عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الفضائيات: تحليل التفسير وتفسير التحليل!

الفضائيات: تحليل التفسير وتفسير التحليل!

بقلم : رشاد كامل

انتهت انتخابات مجلس النواب وفاز من فاز ورسب من رسب، وعلى مدار أيام الانتخابات سواء فى الجولة الأولى أو الثانية انشغلت «الفضائيات» الخاصة بالحديث عن هذه الانتخابات من تحليل وتفسير، وتحليل التفسير وتفسير التحليل!




الكلام مكرر ومعاد وبايت وربما «فاسد» عن أسرار عزوف الناخبين! وابتعاد الشباب عن المشاركة! وسطوة المال السياسى وأشكال وألوان الخروقات الانتخابية وعودة رجال الحزب الوطنى!


عشرات الضيوف من محللين وخبراء ونخبجية هرولوا من محطة إلى أخرى، ومن برنامج إلى آخر يلوكون نفس الكلام الماسخ.. وما أكثر المرات التى طغى فيها المذيع أو المذيعة بجهله النشيط على موضوع الحلقة!


فى أحد هذه البرامج تطرق الحديث إلى اسم رئيس مجلس النواب المقبل ومن يكون؟! قال الضيف الأول هذا الموضوع سابق لأوانه وقال الثانى: لن يتضح ذلك إلا بعد انتهاء الجولة الثانية وقال الثالث بثقة: ربما يكون رئيس مجلس النواب الجديد من ضمن الأسماء المعينة بواسطة رئيس الجمهورية!


وقررت المذيعة أن تشارك فى المناقشة وليتها ما تحدثت أو سألت فقد قالت إن الدستور يمنع أن يكون رئيس مجلس النواب من المعينين بل لابد أن يكون من بين الأعضاء الذين تم انتخابهم! وقاطعها الضيف بأدب جم: بل يمكن أن يكون رئيس مجلس النواب من المعينين! فقاطعته: مستحيل حضرتك الدستور بيقول غير كده؟!


عاد الضيف الآخر ليشرح لها بأدب شديد قائلاً: بمجرد أن يتم تعيين النواب الذين اختارهم رئيس الجمهورية فقد أصبحوا نواباً مثل المنتخبين تماماً، ومن الطبيعى أن يتقدم أى نائب سواء جاء بالانتخاب أو التعيين أن يترشح لرئاسة مجلس النواب ويقوم أعضاء المجلس باختياره أو عدم اختياره!
لم تسكت المذيعة أو تعتذر بل راحت تجادل وتقرر بأنها تسمع هذا الكلام لأول مرة! وهنا اضطر أحد ضيوف البرنامج ليوضح لها أن هذا الأمر حدث من قبل مع الدكتور رفعت المحجوب ود. أحمد فتحى سرور وكان كلاهما معيناً فى البداية ثم خاضا الانتخابات فى دورات تالية..
وهنا قالت المذيعة: نطلع فاصل لنعود بعد قليل!! لقد أنقذ الفاصل جموع المشاهدين من هذا الجهل النشيط!


انتهت الانتخابات لكن الناس لن تنسى لهذه البرامج أنها كانت أحد أسباب عزوف الناس عن المشاركة بما قيل فيها من كلام غريب ومريب من عينة أن هذا المجلس لن يكمل دورته وسوف يحل بعد فترة! هكذا ببساطة!! ويفسر ضيف  آخر الأمر على أن المرشحين للمجلس وجوه غير معروفة! والتناقض هنا أنه بلسانه يقول نريد وجوهاً جديدة للبرلمان!


أما «اللبانة» التى كانت فى فم كل برنامج وضيوفه فهى «لبانة المال السياسى» الذى بفضله وحده كان نجاح البعض، بينما كان هذا المال السياسى نفسه سبباً فى سقوط مروع وتاريخى كان الظن إنه بمالها ونفوذها سوف تنجح!!


انتهى المولد الانتخابى باستكمال خارطة المستقبل، وأصبح لدينا برلمان وتحقق المستحيل الذى راحت قنوات الجماعة والعشيرة تؤكد على مدى عام كامل أنها لن تتم وأن النظام لا يريد إجراءها!
الآن هل نسكت قليلاً ونعمل كثيراً؟! أحلم بهذا

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز