عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شرم الشيخ .. في انتظار الفرج

شرم الشيخ .. في انتظار الفرج

بقلم : غادة نوارة

بعد أن أضاف الفلفل والزيتون والطماطم والجبن الموتزاريلا على البيض أعطاه لي وسألني الشيف بحسرة وألم انتم ماشين انهارده؟ فقلت أيوه ..  فقال: يا خسارة بعد لما رحلتكم تمشي احنا كمان هانمشي.




تألمت كثيراً لكلامه وأدركت ما وراء الخبرعن خسائر القطاع السياحي .. 6 مليار خسائر شرم الشيخ والغردقة في ثلاثة شهور فقط , ليس خبرأّ عادياً ككل الأخبار التي نسمعها ، فمعناه خسائر جمة لقطاع السياحة برمته بعد أن كان بدأ فى التعافى بدايات عام 2015 بعد الخسائر المتتالية التي مُني بها منذ 2011 . آلاف الموظفين والعاملين فقدوا لقمة عيشهم بفقد وظائفهم وتضررت أسرهم، وقد يضطرون لبيع ممتلكاتهم لتسديد التزاماتهم والتزامات أولادهم، معناه أن 40 أو 50 فندق تم إغلاقه في شرم الشيخ فقط بخلاف عدد كبير من الفنادق في باقي المدن السياحية المصرية الأخرى، وبالتالي تم تسريح العاملين والموظفين بهذه الفنادق، فالفندق الذي كان يستضيفنا في شرم الشيخ كان يقوم بكافة الخدمات داخله نصف عدد الأفراد فقط من القوى العاملة للفندق إن لم يكن أقل وأحياناً يتم استدعائهم للعمل بشكل مؤقت ... معناه أنه وبالرغم من الخصومات والعروض المذهلة التي تعرضها الفنادق فنسبة الإشغال فيها 18 % فقط، ومحلات وكافيهات كثيرة تم إغلاقها.


وإذا عرفنا أن نجاح أو إخفاق قطاع السياحة ينعكس على 170 جهة صناعية وفندقية وغيرها، وأن عدد السائحين الذين أتوا إلى مصر في العام 2010 كان 14,7 مليون سائح، وعددهم في 2015 فقط 6,6 مليون، وأن عدد العاملين في القطاع السياحي بشكل عام كانوا في 2010 أكثر من 3 مليون فرد ولو قلنا أن كل فرد يعول أسرة مكونة من خمسة أفراد إن لم يكن أكثر ... يتضح أن 15 مليون شخص تأثر وتضرر من هذه الخسائر وقتها ندرك حجم الأزمة التي يمر بها قطاع السياحة ككل.


وعندما تجولت في مدينة شرم الشيخ أدركت أنها مثالاً حياً على تلك المأساة ... أكبر مدن محافظة جنوب سيناء والتي تقع عند ملتقى خليجي السويس والعقبة والذي يزيدها جمالاً وتميزاً  وهى واحدة من أجمل 4 مدن في العالم حسب تصنيف BBC لعام 2005 والذي أهلها للفوز بجائزة منظمة اليونسكو لاختيارها ضمن أفضل 5 مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية .... لا تجد في شوارعها ورقة على الأرض ولا يقود أحد مركبته عكس الاتجاه ويلتزم الجميع بقواعد وتعليمات المرور ، تعتبر من أهم مراكزالغطس في العالم .. مدينة غاية في الجمال والنظافة والرقي والتنسيق الحضاري لا تقل جمال عن المدن السياحية العالمية ... من يتأمل جمالها ونظافة وتنسيق شوارعها الحضاري وميادينها وجمال جبالها وطبيعتها الساحرة وشواطئها الخلابة يحزن ويتألم لمدينة السلام ... أن يكون حالها هكذا.


عندما تقوم بجولة سياحية في خليج نعمة أكبر وأقدم مناطق الجذب السياحي في شرم الشيخ تدرك حجم المشكلة بل والمأساة التي يعيش فيها العاملين في شرم الشيخ ... محلات وكافيهات وفنادق أغلقت أبوابها أما الكافيهات فقدم عمالها عروضهم الترفيهية لأنفسهم فلا يوجد زوار إلا من رحم ربي ... وقفت أتأمل ما خلف الأبواب المغلقة قصص وحكايات أسر عانت ومازالت تعاني بسبب ما حدث، كيف لهذه المدينة الجميلة أن تصبح مدينة مهجورة لحين إشعار آخر؟؟


فرحلات أجازة نصف العام الدراسي هي التي بعثت فيها الأمل وإن كان ضئيلاً، فيجب على النوادي والنقابات والبنوك والجامعات والشركات والمؤسسات والوزارات والمصالح الحكومية تنظيم رحلات للمدن السياحية المصرية المختلفة، وتنظيم المؤتمرات الخاصة بالقطاعات المختلفة في هذه المدن لدعم السياحة بها، ويجب على مؤسسات الدولة المختلفة تلافي الأخطاء الفردية والسلبيات والتجاوزات والمشاكل التي نتخيل أنها بسيطة ولكنها قد تتسبب بالفعل بخسائر فادحة للقطاع كله ... وفي النهاية فهذه الفنادق والمحلات والمطاعم المغلقة وهذه المدينة المهجورة تؤكد أننا بالفعل نواجه حرب وجود ومعركة تحديد مصير، ولا خيار لنا فيها إلا النجاح في تثبيت دعائم الدولة المصرية وتحقيق التنمية والازدهار.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز