عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مؤامرات إبليس (17) .. الحرب العالمية الثالثة

مؤامرات إبليس (17) .. الحرب العالمية الثالثة

بقلم : لواء أركان حرب/ جمال عمر

وعلى مدى ثلاثون شهرا متتالية حتى فض اعتصام رابعة عانت مصر من تداعيات محاولات شرسة ومتوالية لتقسيمها وإغراقها في مستنقع الفوضى العربي بداية من إسقاط مبارك إلى فوضى محاولة إسقاط المجلس العسكري إلى وصول الإخوان للحكم وسعيهم لتقسيم مصر ومنها لسقوطهم المدوي بثورة شعب في 30 يونيو 2013م ، ومنها لمحاولة تقسيم مصر بالاعتصام والإرهاب اليومي في شوارع مصر وعلى حدودها ، ثم أخيرا إلى فض الاعتصام لتكون مصر قد تعرضت لخمس محاولات مخططة وممولة بسخاء للسقوط في مستنقع الفوضى والتقسيم واحدة بمحاولة الأسطول الأمريكي التدخل لمنع سقوط مرسي ، والأربعة الأخرى منها بواسطة الخونة تجار الدين بكل أنواعهم متحالفين مع العملاء بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم وتمويلاتهم وبإشراف مباشر وتوجيه سري ومعلن أحيانا من محمد البرادعي مهندس الخراب والدمار الماسوني ، وعضو مجلس أمناء مجموعة الأزمات الدولية الممولة بواسطة صندوق الوقف اليهودي ومجموعة جورج سورس وتديره وتشترك في تمويله المخابرات المركزية الأمريكية ، ومجلس الأمناء لهذه المجموعة على رأسه سبعة شخصيات ماسونية رئيسية منهم خمسة من أصل يهودي وهم الملياردير الصهيوني جورج سوروس ، وشلومو بن عامي وزير خارجية إسرائيل السابق وستانلي فيشر محافظ بنك إسرائيل و"شيمون بيريز" رئيس إسرائيل الحالي الجنرال الأمريكي "ويسلي كلارك" ، إضافة للماسونيين (محمد البرادعي) والجيوسياسي (زبيغنوي بريجينسكي) .



ولم يكن مفاجئا لأجهزة الأمن ما تكشف بهروب البرادعي عند فض الاعتصام وما أصاب تابعيه من فوضى التخبط والهرتلة فقد كان البرادعي ومنذ مراحل الإعداد لفوضى يناير 2011م هو مهندس التنسيق والربط بين جميع المتآمرين لإسقاط مصر وليس النظام فقط ، ورحل البرادعي بأوامر صريحة من المخابرات الأمريكية لافتضاح أمره بعد التأكد من وجود تسجيلات لجميع اتصالاته واجتماعاته بالعناصر المشتركة في المؤامرة لدى أجهزة الأمن والمخابرات ليترك البرادعي من خلفه مختلف الأشكال من صبيانه وتوابعه في مؤسسة الرئاسة والحكومة والإعلاميين وفي (6 إبريل) و (كفاية) ومنظمات العمل المدني وحقوق الإنسان والأحزاب الكرتونية والإخوان والسلفيين ، وخلال الشهور الأربعة الباقية من عام 2013م خاضت أجهزة الأمن والمخابرات والقوات المسلحة والشرطة معارك ضارية مع عملاء دول المؤامرة السباعية (أمريكا - بريطانيا - إسرائيل -  تركيا - قطر - إيران) ، خاصة في سيناء وعلى الحدود المصرية الليبية والسودانية ترتكز على محاولات مستمرة لتهريب السلاح والمخدرات والمرتزقة لداخل مصر وعمليات إرهابية يومية تقريبا يسقط ضحاياها بالعشرات من المصريين في محاولة مسعورة لنشر الفوضى والدم أملا في الوصول لإعادة لمسلسل صدام حسين بتدخل قوى دولية للحفاظ على الأقليات والشعب من جراء فشل الحكومة المؤقتة في تحقيق الأمن والاستقرار والديمقراطية في الداخل المصري .

وقبل نهاية عام 2013م ظهر دوليا ملامح الاقتراب من الحرب العالمية الثالثة بوضوح حيث بدت علامات إعداد مسرح الحرب على أرض الشام والعراق والتي ظهرت من اجتماعات لمجلس الأمن القومي الأمريكي ومن خلفه مجموعة (إيباك) مجموعة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية وعلى رأس دول أعمالها الموضوع المستديم وهو إيجاد أسلوب وسيناريو لفك الشفرة المصرية المستعصية وتقسيم مصر مثل أخواتها سوريا والعراق وليبيا في أسرع وقت ممكن ، خاصة لتنامي التحالف العسكري بين مصر وروسيا ثم التحدي الروسي الصارخ بإسقاط روسيا للصواريخ البليستيكية الأمريكية قبل وصولها لسوريا في نوفمبر 2013م ، والرد الأمريكي بمحاولة تدمير غواصة نووية روسية في البحر المتوسط وهو ما دفع روسيا لتعجيل دفع قطع أسطولها البحري للتوجه للبحر المتوسط لفك الحصار الأمريكي الغربي لها في المنطقة ، وقد تزامن هذا مع انخفاض وتيرة النبرة السياسية والإعلامية الأمريكية ثم التركية المعادية لمصر في محاولة لتسكين الأوضاع ولو مرحليا بغرض تحييد مصر من المعادلة ولو ظاهريا قدر الإمكان مع التصعيد المستمر والمسعور لدعم الجماعات الإرهابية في سيناء والمحافظات الحدودية والنائية بمختلف أشكال ادعم المادي والبشري والتسليح بهدف وحيد هو إنهاك الجيش والشرطة المصرية .

وعلى المحور السياسي الداخلي تزايدت أشكال التمويل القطري والتركي والإيراني مع الدعم المادي والإعلامي لجماعات وجمعيات العمل المدني وحقوق الإنسان والطابور الخامس لإشعال الرأي العام ونشر الإحباط واليأس بين المصريين ، مع التركيز على إجهاض فكرة وصول السيسي لحكم مصر لكونه رجل عسكري ولا يصلح للحكم ووصوله يدعم فكرة الانقلاب ويؤدي لفشل الثورة وهو ما حسمه الشعب المصري لاحقا بطوفان شعبي يطلب ترشيحه أخرس الجميع في الداخل والخارج ولو ظاهريا ، ولم تدع واشنطن وأذنابها في تركيا وقطر وإيران فرصة لزعزعة الاستقرار والأمن في مصر دون استغلالها بل وسعت جميع أطراف المؤامرة للوقيعة بين مصر والخليج العربي خاصة السعودية والإمارات ، ونجحت أمريكا في استقطاب السعودية والإمارات لزيادة تمويل جيش النصرة وغيرها من أجل إسقاط الأسد في سوريا تحت ستار العداء التاريخي المزروع بأيدي الماسونية بين السنة والشيعة ، وبدت الأوضاع بنهاية عام 2013م تتجه للهدوء في سوريا ونجاح الدخول بها لطاولة المفاوضات في جنيف لإنهاء الأزمة بتقسيم سوريا لأقاليم ودويلات ثلاثة وهو ما انتهت ترتيباته بالفشل واشتعال القتال من جديد بين الجيش السوري والفصائل المتصارعة كنتيجة غير مباشرة لفشل أمريكا والغرب في تقسيم مصر واجتياحها ، وهو ما عجل من محاولات السيطرة على البحر المتوسط بواسطة قطع الأسطول الأمريكي والبريطاني والفرنسي في إطار المناورات التدريبية لحلف الناتو ، مع محاولات عسكرية سياسية مستميتة من الجانب الأمريكي مع مصر لتتخلى عن الدعم العسكري الروسي وصفقات الأسلحة الروسية التي كانت مفاوضاتها تجري على قدم وساق مع وزير الدفاع المصري بعيدا عن المظاهر السياسية المعلنة للرئاسة والحكومة المصرية .

وكنتيجة ربما مباشرة لفضح مصر لتجسس السفرات الأمريكية على قادة العالم خاصة ألمانيا والتي أعقبها نجاح مصر في السيطرة على أحدث طائرة استطلاع أمريكية حينها على الحدود المصرية الليبية والاستيلاء عليها سالمة أو محطمة بعد إسقاطها ، شهدت بداية عام 2014م تحركات سياسية غامضة لرجال السياسة الأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية أعقبها تحركات واسعة في القواعد العسكرية الأوروبية فضلا عن تغييرات في قيادات القوات الأمريكية والغربية متتالية في سرية وغموض ، فضلا عن بوادر أزمات اقتصادية عالمية تظهر في مؤشرات البورصات ثم تختفي سريعا يرافقها إجراءات صينية وروسيا وكورية وإيرانية اقتصادية وعسكرية وسياسية موسعة ، مع بعض إجراءات الخداع الاستراتيجي التي باتت مكشوفة للطرفين ولأطراف أخرى متابعة عن قرب أو بعد .

وسرعان ما بدأت عام 2014م والتي كانت شهورها الستة الأولى ساخنة وسريعة الأحداث والصراعات خاصة في وجود مقاومة عاتية لتنفيذ أي استحقاق من خارطة الطريق المصرية ، ورغم ذلك نجح تنفيذ الاستحقاق الأول بإصدار الدستور بكل إيجابياته وسلبياته ، ودارت بعدها معارك شرسة إعلاميا وسياسيا بين الشعب المصري تسانده المخابرات والجيش وبين أطراف المؤامرة في الخارج وأتباعهم في الداخل في محاولة لإبعاد السيسي عن الترشيح للرئاسة والتي انتهت بانتصار ساحق للشعب باعتلاء السيسي لعرش مصر مدعوما بشعبية جارفة وحب الغالبية العظمى ورغم أنف أمريكا وإسرائيل وأوروبا وتركيا وقطر وإيران في الخارج والمناوئين والرافضين والخونة والعملاء في الداخل ، لتبدأ مرحلة محاولات إسقاط السيسي سريعا مهما كان الثمن طبقا لتعليمات الإدارة الأمريكية التي أحست بقوة وخطورة اليد الخفية التي تدير مصر وقدراتها التي لم تكن في الحسبان ، والتي تتضاعف يوما بعد يوم حتى استطاعت وضع الجنرال المصري الوحيد الذي سدد ركلة مؤلمة للمؤخرة الأمريكية الرخوة في 30 يونيو 2013م (على حد تعبير مركز ستانفورد الأمريكي) على عرش مصر في أسوأ خسارة سياسية أمريكية في الشرق الأوسط منذ نصف قرن (على حد تعبير هنري كيسنجر) ، وبالتالي فلابد من سحقها مبكرا وقبل نهاية 2014م مهما كان الثمن .

وبدأ العام الأول لرئاسة السيسي لمصر ببقايا الهرتلات السياسية للخاسرين في سباق الانتخابات وفرحة عربية خليجية عارمة ومخاوف الغرب وأمريكا من مولد (عبد الناصر) جديد ينتظرون منه قرارات ثورية وإجراءات حادة وجذرية وهو التصور والفكرة التي بنوا عليها الغالبية العظمى من مخططات ردود أفعالهم لاستغلالها في محاولة التدخل ولو عسكريا في مصر ، ولكن السيسي ومن وراءه لم يمنحوهم هذه الفرصة مطلقا ، بل على العكس بدأ السيسي رئاسته بتحركات سياسية سريعة على المستوى العربي والأفريقي والدولي ليرسي قواعد جديدة للسياسة المصرية الخارجية الهادئة والهادفة والحكيمة والتي كانت قبلها شبه مدمرة ومتآكلة ، متزامنا مع مخطط تنمية وإصلاح متكامل وواضح المعالم لوضع مصر على طريق الوصول لدولة عظمى في غضون أقل من عشر سنوات إن لم تكن خمسة وهو تحدي التحدي الذي يتحدث عنه السيسي حاليا ، والتي بدت إمكانية تحقيق هذا الحلم خلال الشهور السبعة عشرة السابقة ممكنة بل وواعدة خاصة في ظل إنجازات غير مسبوقة خلال نصف قرن مضت قد تحققت بالفعل وإن كان الكثيرين منا لا يدركون نتائجها على واقعهم حياتهم اليومية وهو ما سوف نتابعه لاحقا بالتفصيل ..

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز