عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رعد الشمال

رعد الشمال

بقلم : ابراهيم رمضان

دقت ساعة الحَسم.. آن الأوان لتقول مصر كلمتها في مِنطقة الخليج المشتعلة، والمنشغلة بالحرب في جبهتي اليمن وسوريا.. لتؤكد أن أمن الخليج قولا وفعلا لمصر، هو خطُّ أحمر.. ربما لم تكن الرسائل المتتابعة لمختلف القوى الإقليمية غير واضحة بالقدر الكافي، إلا أن تحركات الجيش المصري تتسم بالذكاء، بل قُل -يقينا-: بالدّهاء المعهود عنه عبر العصور المختلفة.. فكل خطوة خارج الحدود محسوبة بحسابات دقيقة.. فهي أهداف مرصودة من قِبل عسكريين متمرسين يعرفون معنى كلمة الحرب، ويقدّرون تَبَعاتها.. ويعشقون كلمة السلام، ويمجّدونها.. لكنهم وإن نادى المنادي لبّوا، وكانوا على العهد والوعد.




شكك الكثيرون في مدى استجابة الجيش المصري ودعمه للأشقاء في منطقة الخليج في حربهم ضد العصابات المدعومة من "إيران" في دولة اليمن، في ضَوء شائعات يردّدها المُغرضون والحالمون بمزيد من التفتت، والتشرذُم العربي، إلا أن الرد العملي من الجيش المصري، يُخرِس هذه الألسنةَ، ويؤكد أن التحركات تتم وَفق توقيتات وحسابات دقيقة.. ولا تتم بعشوائية.


رعد الشمال


"رعد الشمال".. ليست مجرد مناورة على الأراضي السعودية، وفقط، لكنها رسالة لكل مَن تُسول له نفسه التفكير في المساس بالأراضي السعودية, وهي رسالة قوية من كافة الجيوش المشاركة كافة في هذا التدريب، سواء من دول مجلس التعاون الخليجي، أو الدول المشاركة بصفتها مراقبا.


التدريب الذي يستمر أياما عدة بمشاركة قوات من الجيش المصري، هو الأكثر عدة وعَتادا بين الدول المشاركة، لم يكن الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فمصر لن تخذل الأشقاء.. مصر التي وقفت بجوار العراق في حرب الثماني سنوات ضد "إيران"، ستظل دوما داعما وسندا لكل الأشقاء، رُغما عن القوى والدول الراغبة كافة في الشقاق بين مصر وأشقائها العرب.


رسائل "رعد الشمال"


رسائل "رعد الشمال" التي تَرْغَبُ مصر والدول المشاركة في هذا التدريب، وإرسالها للقوى الإقليمية والدولية المختلفة، كثيرةٌ، وعلى الجميع أن يستوعبها جيدا:


الرسالة الأولى: أن المملكة العربية السعودية لن تقف بمفردها في حربها المفتوحة مع "إيران" وأذرعتها المسلحة وغير المسلحة في مختلف البُلدان العربية والإسلامية.


الرسالة الثانية: أن مصر التي سبق وأنْ أكدت عمقَ العلاقات فيما بينها وبين المملكة العربية السعودية، ها هي تؤكد ذلك عمليا على الأرض، فالقوات المصرية هي الأكثر في العدد والعتاد العسكري، وهي الأقوى بين الجيوش العربية.


الرسالة الثالثة: رفع الحظْر الاقتصادي عن إيران، أمرٌ لن يُربِك حسابات وترتيبات الدول العربية في مِنطقة الخليج، ولن يزعزع استقرارها عملاء إيران المندسون في أطراف بعض الدول، والمنتمون فكريا لما يسمى "ولاية الفقيه".


الرسالة الرابعة: جاهزية الجيش المصري للدفاع عن الأمن القومي لبلاده، والأمن القومي العربي.


الرسالة الخامسة: أن طفرات التسليح التي أضافها الجيش المصري مؤخرا، تأتي في إطار خطة التطوير المستمر لإمكانياته التسليحية اللازمة لصدّ الخطر.


الرسالة السادسة: أن الجيش المصري سيظل هو الأقوى في المنطقة العربية، وأن ما حدث في الجيش العراقي في أعقاب الغزو الأمريكي لجمهورية العراق، لا يمكن تَكرارُه في مصر، أو في دول منطقة الخليج.


"رعد الشمال".. ليست المناورة الأولى


علي مدار العامين الماضيين لم تكن مناورة "رعد الشمال" هي الأُولى التي ينفّذها الجيش المصري مع الجيوش العربية الشقيقة، فقد سبق هذه المناورة عدد من المناورات مع الجيشين البحريني والجيش الأردني، وهما كالتالي:

حمد1:
هو التدريب المشترك "المصري، البحريني" الذي استضافته البحرين الشقيقة في مايو 2015، لإجراء التدريبات فيما بين القوات البحرية والقوات الجوية، وهو التدريب الذي تم للمرة الأولى فيما بين الجيشين المصري والبحريني.
 
العقبة 2015:
وهو التدريب المشترك الذي استضافته مصر في ديسمبر 2015، كتدريب مشترك فيما بين القوات الخاصة البحرية المصرية وقوات الصاعقة، ووحدات المظلات، والقوات الأردنية.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز