عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قميص ذكي لكل مواطن

قميص ذكي لكل مواطن

بقلم : غادة نوارة

بعيداً عن الانتخابات ومشاجرات المرشحين وتبادل الاتهامات فيما بينهم وجو كي جي 2، بعيداً عن الأحزاب التي تثبت كل يوم أنها أحزاب ورقية وأنها في وادي والمجتمع في وادي آخر، بعيداً عن المهاترات السياسية التي أصابت العدو والحبيب...... وبعيداً عن الحرب العالمية الثالثة التي تُخيم بظلالها على العالم وخاصة منطقتنا العربية.




نتحدث عن التكنولوجيا التي أصبحت كالماء والهواء، شئنا أم أبينا،فقد اقتحمت حياتنا وباتت تتحكم في كل شئ، وأصبح العالم قرية صغيرة نتحكم فيهباللمسات والأرقام، وتم تسخير التكنولوجيا المتقدمة لخدمة كل الأغراض في كل المجالات لتلبية احتياجات الإنسان..... وإن كان أجدادنا عاشوا هذا الزمان ورأوا السيارة التي تسير بدون سائق والطائرة التي تطير بدون طيار والتلفاز الذي يشعر بصاحبه إن نام فيغلق الجهاز،لقالوا أن هذا شغل جن وعفاريت، فلن يصدقوا هذا التقدم الذي نعيشه وهذه التكنولوجيا التي باتت تتحكم فينا ..... فسوف يصابوا باندهاشة دماغية.


إبتكر العلماء قميصاً ذكياً يمكنه مراقبة الأنشطة الحيوية في الجسم وإرسال المعلومات الحرجة والطارئة إلى الطبيب وتحديد الشخص المصاب ومدى إصابته،كما أن هذا القميص يقيس معدل ضربات القلب وكفاءة الجهاز التنفسي ودرجة حرارة الجسم ومعدل الطاقة التي يخرجها، وقادر على المساعدة في إنقاذ الغرقى والجرحى بواسطة جهاز استشعار ضوئي وإرسال المعلومات إلى الجهات المسئولة عن طريق البريد الإلكتروني حتى يتمكن الطبيب من متابعة الحالة الصحية لمرضاه عن بعد، يُنتظر استخدام هذا القميص على نطاق واسع لمتابعة المرضى والرياضيين في السباقات ورواد الفضاء فضلاً عن مراعاة الأطفال المعرضين للموت السريري المفاجئ، وأمكن اختراع بيجامة إلكترونية بها خمسة مستشعرات تراقب الطفل ومتابعته صحياً وعند حدوث أي مشاكل تعطي إنذاراً للمسئولين .... ومن الطريف أن هذا القميص قابل للغسل وقد يكون هذا القميص يوماً ما متاحاً لكل إنسان على كوكب الأرض.


وتم تسخير التكنولوجيا المتقدمة في الجراحة فعن طريق فتحة صغيرة طولها بضعة سنتيمتراتيستطيع الجراح باستخدام روبوت بالغ الصغر من التجول في أحشاء المريض لاستئصال ورم في الجسم ..... وقد تمكن جراحو القلب في لندن من إجراء جراحة في قلب مريض يبعد مئات الأميال باستخدام الحاسب الآلي والروبوت واستطاع طبيب في نيويورك إزالة مرارة سيدة عمرها 68 سنة وهي في ستراسبورج في فرنسا مستخدماً نظاماً من الروبوت والحاسب الآلي وعلى مسافة سبعة آلاف كيلومتر وبذلك تم حل مشاكل نقل المريض .... وقد فاق نجاح هذه العمليات نجاح الجراحة المباشرة.


ويعمل العلماء على إنتاج شريحة ذكية متناهية الصغر ومزودة بمستشعرات خاصة يمكن زرعها في جسم مريض السكري حيث تراقب كمية السكر في الدم وتقوم بحقن المريض بكمية من الأنسولين الملائم، ويحاول العلماء إنتاج شريحة أكثر ذكاء تُزرع في جسم الإنسان أو تُبتلع فتعطي له جرعة المضاد الحيوي حسب حاجة المريض أو تخفيف الآلام المفرطة.


توصل العلماء إلى مساعدة المقعدين على الوقوف عن طريق شريحة كهربائية تُزرع في داخل جسم الإنسان وباستخدام القوة الكهربائية المناسبة يتمكن من الوقوف وفي المستقبل قد يستطيع هؤلاء المقعدون من المشي ... وقد يتسنى للعلماء نقل المخ كاملاً كما تُنقل الآن الكلى ويُحفظ في بنوك شبيهة ببنوك الدم، ويجتهد العلماء لاختراع أجهزة صغيرة أو بطاريات تُوضع حول الرأس على مدى 24 ساعة من الليل أو النهار تعمل على تقوية مراكز المخ.


أما كوكب اليابان الشقيق فقد ابتكر نظارة تقوم بدور المترجم عن طريق تثبيت كمبيوتر شخصي بالغ الدقة في إطار النظارة وقد يتمكن الكثيرون من شراء هذه النظارة لقلة تكلفتها فلا تتجاوز 83 ألف دولار، وقد تمكنت شركة نوكيا من اختراع قلم يسجل ما تمت كتابته عن طريق ربطه بواسطة تقنية الاتصال بالبلوتوث ..... ونتمنى أن نساهم يوماً في هذه الاختراعات المفيدة للبشرية ونتحول من مجرد مستهلكين للتكنولوجيا لمنتجين لها؛ وخاصة أننا أصحاب أول حضارة عرفها العالم.


وإذا كان العلماء يُجندون أنفسهم ويُسخرون وقتهم وجهدهم للتوصل لاختراعات جديدة من شأنها تسهيل حياتنا وجعلها أكثر مرونة وسرعة فقد تعود يوماً المرأة من عملها فتجد أجهزتها الذكية وقد انتهت من كل المهام المنزلية كطهي الطعام وتنظيف المنزل وغسل الملابس وتجفيفها وكيها والقيام بالمشتروات الخارجية، وقد تفاجئها هذه الأجهزة بباقة من الورود وبعض الهدايا ...... إلا أن تلك المخترعات وهذه التكنولوجيا الدقيقة قد تحمل في طياتها مخاطر كامنة على الإنسان وأضرار وتأثيرات سلبية على البيئة ..... وقد يتجاوز مستوى الذكاء الاصطناعي لمرحلة متقدمة تفوق ما يدركه ذكاء البشر عندها قد نفقد القدرة على السيطرة على كوكبنا المُبجل.


وقد يغزو العلماء الكواكب الأخرى ليكتشفوا لنا كوكباً جديداً نستطيع الحياة عليه بدون صراعات وحروب، فبقدر ما نجح العلماء في صناعة الآلات والتعامل معها وتطويرها وتطويع وتطوير التكنولوجيا لخدمة وتسهيل حياة الإنسان .....لم ينجح العلماء أو السياسيون أو المفكرون في التوصل لاستراتيجيات أو أنظمة أو أفكار أو أجهزة ذكية تُمكن البشر من التعامل مع بعضهم البعض والتعايش في سلام ومحبة بدون قتل ودمار.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز