عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الرزق والأجر على الله

الرزق والأجر على الله

بقلم : د. محمد فاروق

ما الذي يدفعنا دفعاً إلى التنازل عن إنسانيتنا ؟! مَن هذا الذي يحاول باستماتة أن يُذهب عقولنا ويخلق منا أنعاماً تمشي على أربع ؟!



التضليل المستمر " من هنا ، وهناك " يخلق إنساناً مُشوهاً يركَن إلى المنطقة الآمنة دونما تفكير ، يختار بمحض إرادته أن يسكت عن الظلم والفساد مقابل بقاء المؤسسة الأمنية حيةُُ تُرزق !

المُغالاة في تصوير الفساد والانتهاكات داخل وزارة الداخلية كانت صنيعة إعلام بعينه ، وأشخاص تبحث عن تحييد المؤسسات الأمنية وكسر شوكتها ، رموز أرادت أن تستغل الحالة الثورية لإشعال نار الفوضى ، لا للبحث عن حقوق المواطن أو طلباً في معاملته معاملةً كريمة !

لن تجد من هؤلاء على طول وعرض الأربعة أعوام الماضية مشاركةً في نعيّ رجل من شهداء هذه المؤسسة المخلصين ، أو تعظيم من شأن مجهودات البواسل من اللواءات أو الظباط الذين فقدوا ربما أطرافهم في محاولات لتفكيك عبوات ناسفة في شوارع مصر ، لن تجد منهم شفقةً أو رثاءاً لأي مجموعة تم استهدافها على الحدود بالعشرات جرّاء مشاركتهم في حفظ الأمن جنباً إلى جنب مع الوحدات العسكرية ! كلمة حق لم يقولوها ولم تنطق بها ألسنتهم أو أقلامهم أو لوحات المفاتيح على أجهزة حاسباتهم ! منتهى العمى عن الحق " عمداً مع سبق الإصرار والترصد "

إنكار الواقع وإخفاء الحقيقة أمر لا يستمر كثيراً ، فالشعب استفاق ، وأصبح يُقارن مابين شكواه الفعلية من هذه المؤسسة وبين الأكاذيب التي يتم ترويجها لتشويه كامل هذه المؤسسة ، أصبح بالفطرة ينظر ويُدقق ليرى بعينه تضحيات عظيمة وهموم ومسئوليات جسيمة تجعله يغفر لهذه المؤسسة ما قد مضى .

على الجانب الآخر هناك أيضاً مُغالاة في إنكار الفساد والانتهاكات التي تحدث داخل وزارة الداخلية ، حالة من الإنكار التي تسحق الإنسانية وتتحدى نواميس الكون ، منتهى التضليل والاستخفاف بالعقول ، حالة أخرى مُغايرة كانت صنيعة إعلام بعينه ، وأشخاص تبحث عن تمجيد الفساد ، والدفاع عن المجرمين ولو على حساب أصحاب النزاهة والشرف والضمير والتضحيات من هذه المؤسسة ، شيك مسحوب من حساب الشرفاء في شكل مباركة وهدية للقاتل أو المُنتهك والمتعدي على القانون الوضعي والسماوي ! أحد هؤلاء الإعلامين قال بالحرف والنص " أقسام الشرطة مُخترقة من جماعة الإخوان ، شخصيات إخوانية مستعارة لظباط الشرطة تهدف لقتل المحبوسين أو تعذيبهم داخل الأقسام لإشاعة الفوضى وإثارة الشعب لتفجير ثورة جديدة في يناير القادم !

هذا النوع الآخر أتاح الفرصة لشرذمة مجرمة داخل هذه المؤسسة " إستغلت " تضحيات النُبلاء والشرفاء واستخدمت هذه البطولات لتضعها على صدورها كالنياشين ، واعتمدوا على ترويج الآلة الإعلامية الكاذبة والمخالفة للحق ، لتنتشر بعد ذلك في الأرض وتنشر الظلم والفساد تحت ستار تضحيات الآخرين ، وكأنهم من أصحاب غزوة بدر الذين قال فيهم المصطفى " لعل الله اطّلعَ على أهل بدر وقال اعملوا ما شئتم إني قد غفرت لكم " ! وعلى هذا رأيناهم يتقاضون الرشوة في الطرقات من بلطجية العصر وتاجري المخدرات ! رأيناهم يتهجمون على المحال التجارية دونما إذن من النيابة بالتفتيش ، رأيناهم مؤخراً يقتلون طبيباً في صيدليته ! وكأنهم من أهل بدر !! ثم يخرج أحد الإعلاميين ليطمس الحقائق ويزرع الأكاذيب في عقول المصريين بدعوى أنهم " شخصيات مُزورة إخوانية داخل أقسام الشرطة " ؟!! أي عار تجلبه على هذه المؤسسة بهذا التصريح أيها الأعمى ؟! فإنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوبُ التي في الصدور !

