عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
النفاق ومراكز القوى!!

النفاق ومراكز القوى!!

بقلم : د. حماد عبدالله

النفاق هى المادة المغذية لتكوين مركز القوة فى أى موقع مهما كان مكانه الجغرافى أو زمنه التاريخى !!



النفاق هى أهم شعيرة من شعائر السرطان الإجتماعى الذى يصيب المجتمع بالوهن والضعف ويحول الملاك إلى شيطان رجيم !!

بالأمس تحدثت عن تشكيل مراكز القوى فى المحروسة وتعرضت لبعض نمازج زمنية (تاريخية ) ، بدون عمق فى عصور مختلفة ولكن ، أشارة إلى أهم ملامح هذه الصفة ، وشخوصها مرة بالأسم ومرة بالإشارة ، وذلك لظروف ضيق المساحة المخصصة للمقال ، وكذلك إعتماداً على ذكاء القارىء وإستكماله لمقاطع كثيرة ناقصة فى سياق الكتابة التى عرضتها فى مقالى !! إلا أننى اليوم وبنفس الأسلوب أطلب المساعدة من القارىء ليستكمل معى فهم ما أريد توصيلة )

" المنافق أو المنافقون " من الموظفون فى أية مؤسسة أو وزارة أو حتى مدرسة إبتدائية !!  صفاتهم واحدة ، وإن تعددت ، وتبدلت حسب الموقع الوظيفى  " للمفعول به"!!

فهذا " ناظر مدرسة " وذاك " رئيس هيئة " أو " رئيس  قبيلة " أو حتى " رئيس دولة " !!

ولنا فى ذلك عبر كثيرة ، أختص بوزارة بعينها ، حيث جاء الوزير الشاب بعد عمر طويل لوزير سابق ، كان يذبح له الذبائح حينما يعود من أجازة أنفلونزا بسيطة ، أرتفعت فيها حرارته ½ درجة .

وحينما خرج معالى الوزير ، ذبحت أيضاَ الذبائح من نفس الأشخاص فرحاَ بخروجه من الديوان ، وتحدث القاصى والدانى عن سوءاته، وعن فساده وعن ..... وعن..... !

وهم نفس الناس الذين كانوا يعلنوا علنا وفى وضوح الشمس ، وأمام الأعلام ، بأن الله حباهم من فضله رجلاَ ، ولا كل الرجال ،شريفاَ من نسل الأشراف ، وغيره !! مما يكفر قوم لوط !!

وسبحان الله خرج .. ذهب إلى التاريخ – ليحكم علية فى كتاب أو فى جريدة حائط فى أى مدرسة بأى نجع أو قرية !!

وبنفس الأسلوب يستقبل الوزير الجديد الشاب البسيط والجميع يعلم كيف جاء ، بالصدفة الغريبة أنه جاء !! وطبعاَ هو وحظة أو بمعنى أصح هو وحظنا !! أما يبقى طويلاَ طويلاَ طويلاَ !! أو يذهب فى غمضة عين !! كلة بإذن الله ! وتقرير الأداء الذى سيرفع عنه !! والخوف كله أن يكون فى تقرير الأداء خاصية " النفاق " !!

وإذا بالنفاق يبدأ من أصغر موظف فى الجناح المخصص لإدارة الوزراة أو عامل المصعد وحتى أكبر وكيل وزارة فى الديوان !! وللأسف الشديد ، ينسى معالى الوزير أنها " إذا دامت لغيرة ماجائت له " ، ينسى فى ثانية !! ويستقبل النفاق بالترحاب ،والإنبساط" "والأنشكاح " !!

بل المصيبة الكبرى أنه يصدق بأنه عبقرى"  وأنه لم تلدة ولادة " ، وهو الذى لم يحصل على    حظ فى التعليم أكثر من أربع سنوات عجاف فى أحدى أقل الكليات قيمة ، وثانوية عامة "يادوب" على أخر لقطة فى المرحلة الثالثة فى مكتب النسيق العريق !!

يصدق المسؤول نفسة ، وإذا به ، يتقمص دور العالم ، ودور النابه، ودور المنقذ ، وأنه هو الوحيد العالم ببواطن الأمور !

وإذا به يتشدق فى إجتماعاتة الخاصة التى لاتنتهى بأنه كان مع الباشا ( رئيس الوزراء مثلاً ) وأنه للثقة الغالية فيه وفى قدراتة ، وكل  إليه شئون الأمة فى  ،...... وفى ....!!

والكل يبتسم بأعجاب شديد فى ظاهر ،لايستطيع أن يقوم به كدور تمثيلى الفنان "عادل أمام أو المرحوم حسين رياض "!! وحينما ينتهى الإجتماع ويؤكل الساليزون ويشرب " العصائر الفريش " ، يخرج المجتمعون فرادى وجماعات ، يتحدثون فيما بين " أذانهم " ، شفتم الكذاب ، شفتم ، بيقول كلمة " كابوتشينو "  إزاى اللى عمره ماشافه إلا فى الوزارة !!

وهكذا تبدأ النميمة !! ولاتنتهى !! ويكبر المسؤول بالنفاق وبتغذى به ليلاَ ونهاراَ وتنتفخ أوداجه وتتكون "قشرة القوة" حول بدنه  !! ويصبح كالطاووس مكشراَ عن أجنحته ، ويرتدى الثياب البيضاء ، والصفراء فهو أساساَ يريد أن يكون أكثر وضوحاَ وسط أقرانه !!

ولايدرى ، بأنه قد أصيب بسكتة دماغية أفقدته الذاكرة ولا يعلم بأنه ذاهب .. ذاهب ..ذاهب إلى مزبلة التاريخ ، فى يوم قريب جداَ جداَ جداَ ، حتى ولو كان بعد عشر سنوات !!

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز