الصدمة

بقلم : غادة كريم

عندما يصدمك من تحب مرة تلو الأخرى تتنازع داخلك مشاعر على البقاء أم الرحيل .. فربما تفقد ايمانك بالحب وإيمانك بمن أحببت أم انك تفقد الثقة فى قدرتك على انتقاء الاشخاص التي تزين قلبك وفى صخب الاختيارات الموجعة يراودك الشك فى كل الاشياء إلا حقيقة واحدة أن قلبك يتألم حتى اخر خلاياه وترفض البوح بذلك حتى لنفسك رغبة فى صباح اخر سعيد يداهمك الوجع من كل اتجاه مرة يطعنك في ثقتك بنفسك وأحيانا بالأخرين، تتكسر الكلمات فى عقلك لان قلبك حزين، يطالبك عقلك بالاستقلال ليعيش لا منتمى لهذا الحزن الغارق فيه القلب لكن الحزن سرطاني النزعة، أخطبوطي التفاعل يطال كل خلاياك القلبية والعقلية بلا رفق وينتصر!

حنان الانسان لا يصمد أمام الصدمات فيذوب، حتى أنه لا يدرك ذات صباح من أين أتى بالقسوة على حبيب كان يوما يملك جزيئات قلبه. ماذا كسرت فينا الصدمة ومتى تسربت السعادة من ثقب القلب ؟!

ما أصعب هذه اللحظات التي تتماسك فيها أمام البشر لمرات ومرات وتدعى القوة ثم تسقط فجأة امام نفسك حزينا منهارا، فلم يعد بإمكانك الصمت لوقت أطول فجميع خلايا قلبك تشبعت من الكتمان ليصبح صوت ضعفك أعلى كثيرا من مقاومته من يحبك سيبقى بقرب عينيك ليدافع عن دفء قلبه بداخلهما، ومن يقيس مساحة عطاءك شبرا شبرا داخله لا يحب ولن يقاتل ..فالحب لحظة سعادة دافئة عفوية تخبئ اكوام من سعادة الكون بخلايا القلب، أما الحب المشروط فهو خيال وأشباه مشاعر، لا تدافع عن من لم يدافع عنك، سيتألم قلبك وحدك لأنه لم يكن هناك خيط موصول منذ البداية من قلبك لقلوبهم ليتألمون معك !! دعهم يرحلون.