ومن هذا الجانب وتلك ، ضاعت بوصلة الشعب ، ولم يرى من جُل هذه المخاوف إلا الانتصار لهذه المؤسسة ولو على حساب الأبرياء والمظلومين وحُرمات البشر ! غاب عنه عظيم الألم الذي يعتصر بيوت المظلومين جراء فقدانهم لعزيز لم يرتكب جُرماً واحداً ، كل العُذر لهذا الشعب المغدور بعقله و وعيِّه من هذين الصنفين !

غاب عن هذا الشعب أن باستطاعته الحفاظ والدفاع عن هذه المؤسسة درعاً واقياً بإعلاء تضحياتها وذِكر مناقبها والعمل على تطهيرها من العناصر الفاسدة بها بالكلمة الحق ، هكذا تعيش وتبقى ، هكذا ينتهي الجدل ونقطع دابر الكاذبين والمؤججين لنار الفتنة ، هكذا ننتصر للمظلوم ونُقوِّم اعوجاج الفاسد ونُحاسب المُعتدي ، هكذا ننجو من وصفنا " دراويش النظام أو المطبلاتية "

الرئيس المصري خرج بقرار شديد اللهجة  لوزير الداخلية ، يأمره فيه بالتحقيق في حوادث الانتهاكات والاعتداءات ، ثم موافاته بنتائج التحقيق أولاً بأول ، ذلك لأنه رجل يخشى الله ، ولا يقبل ولا يُطيق المظلمة " هذا ظني به " .. تماماً كما قال بلسانه أمس " نعم .. نعلم أن هناك فساد ، ونحن نحاربه وسنحاربه "

هكذا تُطفئ نار الفوضى ، هكذا تقضي على حالة الاحتقان أو تضارب الأفكار أو الشك في إرادة النظام ، هكذا تقتص للمظلوم من الظالم ، لا لتشويه هذه المؤسسة ، ولا للسكوت عن المخالفات التي تصل إلى حد الأرواح ! لا للفساد في كل مؤسسات الدولة ، ولا للفوضى واستغلال ذلك لإسقاط الدولة ! لن نسكت على باطل " وهذا هو نهج رئيس الدولة " .. ولن نسمح لأحد أن يستغل الأحداث ليؤجج ناراً لا طائل منها إلا هلاك الحرث والنسل .

لا توجد حُجة أو قناعة إنسانية ضمن مفردات ناموس الكون تُقر أو تدعو للسكوت عن الباطل بحجة أن هناك من يبحث عن استغلال الموقف ، ولا توجد حُجة أو قناعة إنسانية ضمن مفردات الوطنية تدعو لإسقاط المؤسسات بدعوى أن بها فساد ، الأفراد يُحاسبون ، والمؤسسة تبقى ليستمر عطاؤها في خدمة هذا الشعب وهذه البلد .

إلى شهداء الواجب من هذه المؤسسة ، وإلى أصحاب التضحيات المُستمرين بعطائهم في حفظ أمننا واستقرار الشارع المصري طيلة أربعة أعوام ، إلى كل فرد حُر وشريف أفاض علينا من تضحياته ومن جهده ووقته " تعظيم سلام "

إلى الذين يُنكرون على هذه المؤسسة دورها وتضحياتها ، وإلى الذين يدافعون عن الفساد داخل ذات المؤسسة ، إتقوا الله في تشكيل الوعي المصري ، إتقوا الله فينا و في أولادكم .

" وليخشَ الذينَ لو تركوا من خلفهِم ذُريةً ضِعافاً خافوا عليهم ، فليتقوا الله ، وليقولوا قولاً سديدا "

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز