربما
بقلم
وائل نيل

ربما

بقلم : وائل نيل

في تجاربنا تتقلب الأيام وتتبدل، يوماً نحب الحياة ويوماً نبغضها، نتقلب فوق آلامها وجعاً، وبأدق التفاصيل نحتضنها عشقاً، ولأننا محملون بالحنين والضعف، ولأننا محملون بالحب والكبرياء، ولأننا بنا جميعاً قدر من الحماقة والسذاجة، لذا فنحن دائماً مُنهكين بفعل الغباء.




في مسيرة العمر نتدرب تلقائياً على التخلي عن أشياء كانت جزءاً منا، ونتمسك بأشياء أخرى لم تكن يوماً لنا، وفينا من يفعل ذلك مطمئناً وفينا من تفعل به الحياة عندها كل ما تريد، يدفعنا الزمن إلى خطوات وخطوات لا نعلمها ثم يفاجئنا بأن كل محركاته تعطلت عند لحظة ما، عندها نقاوم ونزيد في مقاومتنا نحاول ونكرر أن نمضي نحاول ونأبى الاستسلام بكل ما أوتينا ولو حتى بذرة أمل واحدة، بينما تأبى الحياة أن تمنحنا تلك الذرة، فنفارق الأمل قبل أن نُفارق الحياة التي فارقتنا.


على تلك الأرض آلاف الأجساد التي فارقت أرواحهم الحياة وتخلت هي عنهم، على تلك الأرض آلاف الأرواح التي تنبض ألماً وتُسمع غيرها أملاً، حيرة لا تستدعي الدهشة ولا السخرية ولكن هي طبيعة حتمية لنُبقي حياتنا حتى ممكنة التحمل.


في تلك الحياة وفينا ما لا يمكننا تحليله، فيها ما نقف به مكممين الأفواه مغلقين القلوب فاتحين منافذ الحيرة والأحزان، وتكويننا البشري بطبيعة الحال يكمن في مجموعة مشاعر تتقلب نتيجة لموقف ما ثم تستمر في العطاء بما أفرزته حزناً أو سعادة حتى نقرر لها غير ذلك، الحزن والسعادة نفسهم هم حالة استثنائية للحالة التي تتوسطهم ونكون فيها بشكل طبيعي، لذا فكل ما سنراه مُدهشاً.. محيراً.. مزعجاً.. مؤلماً.. أو حتى ساراً.. ربما سيمر في عُجالة. ربما في عجالة سيمر، ومؤكد أنه يوماً سيتبدل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز